April_09Banner

المنمنمات
المنمنمة‌ فن من فنون التصوير، وهي إنتاج فني صغير الأبعاد، دقيق الرسم والتلوين، يعتني بالوسائل الإيضاحية التي تدعم مضمون المخطوطات أو الكتب والوثائق‌ المكتوبة و‌تزينها. ترتبط، بشكل وثيق، بفن الزخرفة الهندسية، وتأتي على شكل صور، أو خطوط، أو هوامش مزخرفة‌، ‌مهمتها تمثيل الفكرة بشكل مصغر وبالألوان.
ترقى‌ أقدم‌ المخطوطات إلى‌ القرن الثاني عشر الميلادي‌، وإن‌ كانت‌ أعداد قليلة منها عرفت منذ القرن التاسع الميلادي‌. ومن أشهر الكتب التي احتوت على المنمنمات كتاب «كليلة ودمنة»، وهو في أصله كتاب هندي ترجمه ابن المقفع إلى اللغة العربية. وقد طور المسلمون هذا الفن الذي ورث أصوله من حضارات سابقة للإسلام، منها الحضارتان الهندية والفارسية. وصلتنا العديد من المنمنمات البديعة في شكل أوانٍ،
أو خزفيات، أو نسيج، أو منحوتات نحاسية، أو خشبية، أو قطع من العقيق، أو لوحات خط مزخرفة ومذهبة... حفظ لنا هذا الفن صور الحياة المختلفة، والبيئة المحيطة، والعادات والتقاليد، والأزياء، والفنون، والعمارة، والأحداث التاريخية... فكانت رسائل عابرة للزمن اتسع مداها، فأضفت على الفن الإسلامي هوية شكلت خلفية لفن عريق يميزه الانتماء إلى الشرق بكل ما فيه من سحر وجمال.

الحديقة اليابانية
تشتهر الحدائق اليابانية بجمال التصميم والتنسيق، تجسد أجزاء كبيرة من الطبيعة. كانت قصور أباطرة اليابان منذ القرن الخامس الميلادي تضم حدائق فيها بحيرة صغيرة، وفي وسطها جزيرة صغيرة تتصل بالشاطئ بأكثر من جسر، وكانت هذه الحدائق تقام إلى الجنوب من القصر. وحين تطور فن العمارة أصبحت لهذه الحدائق شعبية واسعة بعد أن غدت متعة عامة للجماهير غير مقصورة على القصور، وازدادت المطالبة بأن تتوافر في الحدائق رهافة الحس والمشاهد الجمالية البديعة، فمضى خبراء التصميم يبتكرون أشكالاً جديدة. تصنف الحدائق اليابانية وفق طبيعة الأرض، فإما أن تكون ربى اصطناعية مثل التلال والبرك، أو أرضًا مسطحة تجري فيها الأودية، أو الأنهار والجداول..