• إعداد: إسلام عمر شكشك
• تصوير: أحمد ماطر

عرفت مدينة أبها منذ القدم بجمال طبيعتها، وكثافة أمطارها، وبرودة مناخها، إضافة إلى احتضانها للمشاتي الدافئة، حيث يبلغ متوسط درجة الحرارة فيها 20 إلى 25 درجة مئوية في شهر سبتمبر. وهي تقع في الجزء الجنوبي الغربي للسعودية على مساحة تقدر بـ400.000 كلم2. واكتسبت أهميتها الاستراتيجية من كونها مركزًا حضاريًا مهمًا, ذا كثافة سكانية كبيرة.

تمتاز أبها بأجوائها الربيعية الممطرة في فصل الصيف, ما يجعلها تشهد إقبالاً كبيرًا من المصطافين من داخل السعودية, وخارجها

عند زيارتكم لأبها ستفاجؤون بمبانيها، فهي تتميز بطراز معماري خاص، يختلف عما هو سائد في غيرها من مناطق الجزيرة العربية

من أشهر المواقع السياحية فيها متنزه السودة الذي يقع على قمم جبال السروات

مرحبًا ألف
مرحبًا ألف، كلمة الترحيب التي تستقبل زائري منطقة عسير، والتي تعد من أهم المناطق السياحية في السعودية، حيث تغنى بها الشعراء والأدباء، لما فيها من جمال طبيعي، وأصبحت تراهن بعد ثلاثة عقود من البناء التنموي، الذي طال كل شيء فيها، على أن تجذبك السياحة يومًا إليها. تتميز بطبيعة خلابة، جبال شاهقة، وديان سحيقة تركض فيها الغدران الصافية، وغابات خضراء. «فمرحبًا ألف» كلمة يستقبلك بها الإنسان والمكان.

أجواء ربيعية
تعد أبها من المدن الهادئة، لقلة سكانها، وتوزيعهم الجيد على أجزاء المدينة بطريقة مدروسة، كما أنها تخلو من المصانع والملوثات الجوية. وهي تقع على سلسلة جبال السروات، جنوب غربي السعودية، وهي العاصمة الإدارية لمنطقة عسير، حيث ترتفع عن سطح البحر بنحو 2200 متر، ويخترق المدينة بعض الأودية منها: وادي أبها.
كذلك تمتاز أبها بأجوائها الربيعية الممطرة في فصل الصيف، ما يجعلها تشهد إقبالاً كبيرًا من المصطافين من داخل السعودية، وخارجها. فهي، كما يقال، مدينة الجمال.. مدينة الثقافة.. السياحة.. التراث.. ومدينة الشعراء.

طراز معماري
وعند زيارتكم لأبها ستفاجؤون بمبانيها، فهي تتميز بطراز معماري خاص، يختلف عما هو سائد في غيرها من مناطق الجزيرة العربية، وأغلبها مبنية من اللبن، تعززه خطوط مستقيمة من الحجر المرصوص «الرقف»، على شكل هرمي واسع من أسفل، ضيق من الأعلى، وغالبًا ما كان يحيط بسائر المبنى فناء ذو بوابة خشبية ضخمة، مصنوعة من خشب الطلح، أو العرعر، أو الأثل الذي ينمو بكثرة في هذه المنطقة. ولا تزال المنازل القديمة، بطرازها المعماري المميز، تقف جنبًا إلى جنب مع العمائر الحديثة، حيث يتفاعل التراث العريق الزاخر بالعطاء مع مظاهر المدنية الحديثة.

متنزه السودة
تعد أبها من المناطق السياحية في السعودية، وذلك لمكانتها المتميزة على قمم الجبال، كما أنها تعد أعلى منطقة في السعودية، فتكثر فيها المناطق الطبيعية، حيث بذلت جهود كبيرة، لتطويرها سياحيًا. ومن أشهر المواقع السياحية فيها متنزه السودة الذي يقع على قمم جبال السروات، غرب مدينة أبها، وعلى ارتفاع 3000 متر فوق سطح البحر، تكسو جبالها أشجار العرعر، مكونة غابات طبيعية خلابة. ويوجد بها أكبر متنزهات عسير الوطنية، وتبعد 30 دقيقة عن مطار أبها. ويتوفر في السودة عدة خيارات من الأنشطة الترفيهية، والتي يمكن ممارستها لجميع أفراد العائلة، وتتوفر في السودة العربات المعلقة «التلفريك» المتحركة على حبال حديدية بطول 7 كلم، وعلى عمق 1800 متر، مجهزة بأحدث وسائل الراحة والسلامة، تصل قمم جبال السراة مع قرى تهامة، حيث يمكن الاستمتاع بالمناظر الخلابة طوال الرحلة، كما يمكن زيارة متحف ألمع بتراثه المعماري والتاريخي الفريد.

