التصلب اللويحي
مرض يستوطن المناطق الباردة
غير وراثي، وأسباب الإصابة به غير معروفة، وأعراضه، أحيانًا، غير واضحة.
• جدة: إسلام عمر شكشك
الحديث عن التصلب اللويحي في المجتمعات ووسائل الإعلام لا ينقطع، فهناك من يعده مرضًا مزعجًا، وبعضهم الآخر يحذر من مضاعفاته وأضراره على الصحة العامة، صحيح أنه لا يوجد علاج شافٍ تمامًا للتصلب اللويحي حتى اليوم، ولكن هذا لا يعني أبدًا أنه لا توجد تدابير جيدة تخفف من المرض، وتعين المريض على أعراضه.
|
|
|
|
إن التصلب اللويحي، وفق د.فواز الحميد، استشاري ورئيس وحدة المخ والأعصاب والاعتلال العضلي في مستشفى الملك فهد للقوات المسلحة بجدة، لا يعرف سببه حتى الآن، إلا أن نظريات عدة تناولت المرض، أكثرها قبولاً نظرية «اضطراب المناعة»، حيث يفرز الجهاز المناعي مواد تهاجم مادة النخاعين وتدمرها، ويكثر عدد المصابين بالمرض في المناطق الباردة عادة، ولكن يشاهد الآن في المناطق الحارة، وعمومًا التصلب اللويحي ليس داءً وراثيًا.
والأعراض الناجمة عنه تختلف تبعًا للمنطقة المصابة بتآكل النخاعين، فإذا أصيبت منطقة تحريك اليد يحدث ضعف فيها، وإذا أصيبت منطقة الكلام يحدث اضطراب في الكلام، وإذا أصيبت منطقة الرؤية يحدث اضطراب في البصر.
وقد يحدث تآكل في مناطق معينة دون حدوث أعراض واضحة، أي قد يحدث تآكل في منطقة الكلام، ولكن المريض لا يحدث عنده أي اضطراب في كلامه، وبعد مدة من المرض قد يحدث التآكل في العصب نفسه، أي «محور العصب».
أنواعه
• الحميد: وهنا يصاب المريض ببضع هجمات على فترات، ويشفى تمامًا.
• الانتيابي: «الهادئ الناكس»، وهنا يصاب المريض بهجمات عدة، وقد يشفى من أعراض الهجمة تمامًا، أو تترك الهجمة «النكسة»، والمدة بين كل هجمتين «الهدأة»، وأكثر المرضى الذين نراهم في العيادات من هذا النوع، وهو، بحمد الله، خفيف الوطأة.
• المترقي: هنا يبدأ المرض بأول هجمة، ثم تستمر الأعراض دون شفاء، وتزداد حالة المريض سوءًا لسنوات عدة، وهذا النوع قليل الحدوث.
• الانتيابي المترقي: هنا يكون المريض مصابًا بالنوع الانتيابي، ولكن بعد مدة يتحول بعض هؤلاء إلى النوع المترقي، وهذا النوع كذلك قليل الحدوث.
• الوخيم: يصاب المريض بالمرض، وتسوء حالته خلال مدة قصيرة جدًا، وهذا النوع قليل جدًا، بحمد الله.
أعراضه
كما مر آنفًا، فإن أي عرض يمكن أن يحدث، وذلك تبعًا للمنطقة التي تصاب بتآكل النخاعين، ولكن أكثر الأعراض شيوعًًا هي:
• ضعف الإحساس أو خدره أو اضطرابه في الطرف العلوي أو السفلي من الجسم.
• اضطراب الرؤية أو فقدانها في عين واحدة عادة.
• اضطراب التوازن والمشي.
• اضطراب الكلام والبلع.
• اضطراب التبول.
إن الهجمة تحدث بالتدرج على أيام عدة حتى تصبح أعراضها واضحة، فالمرض في التصلب اللويحي لا يحدث فجأة أو خلال ساعة، فالضعف المفاجئ لليد لا يحدث في التصلب اللويحي، بل يبدأ قليلاً، ثم يتضح بعد أيام عدة، وقد تتكرر الأعراض نفسها في الهجمات، أو تختلف من هجمة إلى أخرى.
