April_09Banner

تقرير


جائزة الملك فيصل العالمية
أردوغان ينال جائزة خدمة الإسلام
تمنح لمن خدموا الإسلام والمسلمين، وللعلماء الذين كان لبحوثهم الأثر في خدمة الإنسانية.

• الرياض: أهلاً وسهلاً

أعلن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، رئيس هيئة جائزة الملك فيصل العالمية، يوم الإثنين 25 المحرم 1431هـ الموافق 11 يناير 2010م، أسماء الفائزين بجائزة الملك فيصل لعام 1430هـ- 2010م، في مجالاتها الخمسة، وذلك بعد أن أنهت لجان الاختيار جميع اجتماعاتها. كما تم الإعلان، أيضًا، عن موضوعات الجائزة في دورتها للعام المقبل 1431هـ- 2011م، وفاز بها لهذا العام علماء من تركيا، والجزائر، ولبنان، وكندا، وألمانيا، والولايات والمتحدة، وأستراليا.

  • أربعة عشر ممن فازوا بالجائزة فازوا بجوائز نوبل تقديرًا للأعمال نفسها التي أهلتهم لنيلها

  • يركز اختيار الفائزين بهذه الجائزة على شرطين، هما: الاستحقاق والتميز

  • الفرصة متاحة لأي عالم أو مفكر له دراسة علمية أصيلة في الفرع المعلن للتأهل لنيل الجائزة

Report1_Sultan_2

جاءت فكرة إنشاء الجائزة انطلاقًا من أهداف مؤسسة الملك فيصل الخيرية، وسعيها إلى تأكيد القيم الإسلامية التي ناضل في سبيلها الملك فيصل، رحمه الله، إذ إن المؤسسة تؤمن بأنه بتضافر جهود المبدعين تصبح الآمال والطموحات كبيرة واقعًا معيشيًا. وتتيح الجائزة، التي تمنح سنويًا، الفرصة للمؤسسة لتكافئ الذين كرسوا حياتهم للعلم، وحققوا إنجازات فريدة، وتحولاً إيجابيًا في مجالات إبداعهم. وتمنح هذه الجوائز لمن خدموا الإسلام والمسلمين، وللعلماء الذين كان لنتائج بحوثهم الأثر في تحقيق تقدم جوهري في تخصصاتهم العلمية خدمة للإنسانية.

ويركز اختيار الفائزين بهذه الجائزة على شرطين، هما: الاستحقاق والتميز، ولا أدل على المكانة العلمية للفائزين بالجائزة، وأهمية بحوثهم من أن أربعة عشر منهم فازوا بجوائز نوبل تقديرًا للأعمال نفسها التي أهلتهم لنيل جائزة الملك فيصل العالمية، بل إن أربعة من العلماء الستة الذين فازوا بجوائز نوبل في الفيزياء والكيمياء في عام 2001، هم من الذين سبق لهم نيل جائزة الملك فيصل العالمية. وتتيح المعايير الموضوعية التي تعتمدها الجائزة الفرصة لأي عالم أو مفكر له دراسة علمية أصيلة في الفرع المعلن أن يكون مؤهلاً لنيل الجائزة، ما دام قد أغنى مجال تخصصه، وأسهم في تطوره، وحقق فائدة ملحوظة للبشرية.

ومنحت جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام لهذه السنة لرجب طيب أردوغان، رئيس وزراء تركيا، لما يمثله من أنموذج للقيادة الواعية الحكيمة في العالم الإسلامي. فقد قام بجهود عظيمة بناءة في المناصب السياسية والإدارية التي تولاها. ومن تلك المناصب أنه كان عمدة مدينة استنبول حيث حقق إنجازات رائدة في تطويرها. وبعد أن تولى رئاسة وزراء وطنه تركيا أصبح رجل دولة يشار إليه بالبنان إلى نجاحاته الكبيرة ومواقفه العظيمة، وطنيًا، وإسلاميًا، وعالميًا.

فعلى المستوى الوطني قام بحملات من التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية أدت إلى نهضة حقيقية وضعت وطنه يواكب مسيرة الدول المتقدمة، اقتصاديًا وصناعيًا، مع التمسك بمبادئ الديمقراطية والعدالة. وعلى المستوى الإسلامي قام، مؤيدًا بثقة الشعب التركي وتأييده، بخدمة قضايا الأمة الإسلامية وفي طليعتها قضية فلسطين العادلة، حيث برهن على أنه في طليعة المدافعين عن حقوق الشعب الفلسطيني. أما على المستوى العالمي فإنه في طليعة المؤسسين المسلمين لتآلف الحضارات على أساس من الحوار البناء والانفتاح، انطلاقًا من مبادئ التعاون والتفاهم الدولي، ما جعل لوطنه تركيا مكانة مقدرة بين شعوب العالم ودوله.

وحجبت جائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية وموضوعها: «الدراسات التي تناولت الوقف عند المسلمين»، لهذا العام لعدم توافر متطلبات الفوز بالجائزة من الأعمال المرشحة، ومنحت جائزة الملك فيصل العالمية للغة العربية والأدب وموضوعها: «الدراسات التي عنيت بالفكر النحوي عند العرب» لكل من: البروفيسور عبدالرحمن الهواري الحاج صالح، من الجزائر، الأستاذ بجامعة الجزائر ورئيس المجمع الجزائري للغة العربية، والبروفيسور رمزي منير بعلبكي، من لبنان أستاذ كرسي الدراسات العربية في الجامعة الأمريكية في بيروت ورئيس الدائرة العربية فيها. وقد منح البروفيسور الحاج صالح الجائزة تقديرًا لجهوده العلمية المتميزة في تحليله النظرية الخليلية النحوية وعلاقتها بالدراسات اللسانية المعاصرة، ودفاعه عن أصالة النحو العربي، وإجرائه مقارنات علمية بين التراث ومختلف النظريات في هذا الموضوع، فضلاً عن مشاركاته في الدراسات اللسانية بحثًا وتقويمًا وتعليمًا، وجهوده البارزة في حركة التعريب.