القرعا
تقع على ارتفاع 2000 متر فوق سطح البحر، وهي منطقة تغطيها أشجار العرعر، ويوجد بها أحد أكبر المتنزهات السياحية بالمنطقة «متنزه الأمير سلطان، متنزه دلغان، متنزه المسقي، والحديقة الترفيهية». وجميع هذه المتنزهات مجهزة بجميع الوسائل التي تساعد على مزاولة الرحلات العائلية، ورياضة المشي، والمراكز الرياضية المغلقة، وعدد من الملاعب المفتوحة لمزاولة الرياضة.

منتجع أبها الجديد
يقع منتجع أبها الجديد السياحي على ضفاف مياه بحيرة سد أبها، حيث تحيط به حديقة من ثلاث مئة ألف متر مربع، وعلى بعد 1.5 كم من وسط المدينة، ويضم فندق قصر أبها، وهو أحد أرقى الفنادق في أبها.

الآثار ..والمتاحف
تزخر منطقة عسير بحضارات قديمة، حيث اكتشفت عشرات المواقع الأثرية التي تعود إلى عصور متعددة، إضافة إلى أنها تزخر بمواقع الرسوم والنقوش الصخرية القديمة، ومن أهم المواقع الأثرية «وادي تثليث، جرش، وادي عيا، قصر شدا، قرية مجمع آل حيان، قرية آل الخلف، الجهوة الأثرية، متحف رجال ألمع».

الصناعات الحرفية..والأسواق الشعبية
هناك العديد من الأسواق الشعبية التي ما زالت قائمة في منطقة عسير، وما زالت هذه الأسواق مقصدًا مهمًا لزوار المنطقة الذين يعشقون عبق الماضي الأصيل، ومن أهم هذه الأسواق «سوق بني رزام، سوق أحد رفيدة، وسوق الثلاثاء، وسوق ربوع آل زايد، وسوق خميس مشيط، وسوق الجمعة». وتشتهر المنطقة بالعديد من الصناعات الحرفية، مثل النجارة، وصناعة الفخار، وصناعة الخوص، وتربية النحل، حيث يتوفر بها أجود أنواع العسل، وبأسعار زهيدة.

مزدهرة.. ومتطورة
يشهد الزائر لمدينة أبها الحديثة التطور الاقتصادي، والتجاري، والعمراني الهائل الذي طرأ على المنطقة عامة، خلال السنوات الأخيرة، حيث اتسعت المدينة لتضم ما يزيد على خمسين حيًا، وانتشرت المؤسسات العلمية، والمنشآت الحكومية المختلفة، والأسواق التجارية الحديثة، والعمائر، والفلل الأنيقة، والفنادق المؤسسة على أحدث الطرز.
أما بالنسبة إلى الزراعة، فتكثر بها عدة مزروعات مثل :الذرة، الخوخ، التين البرشومي، المشمش، الموز.هذا بالإضافة إلى أنها تعد إحدى المدن القليلة في العالم التي حصلت على جوائز متخصصة في النظافة البيئية.

بحيرة السد
وجود بحيرة السد يجعل المناطق المحيطة بها تتميز بإطلالة ساحرة على مياه البحيرة الهادئة، وعلى مدينة أبها في وقت واحد، ويعد الموقع المحاذي لبحيرة السد من الجهة الغربية من أجمل المواقع فيها. بالإضافة إلى قلاع أبها، حيث توجد عدة قلاع حول المدينة والطرق المؤدية إليها، ومن أهمها قلعة ذرة، وقلعة شمسان، وأبو خيال، وقلعة الدقل، وشعار.