طرق التشخيص
بعد الفحص الطبي والشك في المرض يقوم الطبيب، عادة، بإجراء واحد أو أكثر مما يلي:
• التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): وتظهر الصورة عادة المناطق المتآكلة.
• البزل القطني: ويجرى بإدخال إبرة «شبيهة بإبرة سحب الدم» أسفل الظهر، لاستخراج قليل من السائل الدماغي الشوكي، ويساعد فحصه على التشخيص، وذلك بوجود تغيرات معينة فيه، والبزل القطني يجرى بعد إعطاء تخدير موضعي تحت الجلد في مكان دخول الإبرة، وهو إجراء سهل وليس فيه أي حرج يُذكر.
• اختبار الكمون البصري (VER): وهو اختبار لسرعة النقل الكهربائي في العصب البصري، ويجرى بتسليط الضوء على العين، وهو غير مؤلم.
• اختبار الكمون السمعي: وهو اختبار لسرعة النقل الكهربائي في العصب السمعي، ويجرى بتسليط أصوات معينة على الأذن، وتسجيل سرعة النقل العصبي، وهو غير مؤلم لكنه مزعج قليلاً.
علاج الهجمة والمرض والاختلاطات
ينقسم العلاج إلى ثلاثة أنواع:
• علاج الهجمة.
• علاج المرض.
• علاج الاختلاطات.
علاج الهجمة
• إذا كانت الهجمة خفيفة الوطأة، وأعراضها محتملة، فقد تستجيب للراحة لمدة يوم أو يومين، مع شرب السوائل الكافية الباردة، وتبريد جو الغرفة، وكثير من المرضى إذا اتبعوا ذلك في بداية الهجمة تتحسن أعراضهم.
• إذا لم ينفع ما سبق، أو كانت الهجمة شديدة الوطأة، فيعطى الكورتيزون، وتختلف طريقة إعطائه حسب الطبيب المعالج، ولكن أغلب الأطباء يعطونه لمدة 3 أيام إلى 5 أيام في الوريد، والكورتيزون يسرع شفاء الهجمة، ويخفف حدتها.
• لا يسبب إعطاء الكورتيزون أي مضاعفات تُذكر كالتي قد تحدث نتيجة تعاطي الكورتيزون مدة طويلة.
علاج المرض
يعالج هذا المرض بأدوية تدعى «معدلات المناعة» تعمل على تغيير طبيعة التركيب المناعي، وبذلك تخفف عدد الهجمات وحدتها، وقد تخفف سوء الآفات في صور الدماغ المغناطيسية، ومن حدة الإعاقة التي قد تحدث من المرض في مراحله المتقدمة. ويؤخذ واحد من هذه الأدوية دائمًا، وكلها متقاربة التأثير، ولكن بعضها يؤخذ في العضل مرة واحدة كل أسبوع، وبعضها تحت الجلد مرات عدة في الأسبوع حسب نوع الدواء، وقد يشعر المريض بعد الحقن بأعراض مشابهة لأعراض الأنفلونزا من حرارة وتعب، ويعالج ذلك، عادة، بإعطاء دواء مثل البندول أو البروفين قبل الحقن.
في أي سن يداهم المرض؟
تقريبًا ثلثا المرضى يشعرون بالأعراض الأولى بين سني العشرين والأربعين. يتم التشخيص، أحيانًا، في وقت متأخر بعد سنوات من الإصابة بالمرض، لأن الأعراض تكون بسيطة ولا تستدعي الاهتمام. وفي الحالات المتبقية تكون البداية قبل العشرين أو بعد الأربعين.
اقتراحات لتجنب مؤثرات التعب
النوم عددًا من الساعات الثابتة يوميًا، وتجنب السهر.
القيام بكل الواجبات الجسدية الممكنة بالنسبة لك، ولكن لا تتعدَ أبدًا قدرتك.
اعرف حدك على الرغم من أنه يتغير من يوم إلى آخر.
إذا كان عليك القيام بعمل متعب وشاق، حاول القيام به تدريجيًا. اعمل واسترح قبل اتمام العمل.
• خطط للقيام بأنشطتك في ساعات الصباح حين تمتلك أقصى طاقة.
حاول أن تأخذ قيلولة، عند الضرورة، أو تمدد على الأقل ساعة أو ساعتين، لكي تشعر باستعادة نشاطك.