مهرجان نجران الوطني للحمضيات
نجران تـتـزين بعطر البرتقال
وصل عدد الزوار إلى أكثر من 10 آلاف وزعت عليهم آلاف الصناديق من الحمضيات.
• نجران: إعداد وتصوير ناصر الربيعي
رعى سمو الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز، أمير منطقة نجران، انطلاق مهرجان نجران الوطني للحمضيات 1431هـ، بحضور وزير الزراعة، د.فهد عبدالكريم بالغنيم، الذي أقيم بمشاركة عدد من الجهات الحكومية والأهلية المتخصصة في المجال الزراعي، وذلك في الساحة الشعبية وحديقة الملك سعود بمدينة نجران يوم الثلاثاء 19 المحرم 1431هـ الموافق 5 يناير 2010م، واستمر المهرجان مدة خمسة أيام تخلله العديد من الأنشطة والبرامج المصاحبة لكل أفراد الأسرة.
|
|
|
|
يعد مهرجان نجران الوطني للحمضيات أول مهرجان وطني من نوعه يشهد مشاركة ما يقارب مئة جهة تمثل وزارة الزراعة والإدارات والمراكز البحثية التابعة لها، بالإضافة إلى مؤسسات وشركات عالمية ومحلية متخصصة في مجال الزراعة والنبات. وعمل مركز أبحاث البستنة في نجران على ضخ 150 مليون ثمرة من الحمضيات في السوق المحلية هذا الموسم، وعصر أكثر من 20 طنًا من هذه الحمضيات في مهرجان نجران الوطني للحمضيات. وقد وصل عدد زوار المهرجان أكثر من 10 آلاف زائر على مدار أيامه الخمسة وزعت عليهم آلاف الصناديق من الحمضيات.
تشتهر منطقة نجران بإنتاج الحمضيات، بالإضافة إلى التمور، وبعض الفاكهة الأخرى، ومحاصيل الخضراوات، ويرجع هذا إلى الميزة النسبية للطقس، حيث إنه معتدل طوال العام، ويعد محصول الحمضيات من أشهر ما يميز منطقة نجران الذي يمثل نحو 25 في المئة من إنتاج المملكة، حيث بلغت المساحات التي أضيفت إلى المساحات المزروعة في المملكة نتيجة توزيع شتلات الحمضيات الصادرة من نجران بنحو أكثر من 3000 هكتار في منطقة نجران وما يقارب أكثر من 2000 هكتار في باقي مناطق المملكة.
وترجع أهمية المهرجان إلى أنه يؤكد استراتيجية التنمية السياحية بالمملكة بوجه عام ومنطقة نجران على وجه الخصوص، وذلك للدور الذي تقوم به المهرجانات السياحية في المناطق في عكس الهوية السياحية لكل منطقة، وانطلاقًا من أن منطقة نجران اشتهرت بزراعة الحمضيات وإنتاجها جاءت فكرة تنظيم المهرجان الوطني للحمضيات على المستوى الإقليمي، وتشارك فيه مختلف مناطق المملكة، لما لهذه المشاركات من فوائد كبيرة في اكتساب الخبرات وتبادلها بين الأكاديميين من مهندسين ومختصين في شؤون الزراعة، وزيادة الوعي لدى سكان المنطقة بأهمية هذا المنتج من الناحية الاقتصادية، لما فيه من فوائد صحية كبيرة، وتعزيز وجود الحمضيات على موائدهم، لتصبح عادة غذائية تستمد منها الأجيال الصحة والفائدة، ومحاولة معرفة المزيد عن هذه الثمار ومحتواها وكيفية الاستفادة من كل جزء منها، خصوصًا في صناعة العصائر، والكالونيا، وبعض الأغذية الأخرى، كما ينتج من إقامة مثل هذه المهرجانات تواصل المزارعين من أنحاء الوطن، والترويج للمنتجات الوطنية.
