الانزلاق الغضروفي
ثاني الأمراض انتشارا في العالم
السمنة أهم أسباب آلام الظهر وكل كيلو جرام زيادة في وزن الجسم يقابله 10 كيلو إجهاد أسفل الظهر.
• جدة: رحاب عباس
تعد آلام الظهر ثاني أكثر الأمراض انتشارًا في العالم، ويصاب بها أعداد هائلة من البشر، ورغم أنها تتحسن وتختفي في معظم الحالات، إلا أنها أحيانًا تستمر لمدة طويلة، لتعيق أصحابها عن العمل ومباشرة حياتهم بصورة طبيعية، فتصبح مشكلة مزمنة إذا استمرت دون تحسن لأكثر من ستة أشهر.
|
|
|
|
أرقـــام
ووفق د.محمد الديب «دكتوراه جراحة العظام جامعة القاهرة، وزميل الجمعية السويسرية لجراحة العظام» تعد آلام الظهر من أكثر المتاعب الصحية التي يتغيب بسببها المريض عن العمل، وبالتالي فهي تؤثر سلبًا في الإنتاج والاقتصاد القومي، وقد جاء في إحصائية أمريكية أن مصاريف علاج آلام الظهر والتعويضات الخاصة بلغت 20 مليار دولار في السنة، كذلك يراجع الأطباء سنويًا مليون مريض يعانون آلام الظهر في بريطانيا. ومن أهم أسباب آلام الظهر الانزلاق الغضروفي، إلا أن العيوب الخلقية بالعمود الفقري، إصابة العمود الفقري، الالتهاب المفصلي للفقرات، التيبس العظمي الفقري، ضيق القناة النخاعية، وهن أو هشاشة العظام، أورام العمود الفقري، ودرن العمود الفقري من الأسباب الأخرى التي لا يمكن الاستهانة بها.
عوامل
يتركز الانزلاق في معظم الحالات فيما بين الفقرتين الرابعة والخامسة القطنية، وما بين الفقرتين الخامسة القطنية والأولى العجزية، ومن المسببات وعوامل الخطورة: تنكس القرص نتيجة تقدم العمر، التغيرات التركيبية التي تحدث نتيجة الحركة، والتي تؤدي إلى ضعف الحلقة الليفية وسهولة تمزقها وحدوث شقوق وشروخ فيها، ما يسهل انزلاق نواة الغضروف، وذلك في أثناء تعرض سلسلة الظهر لحركة خاطئة وعنيفة مثل دوران مفاجئ أو حمل شيء ثقيل أو مد الظهر بعنف، ممارسة الرياضة العنيفة مثل المصارعة وكرة القدم الأمريكية، ومن العوامل الخطيرة التي تزيد من احتمال حدوث الانفتاق الغضروفي: التدخين، سوء التغذية، حمل الأثقال بصفة مستمرة وبطريقة خاطئة، لتظهر نتيجة ذلك آلام حادة بأسفل الظهر تكون مصحوبة بآلام ممتدة خلف الفخذ والساق إلى منطقة القدم، وقد يشعر المريض بتنميل بالقدم، وهذه الأعراض هي ما يطلق عليها عامة الناس «عرق النسا»، الذي يحدث عند السيدات والرجال على السواء، فهو التهاب يصيب عصب النسا، نتيجة ضغط الغضروف المنزلق على أحد الجذور، وهذا العصب يغذي الطرف الأسفل للقدم، وهو أكبر عصب في الجسم عامة ويطلق عليه العصب الوركي.
وقد أصبح تشخيص الانزلاق الغضروفي أكثر سهولة ويسرًا، بفضل التقنيات الحديثة، مثل الأشعة المقطعية (CTscan)، وأشعة الرنين المغناطيسي (MRI)، وعلاج هذه الحالات يتطلب الراحة التامة في السرير، ويشترط في «المرتبة» أن تكون كثافتها عالية «محشوة جيدًا»، ويعطى المريض أدوية، لتسكين الألم وترخية العضلات.
الطرق الحديثة لاستئصال الغضروف
أما بالنسبة للتدخل الجراحي، فلا ينصح بالتعجل في هذا الشأن، لأن نسبة كبيرة من هذه الحالات تتحسن بأنواع العلاجات الأخرى، ولكن إذا استمرت الأعراض أو زادت حدتها رغم اتباع العلاج الموصوف، أو حدث ضمور أو ضعف في حركة القدم، فيلزم التدخل جراحيًا، لإزالة الغضروف المنزلق.
