لقد جاء اختيار معالي المهندس خالد بن عبدالله الملحم, مدير عام الخطوط الجوية العربية السعودية, كأفضل رئيس تنفيذي في قطاع الطيران لقطاع الأعمال في منطقة الشرق الأوسط, تتويجًا لرصيد كبير من الإنجازات التي تحققت في فترة زمنية قياسية، وهي الإنجازات التي تتحدث عن نفسها بكل تجرد وموضوعية، وأدت إلى هذا التكريم الدولي المستحق، الذي يؤكد أن هذا الصرح الوطني العالمي يمضي، بعون الله، على الطريق الصحيح.
وإحقاقًا للحق، فقد آثر معاليه، من فرط تواضعه، أن يجير هذا التقدير لكل أبناء المؤسسة، مؤكدًا أن هذه الجائزة هي، في واقع الأمر، تتويج لعمل جماعي يشارك فيه كل منتسب لخطوطنا السعودية، وهي في الوقت نفسه تقدير لجهود كبيرة من قطاعات المؤسسة، وفرق العمل، وكل مَنْ يشارك بالفكر، والعمل، والإبداع في منظومة التحول الكبير والتطوير الشامل الذي تشهده الخطوط السعودية، وتنطلق منه نحو عصر جديد تتسارع فيه خطواتنا.
وحتى نُشير إلى المغزى العميق لهذا التقدير الدولي، نقول بكل حيادية إنه خلال سنوات قليلة، بدأت تتجسد ملامح التغيير الشامل في أداء المؤسسة، من خلال منهج علمي محدد بدأ باعتماد خطة استراتيجية للعشر سنوات المقبلة، تتضمن مراحل متلازمة ومتتابعة من بينها التطوير الجذري للبنية التقنية، وتحديث الأسطول، وإحداث نقلة جوهرية شاملة في مستوى الخدمات، وإعداد الكوادر البشرية اللازمة وتأهيلها لهذه المرحلة الجديدة، مع تطبيق برامج للأسعار تتسم بالمرونة والواقعية، وتطوير شبكة الرحلات من واقع دراسات الجدوى التشغيلية والتسويقية.
هذا في الوقت الذي تتواكب فيه هذه التحولات الجديدة مع التطبيق العملي لمشروع الخصخصة، بداية من التموين والشحن، وانتهاءً بالخدمات الأرضية والفنية وبقية القطاعات قريبًا، بإذن الله، وبذلك يتم تمهيد الطريق لتأسيس الشركة القابضة للخطوط السعودية، وطرح أسهمها للاكتتاب العام في إطار التحول إلى الخصخصة فكرًا وواقعًا معاشًا، وهو التحول الذي تبنته قيادتنا الرشيدة، رعاها الله، خيارًا استراتيجيًا للتنمية في بلادنا الغالية. وبحمد الله، فقد بدأت هذه الجهود تؤتي ثمارها في صورة معدلات متميزة من الأداء، ومستوى متقدم في مجال الخدمات، وتحول تقني كامل، وطائرات جديدة نستعد جميعًا لاستقبال أولاها في 9-9-2009م، بإذن الله.
وإذا أضفنا إلى كل هذا سمات شخصية تمثلت في الشفافية، والبساطة، والتواضع، ودعم كل متميز من أبناء المؤسسة وتكريمه، مع الوجود التلقائي مع الزملاء في مواقع العمل، والمشاركة الاجتماعية لأبناء المؤسسة في السراء والضراء، حينما نتأمل هذا وذاك، نُدرك جميعًا أن هذا التقدير العالمي لمعاليه يمثل التكريم المباشر لكل عمل مخلص، وكل مشاركة إيجابية في مسيرة التحول لهذا الصرح الكبير، نحو مستقبل أكثر إنجازًا وإشراقًا، بعون الله.

والله ولي التوفيق.