April_09banner

تقرير


ملتقى السفر والاستثمار السياحي السعودي 2009
شراكة سياحية من أجل التنمية
جلسات وورش عمل تبحث فرص الاستثمار ومقومات المملكة في المجال السياحي.

King Abdullah

• الرياض: نزار الغنانيم
• تصوير: خالد محمود

على مدى خمسة أيام متتالية، من 12 إلى 16 إبريل الماضي، شهدت الرياض حدثًا سياحيًا مهمًا تمثل في «ملتقى السفر والاستثمار السياحي السعودي» الذي نظمته الهيئة العامة للسياحة والآثار، برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، أمير منطقة الرياض، وذلك في قاعة الأمير سلطان بن عبدالعزيز في فندق الفيصلية بالرياض.

Janadereyah1
  • «أهلاً وسهلاً» رائدة المجلات السياحية المتخصصة الداعمة للسياحة

افتتح الملتقى صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز، أمير منطقة الرياض بالإنابة، الذي كرم في حفل الافتتاح الخطوط الجوية العربية السعودية الناقل الرسمي للملتقى. وقال سموه في الكلمة التي ألقاها في حفل الافتتاح: «يأتي هذا الملتقى في ظل ما تحقق للمملكة من نمو اقتصادي كبير ولله الحمد، للتأكيد على اهتمام الدولة، وحرصها على تنمية صناعة السياحة وتطويرها، ولتكون إحدى دعائم مسيرة التنمية الشاملة، وتنويع مصادر الدخل، ورفع معدلات النمو، وزيادة فرص العمل للمواطنين، وفتح مجالات جديدة للاستثمار».
كما ألقى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار كلمة أعرب فيها عن أمله أن تكون السياحة أحد أهم القطاعات الاقتصادية المنتجة لفرص العمل للمواطنين، وفرصة حقيقية للنمو والاستثمار، وتطرق سموه إلى عدد من المشروعات والبرامج المهمة التي ركزت عليها الهيئة خلال العام المنصرم، من أجل إعادة هيكلة قطاع السياحة.
وأقيم الملتقى هذا العام في دورته الثانية تحت شعار «السياحة للجميع.. شراكة لتنمية مستدامة»، وركز برنامجه على القضايا التي تؤثر في صناعة السياحة السعودية، والتجارب السابقة لبعض الدول المتقدمة في هذا المجال، والمبادرات والبرامج ذات الصلة بالاستثمار في قطاعي السياحة والسفر.
وبحث المؤتمر من خلال جلسات وورش عمل شارك فيها 29 متحدثًا منهم 19 متحدثًا دوليًا، بالإضافة إلى متحدثين ومستثمرين سعوديين، محاور رئيسة تتعلق بفرص الاستثمار السياحي، ومقومات المملكة السياحية كوجهة سياحية.
وناقشت الجلسة الأولى مستقبل الصناعة الفندقية في المملكة، واتجاهات سوق الصناعة الفندقية، والنمو المتوقع محليًا وعالميًا، والرؤية المستقبلية للسفر والاستثمارات السياحية في المملكة العربية السعودية، وأهم التطورات التي حدثت في هذه الصناعة عالميًا، وتطبيق الاستراتيجيات الناجحــة في هذا القطاع، وفرص الاستثمار في قطاع الإيواء في المملكة العربية السعودية.