وبحسب د.صالح باعقيل، استشاري جراحة المخ والأعصاب، وزميل كلية الجراحين الملكية البريطانية بأيرلندا، يتم استئصال الغضروف باستخدام الميكروسكوب، الذي يزيد تكبير مكان إجراء الجراحة أكثر من 15 مرة عن العدسة المكبرة، ومن مميزاتها التكبير والدقة الشديدة في استئصال الغضروف.
استئصال الغضروف بالمناظير
وهو من الطرق الحديثة من الأمام أو الخلف، باستخدام المناظير الجراحية، وذلك من خلال فتحات صغيرة لا تزيد على 10 ملليمترات إلى 20 ملليمترًا داخل البطن أو الصدر أو الظهر، وتحتاج إلى مهارة خاصة وتدريب للطاقم الجراحي، ومن مميزاتها أنها لا تترك أثرًا للجراحة في جلد المريض، يستطيع الحركة بعد العملية بساعات قليلة، وتقصير مدة الإقامة في المستشفى.
الغضروف الصناعي
الغضروف الصناعي إما أن يكون جزئيًا أو كليًا، فالجزئي هو تغيير لنواة الغضروف، وتم استعماله منذ عام 1955 على يدي الجراح دافيد كلافيلاند، وتغييره بمادة مثيل اكريلات، وتم تطويرها إلى مادة الثيتاليوم وأخرى بالسيلكون المطاطية.
كيف تحافظ على ظهرك سليما؟ |
• ينبغي علينا المحافظة على التقوسات الفيزيولوجية «الانحناءات الطبيعية» في عمودنا الفقري في أثناء تحركنا.
• يجب تجنب الوقوع على الأرض، فالحوادث من الأسباب الرئيسة المؤدية إلى حصول آلام الظهر.
• من المفيد أن نعلم أن القيام بالتمارين الرياضية عنصر حياتي مهم لتقوية عضلات الظهر والبطن والحوض والصدر وشدها. كما أن مزاولة مختلف أنواع الرياضات «مثل: المشي، السباحة، ركوب الخيل، ركوب الدراجة، اليوجا «الاسترخاء», وغيرها» تلعب دورًا مهمًا في المحافظة على نشاط الجسم ومرونة الظهر، على ألا يبالغ في ممارستها.
• الالتزام بمستوى صحي لائق من النظافة الشخصية والعامة.
• الابتعاد عن التدخين, وعن تناول المواد الغذائية المضرة, وعن بقية العادات السيئة.
• إجراء فحوص دورية للعظام, ومنها العمود الفقري, لاكتشاف أي تشوه فيه بشكل مبكر.
• مراجعة الطبيب المختص عند ظهور أي ألم في الظهر أو أي عارض مرضي آخر فيه، فالتشخيص الباكر للمرض يساعد على سرعة الشفاء. |
الخلايا الجزعية
ويستكمل د.محمد الديب: من الطرق الحديثة المستخدمة لعلاج الانزلاق الغضروفي استخدام الخلايا الجزعية بعد شفط نواة الغضروف المصاب واستنساخه، ثم إعادة حقنه مرة أخرى في المكان المصاب. ومن الأبحاث المستقبلية الأخرى لجراحات العمود الفقري استخدام الربوت «الإنسان الآلي»، والهندسة الوراثية والجينات، وكذلك استخدام الباحث الإلكتروني للمساعدة على إدخال المسامير الجزعية بدقة شديدة، لتثبيت الفقرات بعد استئصال الغضروف.
آلام الظهر عند الأطفال والبالغين
وهي شائعة بين الأطفال والبالغين، ولكن تظهر خطورتها لو لم تتحسن خلال أيام أو أسابيع، وتصبح مزمنة أو متكررة، تستدعي العرض على المتخصصين في العمود الفقري، لعمل الفحوصات المتقدمة. أما بالنسبة لطلبة المدارس، فإن 34.2% يشكون من آلام الظهر خلال فترة دراستهم، وتزداد خطورتها بزيادة نشاط الطالب والعمر.
ومن الأسباب الشائعة لآلام الظهر عند الأطفال والبالغين إجهاد العضلات والأربطة لفقرات العمود الفقري، وعن طريق الجلوس بطريقة غير صحيحة في أثناء المذاكرة، أو مشاهدة التلفاز، وممارسة الألعاب الإلكترونية، وحمل الحقائب المدرسية بطريقة غير صحيحة، ومن الأسباب الأخرى تشوه الفقرات للعمود الفقري، والأورام، ودرن العمود الفقري، والعيوب الخلقية، والانزلاق الغضروفي الذي يمكن أن يحدث في هذه المجموعة العمرية مع أنه ليس شائعًا.