أما البروفيسور بعلبكي فقد منح الجائزة تقديرًا لجهوده العلمية ودراساته النحوية الأصيلة باللغتين العربية والإنجليزية، حيث أسهم في التعريف بالنحو العربي وجهود النحاة وأصالة مناهجهم لدى المؤسسات العلمية في الغرب، وبخاصة كتابته المعمقة عن كتاب سيبويه ومنهجه وتأثيره في المدارس النحوية التي تلته.

ومنحت جائزة الملك فيصل العالمية للطب لهذا العام وموضوعها: «علاج أمراض تآكل المفاصل بدون استخدام الجراحة الاستعاضية» إلى كل من: البروفيسور رينهولد جانز، من ألمانيا، الأستاذ ورئيس قسم جراحة العظام، جامعة بيرن، بسويسرا، والبروفيسور جين بيير بليتير، والبروفيسورة جوان مارتل بليتير، من كندا، أستاذ أمراض باطنة، ورئيس لوحدة تآكل المفاصل بمستشفى جامعة مونتريال.

لقد اكتشف البروفيسور جانز علاجًا جراحيًا، لا يتطلب استخدام الجراحة الاستعاضية، للمرضى الذين يعانون عدم توافق طرفي مفصل الفخذ، وذلك بالحفاظ على عظمي المفصل مع استدارة جزء من عظم الحوض. ولقد أحدث ذلك تغييرًا في علاج مثل هذه الحالات على مستوى العالم، حيث أدى هذا الاكتشاف إلى منع تآكل مفصل الفخذ، كما أنه درب جيلاً كاملاً من الجراحين لعلاج تآكل المفاصل بالطريقة الجراحية التي ابتدعها. وله بحوث كثيرة عن العلاج الجراحي لتآكل المفاصل دون الحاجة إلى استخدام الجراحة الاستعاضية.

أما البروفيسور جين بيير بليتير والبروفيسورة جوان مارتل بليتير فيشغل كل منهما وظيفة أستاذ أمراض باطنة، وقد عملا معًا في أبحاث تآكل المفاصل منذ عام 1979، وكانت وجهة نظرهما أن التعرف على عملية الأيض الجزيئية في أنسجة المفاصل المتآكلة وخلاياها يمكن استهدافها بغرض استحداث وسائل لوقف تآكل المفاصل أو تحجيمها، وكشفا عن العلاقة بين الالتهابات والإنزيمات ودورها، وعوامل النمو في تآكل المفاصل، كما استخدما الرنين المغناطيسي في تشخيص علاج تآكل المفاصل ومتابعته بصورة غير مسبوقة. كما استطاعا إيجاد علاقة دائمة مع صناعة العقاقير لتطوير عقاقير تستخدم في علاج تآكل المفاصل دون الحاجة إلى جراحة.. وتميزت أعمالهما بالغزارة والأصالة وإثراء المعرفة.

ومنحت جائزة الملك فيصل العالمية للعلوم وموضوعها الرياضيات مناصفة بين كل من: البروفيسور إنريكو بومبيري من الولايات المتحدة، معهد الدراسات المتقدمة في برينستون. والبروفيسور تيرينس شاي شن تاو من أستراليا، جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس.

وللبروفيسور بومبيري إسهامات رائدة ومؤثرة في حقول الرياضيات المختلفة. وتتميز أعماله بالأصالة والتمكن والعرض الواضح، وعنيت بحوثه الأساسية بمعالجة المسائل الصعبة في نظرية الأعداد والهندسة الجبرية والتحليل المركب والسطوح المثلى، كما غطت إسهاماته طيفًا واسعًا من الموضوعات اشتملت على توزيع الأعداد الأولية والهندسة الحسابية والجموع الأسية. وكان من أبرزها حلُّه لمسائل في السطوح المثلى وتطوير مفهوم «المصفاة الكبرى» التي أدت إلى نظرية بومبيري- فينوجْرَادوف.

أما البروفيسور تاو فقد اشتهر منذ أن نال درجة الأستاذية في الرياضيات وعمره 24 سنة، وحاز أعلى جائزة عالمية في الرياضيات وعمره 28 سنة. وقد عمل في عدد من فروع الرياضيات بما في ذلك التحليل التوافقي، والمعادلات التفاضلية الجزئية، والتوافقيات، ونظرية الأعداد، ومعالجة الإشارات. وقد عرف بحلوله المبتكرة للمشاكل الصعبة، وأشهر أعماله نظرية جرين- تاو التي تنص على لزوم وجود متواليات حسابية عشوائية طويلة من الأعداد الأولية. كما اشتهر في أبحاثه حول معادلة شْرُودِينجَر اللاخطية.

وحددت جائزة الملك فيصل العالمية موضوعاتها في دورتها للعام المقبل 1431هـ- 2011م، وهي: الدراسات الإسلامية: الدراسات التي عنيت بالجوانب الاقتصادية الاجتماعية في العالم الإسلامي من القرن العاشر الهجري «السادس عشر الميلادي» حتى نهاية القرن الثالث عشر الهجري «التاسع عشر الميلادي». أما موضوع جائزة اللغة العربية والأدب فقد تحدد بالدراسات التي عنيت باتجاهات التجديد في الشعر العربي إلى نهاية القرن السابع الهجري، في حين تقرر موضوع جائزة الطب العلاج بالخلايا الجذعية، وجائزة العلوم ستكون في الكيمياء.