أجندة العام الجديد
مَنْ منا لم تسقط أوراق الندم من خريفه لفرص لم ينلها؟ ومَنْ منا لم يكابد صيف الألم، إما تخطاه بنجاح أو تعثر به؟ ومَنْ منا لم يحتسب صقيع القضاء والقدر؟ ومَنْ منا لم يعانق الفرح بألوان الربيع؟
من عام إلى عام نصافح فصول العمر بصور يتوارى فيها الفقد والاجتماع، واللقاء والرحيل، بما استأنسنا منه وما نقمنا عليه، نحط الركب عند نهاية العام، وعلى عتبة العام الجديد تذكر أنها صفحة جديدة من أجندة العمر، لا تخف من بداياته، كن هناك في الذاكرة واحمل منها النسيان والتجربة، وامضِ نحو بساتين العطاء، واقطف منها ما يمنح الاعتزاز لك ولغيرك، واختر من الحياة مفاتيح الصفح والتسامح، فأنت لا تعلم متى ستغادرها، وفي فسيح عالمها تعلم أن تضم كل ما فيها بسعادة، ولا تنسَ أن تجدد العزيمة والهمة بحمل مصباح التفاؤل، وشد الرحال نحو عوالم الذات، واغرس فيها فن الاعتماد على النفس في كل الأمور، فكل الذي تدري من الممكن. ولا تجعل الفرص تسابقك إلى غد مجهول. ودع نسائم السعادة في محيطك. امنح حينًا وخذ حينًا، ولا تتجهم، واجعل من بسمتك ربيعًا يروى جفاف الزمن، فمهما طالت ليالي الظلام لا بد أن تشرق. ها هو العام الجديد تشير عقاربه إلى زمنك، تناشد ثمار العطاء فيك، فهل تملك مفاتيح التغيير والتطلع لتستشرف بوابة العام الجديد؟
طفلة لاجئة تسترق النظر عبر بوابة منزلها في أحد مخيمات اللاجئين في باكستان |