آلام الظهر عند الرياضيين
ونسبة حدوثها في الإصابات الرياضية من 1% إلى 30%، وهي من أهم الأسباب التي تمنع من إكمال المشاركة أو المنافسة, وهذا يتطلب المتابعة والمراقبة من المدرب حسب برنامج تدريبي منتظم على مدار السنة، مع نظام غذائي متماثل.
قواعد بسيطة للحفاظ على سلامة العمود الفقري
يرى د.محمد الديب أن الوقاية أفضل من العلاج فيما يتعلق بمشكلة آلام الظهر والانزلاق الغضروفي، إذ ينبغي علينا أن نحمي ظهرنا، وننقذه من الضغوط المتزايدة عليه، والتي تفرضها ظروف الحياة المعاصرة وأساليبها المتطورة.
إن إراحة الظهر ضرورية، ويجب أن تتم حسب مبدأ واحد يعتمد على تخفيف العبء عن العمود الفقري، انطلاقًا من الكتفين إلى الحوض، بشكل يبقى فيه هذا العمود منتصبًا وفي محور ثابت، وخصوصًا لدى قيامنا بمجهود جسدي. وبذلك نستطيع تحرير الفقرات وأسطواناتها الغضروفية من مشقة الضغوط التي تتعرض لها.
في العمل
• التعود على الجلوس بشكل صحي وصحيح، لتخفيف إرهاق الظهر إلى أدنى حد.
• يجب ألا تكون طاولة المكتب عالية كثيرًا.
• الجلوس بوضعية منتصبة «مستقيمة»، بحيث تكون الزاوية بين الجذع والورك 90 درجة، أي الرأس مستقيم مع الجسم، عندما تكون جالسًا أمام الطاولة في مكتبك.
• تفاد وضعية الجلوس المتماثل لفترة طويلة، لذا يتم تغيير هذه الوضعية بين الحين والآخر
أمام الحاسب:
• من الضروري أن تكون الشاشة أمام العينين مباشرة وأن يكون النص على مسافة 50 سنتيمترًا أو 70 سنتيمترًا من العينين، وأن يكون مقعد طاولة الحاسب مناسبًا.
• يجب أن يكون سطح الطاولة حيث تعمل مغطى بجسدك، بحيث لا تجد نفسك مرغمًا على حني رقبتك عندما تنظر إلى الأسفل.
• لا تلق بنفسك بقوة على الكرسي، لأنه يخلق ضغطًا شديدًا على عنقك، ينجم عنه حدوث الألم في العنق والظهر، كما قد يلاحظ ظهور الصداع.
• الكرسي العالي أو المنخفض يسبب لك الإزعاج خلال العمل، لذا عدله إن كان قابلًا للتعديل، أو ضع وسادة فوقه.
• يفضل عند جلوسك أمام الطاولة عدم ثني ظهرك أو الانحناء فوقها، تفاديًا للآثار الضارة على تنفسك وعلى أعضائك الداخلية كافة، لذا من المحبذ أن تجلس وأعلى جسمك مرتكز على مفاصل الوركين، عوضًا عن مد كامل جسمك.
عند الوقوف:
• تجنب الوقوف لفترة طويلة.
• باعد بين القدمين، وحاول توزيع وزن جسمك بالتعادل «بالتساوي» بين الطرفين السفليين.
• ضع إحدى قدميك على قاعدة خشبية «طبلية» بعلو 20 سم، ثم بدل بينهما من حين لآخر.
• قف متوازنًا على قدميك، بشكل تحصل فيه على أقصى ثبات، وذلك عندما يلتصق الكعب وباطن القدم والعقدة الموجودة في أسفل الإبهام بالأرض، إذ ينبغي ألا يتركز وزن الجسد فقط على إبهامي القدمين أو على الكعبين أو على داخل القدم أو على حافتها الخارجية.
عند الجلوس:
• تجنب الجلوس لفترة طويلة.
• اجلس على كرسي بشكل يكون فيه ظهرك منتصبًا «مستقيمًا» وملامسًا ظهر الكرسي على أن يؤلف الجذع مع الفخذين زاوية «90 درجة»، وكذلك الساقان مع الفخذين.
• ضع وسادة رقيقة أو منشفة خلف أسفل ظهرك لكي تساعد على المحافظة على الوضعية الصحيحة للعمود الفقري القطني.
• تجنب الكرسي العالي والمقاعد المنخفضة، فالكرسي المناسب يؤمن المساندة لأسفل ظهرك، ويحافظ على الانحناء الطبيعي في المنطقة القطنية من العمود الفقري.