تقوم فكرة إقامة مهرجان الحمضيات واستمراره على تقديم فعاليات سياحية وترفيهية وتراثية وتوعوية لزوار منطقة نجران وأهاليها خلال فعاليات المهرجان، والتعريف بأبرز المقومات السياحية والزراعية التي تتميز بها المنطقة، بالإضافة إلى إبراز العديد من المبدعين وخبراتهم في المجال الزراعي والفني، من خلال مساهمته في تقديم برامج توعوية وتثقيفية بالنشاط الزراعي، بالإضافة إلى أن إقامة مثل هذه المهرجانات تسهم في جذب أكبر عدد من السياح والمزارعين من داخل المملكة وخارجها، ما يسهم في بقائهم أطول فترة ممكنة في المنطقة، وقد أسهم المهرجان في توفير العديد من فرص العمل الوظيفية للشباب والشابات السعوديين، فضلاً عن الفرص الاستثمارية في مجال زراعة الحمضيات وتسويقها.
وقد حفل المهرجان بالعديد من الفعاليات والبرامج المتنوعة التي كان أهمها انطلاق سوق الحمضيات، ومسرح مزاد الحمضيات، ومسابقة التصوير الضوئي للمصورين والمصورات للحمضيات، ومسابقة «حامض حلو» الترفيهية للأطفال، وملعب الحمضيات الصابوني، ومسابقة عصر البرتقال، ومسابقة نسائية لأفضل طبق من الحمضيات، ومسابقات مسرح الحمضيات الثقافي. كما تم عمل مسابقة في الشعر بعنوان «شاعر الحمضيات».
وشاركت جامعة نجران في فعاليات المهرجان بعدد من الفعاليات الثقافية التي تضمنت ثلاث محاضرات عن الحمضيات، تنوعت موضوعاتها بين الحمضيات، والغذاء، والدواء، وآفات الحمضيات، وكيفية الوقاية منها، وزراعة الحمضيات بين الواقع والمأمول في المملكة، والتربة وأساليب الزراعة، شارك فيها عدد من أساتذة الجامعة، كما أقيمت مسابقة ثقافية للجمهور الموجود في المهرجان، بالإضافة إلى المشاركة في فعاليات اليوم النسائي بمحاضرة للدكتورة أميمة جادو عن «الحمضيات في الأدب والتراث الشعبي».
يبلغ عدد الأشجار المزروعة في منطقة نجران نحو نصف مليون شجرة مثمرة تنوعت بين أشجار الليمون التي أشهر أصنافها ليمون البنزهير، وليمون الأضاليا، وأشجار اليوسفي، وأشهر أنواعها مندلينا, والكينو «يوسف أفندي»، وأشجار البرتقال ومن أصنافه: فالنسيات «شموطي», وأبوصرة، وسكري, وأشجار الترنج, وأشجار الجريب فروت, وأشجار الكيمكوات.
ويبلغ إنتاج منطقة نجران من ثمار فاكهة الحمضيات ما يقارب 10 مليون كرتونة سنويًا، بمعدل 200 مليون ثمرة، ويتوقع أن يتعدى حجم تجارة الحمضيات السنوية في نجران حاجز الـ100 مليون ريال، وقد تجاوز عدد الزوار لمهرجان الحمضيات 10 آلاف شخص تقريبًا خلال أيام المهرجان الخمسة.
يشار إلى أن تأسيس مركز أبحاث تطوير البستنة بنجران عام 1402هـ أسهم في تطوير زراعة أشجار الحمضيات وإنتاجها، وعليه فقد أصبح محصول الحمضيات من أشهر ما يميز منطقة نجران زراعيًا، وقد أحدث المركز نقلة نوعية في توعية المزارعين وإرشادهم إلى كيفية تأسيس المزارع المتخصصة في زراعة الحمضيات وإدارتها، من خلال التجارب المستمرة في مجال اختيار الأصناف، والحرص على انتقاء ما يناسب كل منطقة حسب نوعية التربة والمياه.
أما في مجال الإكثار، فقد أنتج المركز أكثر من مليون وسبع مئة ألف شتلة مطعمة خالية من الأمراض الفيروسية، وشبه الفيروسية، والبكتيرية، حيث إن جميع الطعوم المختارة من أمهات معزولة ومفحوصة ضد جميع الأمراض، وبذلك يضمن المركز أن كل ما يزرع يكون من أشجار مضمونة معتمدة وخالية من الأمراض، وهذا بالطبع يقلل انتشار الأمراض ويزيد إنتاج محصول حمضيات خالٍ من الأمراض ومنافس على المستوى العالمي.