April_09Banner

تراث شعبي


الصيد في المغرب
موروث شعبي تتناقله الأجيال
ارتبطت الرماية في المغرب منذ القدم بالعديد من الاحتفالات، وهناك فرق فولكلورية يطلق عليها اسم «عبيدات الرمي».

• المغرب: خديجة الفتحي

يعد فن الرماية في المغرب من الأشكال الاحتفالية الجميلة التي ترتبط بالصيد التقليدي، وهي من الهوايات المحببة للعديد من عشاق الطبيعة الذين يمضون في صيد الطرائد في السهول والجبال النائية من أجل المتعة.

ارتبطت الرماية في المغرب منذ القدم بالعديد من الاحتفالات، وهناك فرق فلكورية يطلق عليها اسم «عبيدات الرمي» ترافق القناصين في رحلات صيدهم لإضفاء الكثير من المتعة على عملية الصيد برمتها.وكانت الرماية قديمًا تتم بوسائل بدائية، كاستعمال الأفخاخ والشراك التي تصنع من مواد طبيعية كالأغصان الصلبة والأعشاب.

وهناك علاقة بين فن الرماية وفولكلور «عبيدات الرمي» والتي تتجلى في الخصوصية التراثية والفنية التي كانت تسبق عملية الصيد في السهول والغابات، وذلك بتقديم وصلات غنائية شعبية فولكلورية لتشجيع الرماة والصيادين وتحفيزهم.

فيما بعد أصبح هذا الفن يرتبط أيضًا بأشكال احتفالية شعبية أخرى في مقدمتها «الفروسية» التي تقام عروضها احتفاءً بمواسم الحصاد، والمعروف أن «عبيدات» هم أشخاص يقومون بمطاردة الطرائد بالاستعانة بمجموعة من الوسائل التقليدية فضلاً عن صيحات يطلقونها لتخويف الطرائد حتى تخرج من أوكارها وتسهل عملية الصيد والرماية.

و«الرمي» هم أشخاص يمتطون الخيول ويقومون بقنص الطريدة بوساطة البندقية بعد أن أعدت لهم من طرف «العبيدات»، الذين من مهامهم مرافقة الصيادين والترفيه عنهم، يدفعهم إلى ذلك إعجابهم بالرماة وشدة تعلقهم بطقوس القنص، وما يصحبها من تهليل وتكبير وفرح غامر عند الإجهاز على الطريدة، ويبدو أنهم كانوا قانعين بوظيفتهم وراضين بالبقاء في حدودها. وإذا تأملنا في المادة الأدبية التي تتكون منها عروضهم وجدناها تنقسم إلى قسمين: الكلام المأثور، أي مجموع الموروث الشعبي الذي أخذوه عن الذين سبقوهم، وهو الغالب على تراثهم من الزجل.. ثم الكلام المرتجل الذي يصدر عن السجية وما يوحي به الخاطر واللحظة بحسب المناسبة والمقام.

كما تعد رقصات عبيدات الرمي أساسية في أدائهم الفني، وتجسد معاني تراثية مستمدة من بيئتهم: طريقة الصيد، فرار الوحيش، رقصة الخيل، غزل الصوف.. وغيرها من الممارسات الشعبية التي تبرز العديد من أنماط حياة كثير من القبائل البدوية في الأرياف والقرى المغربية.