عند الاستراحة:
• يؤدي الاسترخاء في وضعية الجلوس في فترة الاستراحة إلى إلحاق الضرر الشديد بجسمك، فبرغم الشعور بالراحة في مثل هذه الوضعية، إلا أن هذه الحالة تولد ضغطًا على الجهاز الهضمي والقلب والرئتين، إذ إن الأعضاء الداخلية لا تستطيع القيام بوظائفها الفيزيولوجية بالفعالية المطلوبة.
• عندما نرغب في الوقوف بعد الجلوس على مقعد منخفض، علينا أن نتقدم بالجسم إلى حافة المقعد قبل الوقوف.
عند النوم:
• اعتد الاستلقاء أو النوم على وسادة ثابتة جامدة، تكون ذات حشوة صحية معتدلة الصلابة.
• تمدد على ظهرك أو جنبك «الأيمن أو الأيسر» بحيث تكون مفاصل الوركين والركبتين مثنية.
• لا تستلق على البطن دون وضع وسادة رقيقة تحت أسفل البطن.
• استخدم الوسادة التي لا ترفع رقبتك كثيرًا، بل تريحها.
• يؤمن نوم الليل الوقت الضروري لراحة الظهر، فالأسطوانات الغضروفية تستعيد ماءها، والعضلات تنبسط وترتخي.
• اختيار السرير الذي لا يكون خفيضًا جدًا، تفاديًا لإصابتكم بآلام الظهر عند الجلوس عليه، والنهوض منه، لذا علينا حسن الاختيار لفراشنا.
• يجب أن تكون الوسادة ملائمة لحمل الرقبة في أثناء النوم، بحيث تسمح للعضلات العنقية بالارتخاء.
• تجنب النوم على البطن، لكيلا تؤذي رأسك، إذ من المحبذ أن تنام أو تستلقي على جانبك.
• ابدأ يومك بخطوة صحيحة، فعند النهوض من الفراش استدر على جانبك واستقم جانبيًا، استخدم ذات الطريقة عند النوم، ولكن بشكل عكسي، ثم اخفض قدميك إلى الأرض بهدوء، وارفع جسدك بمساعدة الساعدين، لتنتقل إلى وضعية الجلوس وأنت منتصب، أو اجلس في السرير بحسب زاوية قائمة، واستدر ثم استند إلى الذراعين لتنهض.
في أثناء قيادة السيارة:
• تفاد السفر بالسيارة مسافات طويلة، لأنه يرغمك على البقاء جالسًا فترة طويلة، أما إذا دعت الحاجة لذلك، فخذ فترة استراحة قصيرة، وأوقف السيارة وغادرها، لكي تتمشى قليلًا في الهواء الطلق، وبهدف تليين عضلات ظهرك وإرخائها وتخفيف توترها.
• تجنب السواقة السريعة.
• يجب أن يكون ظهر مقعد السيارة منحنيًا 100 درجة أو 110 درجة حتى يبقى ظهرك منتصبًا.
• ضع مسندًا خلفيًا وراء ظهرك، ليحافظ على وضعية جلوسك الصحية.
• لا تجلس قريبًا أو بعيدًا من مقود سيارتك.
• امنع ظهرك من التراجع إلى الخلف بوساطة وسادة صغيرة تضعها وراءه، فهي تدعم وتريح عمودك الفقري.
• من المفيد لك أن تضع وسادة خاصة بآلام الظهر في سيارتك.
• حرك مقعد السيارة بشكل تتوازن فيه ركبتاك مع الوركين، وصحح ارتفاع المقعد بصورة تسمح لقدميك بالوصول إلى المكابح «الدعسات» بلا بذل أي مجهود. وليكن المقعد قريبًا من هذه «الدعاسات» حتى لا ترغم على تقويس ظهرك في أثناء استخدامها.
• عدل مقعدك، واضبط مسند ظهرك، ليكون إلى الخلف، كي تقود سيارتك براحة، وبلا توتر لعضلات الظهر.
• كي لا تؤذي رقبتك وأنت تستدير إلى الخلف لتراجع سيارتك «إلى الوراء»، ننصحك عوضًا عن ذلك بأن تلقي رأس أنفك على كتفك، ثم استدر إلى الخلف.
نصائح للمسنين
• عليك استخدام عصا المشي عند الضرورة.
• انتعل الأحذية المناسبة، للحفاظ على توازن جسمك.
• من المفضل لك المزاولة المنتظمة لتمارين المشي والتوازن.
• تفاد مخاطر السقوط على الأرض، لأن السقوط قد يؤدي إلى حدوث كسور في عمودك الفقري أو في وركك.