وتطرقت الجلسة إلى العديد من المعوقات التي تعانيها الفنادق، وعلى رأسها الحاجة إلى الدعم، وتدخل وزارة التجارة قبل انتقال القطاع إلى الهيئة في تحديد أسعار الغرف وندرة الكفاءات السعودية، وصعوبة الحصول على التمويل اللازم.
وحدد المتحدثون المشاركون في الجلسة الأخرى «تنافسية الوجهات السياحية.. نحو وجهات سياحية تنافسية تحافظ على الثقافة والبيئة والمجتمع» مفاتيح النجاح، وقدرة الوجهات السياحية السعودية على تحقيق أكبر قدر من التنافسية واستقطاب السائحين، من خلال تناول مفهوم تنافسية الوجهات السياحية واستراتيجية التميز والاختلاف عن الآخر كأحد عوامل المنافسة، وأهم العوامل والمتطلبات لنجاح الوجهة السياحية.
وفي ورشة «الإعلام السياحي السعودي.. وبداية الطريق.. كيفية إيجاد وتطوير إعلام متخصص في السياحة»، شدد الإعلاميون المشاركون على ضرورة مواكبة الإعلام الجهد الوطني، لتحويل السياحة إلى قطاع اقتصادي يشارك في الدخل القومي وإجمالي النشاط الاقتصادي.
واستعرض رئيس تحرير صحيفة «الاقتصادية» عبدالوهاب الفايز، من خلال تناول محور «دعم السياحة السعودية صحفيًا» تجربة المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق في الاهتمام بالسياحة من خلال مطبوعاتها، إذ سلط الضوء على دور معهد الأمير أحمد بن سلمان، وتقديمه العديد من البرامج التدريبية لتأهيل الإعلامي المتخصص في السياحة، ما يسهم في تنمية الإعلام السياحي.
وتطرق إلى مجلة «أهلاً وسهلاً» وتناولها للعديد من المواقع السياحية والأثرية والتراثية داخل المملكة، وهو ما أسهم في تعريف القارئ بهذه المواقع ودفعه إلى زيارتها، كما تناول مجلة «الدبلوماسي» وتطرقها كذلك إلى عدد من المواقع الأثرية داخل المملكة، إلى جانب إصدار المجموعة الصفحات والملاحق المتخصصة لمواجهة التحديات الاجتماعية والثقافية، وتصحيح الفكر الخاطئ عن السياحة، منوهًا إلى أن هناك بعدًا اقتصاديًا لدعم السياحة إعلاميًا، إذ إن صناعة السياحة نشاط اقتصادي حيوي يسهم في توفير وظائف جديدة، ويدعم الاقتصاد الوطني.
وتطرق المحور الآخر «الإعلام الإلكتروني السياحي.. تنوع المعلومة.. وتفاعل المتلقي.. تجربة موقع المسافرون العرب في موقع مكتوب دوت كوم»، إذ بيَّن مدير المبيعات الإقليمي في موقع مكتوب دوت كوم، حسين فريجه أهمية المواقع السياحية في التعريف بالأماكن السياحية، وتقديم صورة متكاملة عنها، وأن الإعلام الإلكتروني سيلعب دورًا مهمًا في المستقبل السياحي من حيث توجه غالبية العالم إلى استخدام التقنية الإلكترونية.
وتناول المحور الثالث «المجلات المتخصصة في الإعلام السياحي.. تحديات التجربة الحديثة»، وتحدث روبرت نيكولاس ناشر مجلتي (MEET ME)، و(MEET KSA) حول تجربته مع المجلات المتخصصة، وبين أن المجلات المتخصصة تسهم في دعم السياحة وتساعد على تنميتها من خلال الإصدارات والمطبوعات التي تعرف بالمناطق، والفنادق، وشركات السيارات... وغيرها من الأماكن المرتبطة بالسياحة.
وفي المحور الرابع «الرسائل والأهداف الوطنية للإعلام السياحي» استعرض ماجد بن علي الشدي، مدير عام الإعلام والعلاقات العامة بالهيئة العامة للسياحة والآثار، الرسائل والأهداف الوطنية للإعلام السياحي، من خلال الحديث عن أهمية الإعلام السياحي في دعم السياحة الوطنية، ودور المجلات السياحية التي تصدر عن المؤسسات الوطنية بدعم الجهود والبرامج الهادفة إلى زيادة الوعي لدى الناس بثقافة السياحة، مشيدًا بمجلة «أهلاً وسهلاً» وأسلوب طرحها العديد من الموضوعات السياحية، ووصف العلاقة المتبادلة بين السياحة والإعلام بأنهما لا يستغنيان عن بعضهما بعضًا، وأن الإعلام عنصر مهم في صناعة السياحة.
وفي الجلسة الثالثة للملتقى «صناعة السفر والسياحة» «ابتكار الفرص وتبني خدمات عالية المستوى»، نوقشت محاور عدة تتعلق بالتحديات التي تواجه مستقبل صناعة السياحة، ومعايير نجاح صناعة البرامج السياحية، واستخدام التقنية في السفر والسياحة. واستعرض المتحدثون التجربة السعودية في توطين وظائف قطاع السفر والسياحة، وبين د.ناصر الطيار، نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لمجموعة الطيار للسفر، بأن السياحة تعد واحدة من أكبر القطاعات الموفرة لفرص العمل على مستوى العالم، وأن الفرص الوظيفية في وكالات السفر والسياحة ارتفعت من 8.381 وظيفة عام 2005 إلى 9.389 وظيفة عام 2007.
وبين أن مركز المعلومات والأبحاث السياحية «ماس» قدر عدد الشركات العاملة في قطاع السفر والسياحة بالمملكة بـ4563 شركة منها 1503 وكالات سفر وسياحة ومشغل للحج والعمرة. وأوصى الطيار بنشر الوعي لطالبي الوظائف، وذلك بإدخال مفهوم السياحة في المراحل الثانوية كمادة أساسية.
أقيم على هامش الملتقى معرض كبير بمشاركة عدد من كبرى الشركات والجهات العاملة في مجال السفر والاستثمار السياحي، وأقيم على هامشه عدد من الفعاليات التراثية.

خطة النقل الجوي خلال الصيف المقبل

قال صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، في المؤتمر الصحفي الذي عقده عقب افتتاح الملتقى: إن المملكة العربية السعودية «كنز من كنوز الدنيا لم يستكشف بعد»، وأن الهيئة تعمل على توفير «التجربة السياحة المتكاملة» للسائح السعودي. وأن الخطة المستقبلية للهيئة منصبة على تطوير السياحة الوطنية للمواطنين، وأن الهيئة تبحث مع هيئة الطيران المدني وشركات الطيران العاملة في المملكة خطة النقل الجوي خلال صيف هذا العام: «نحن نأمل في أن يستمتع المواطنون ببلادهم، بالحصول على العروض السياحية المتميزة، وأن يصلوا إلى الوجهات السياحية بأقل كلفة».