القطيف.. حضارة وثقافة
مهرجان الدوخلة.. عرس سياحي
يعد مهرجان الدوخلة أحد المهرجانات الشعبية التراثية الحضارية.
• القطيف: خديجة عجاج
للسنة الخامسة على التوالي أقامت منطقة سنابس في جزيرة تاروت بالقطيف شرق المملكة العربية السعودية، والتي تعد ثاني أكبر جزيرة في الخليج العربي بعد مملكة البحرين مهرجان الدوخلة التراثي الخامس الذي تنظمه لجنة التنمية الأهلية بالمحافظة تحت شعار «القطيف.. حضارة وثقافة»، والذي يعد أحد المهرجانات التي تقام في المنطقة الشرقية لتنمية السياحة المحلية وإحياء التراث.
|
|
|
نشأة المهرجان
يعد مهرجان الدوخلة أحد المهرجانات الشعبية التراثية الحضارية التي تعمل على إرساء مفاهيم تطبيقية للتوعية والتنمية البشرية في المجالات الثقافية، والاجتماعية، والصحية، والمهنية، ويقام المهرجان سنويًا على شاطئ السنابس، تزامنًا مع عيد الأضحى المبارك من كل عام، ويعد مهرجان الدوخلة من تراث منطقة الخليج، إذ يعتمد على قيام الأطفال بصنع إناء من خوص النخل، وملئه بقليل من التراب والسماد، وزرع بذور فيه مع بداية مغادرة أقاربهم لأداء فريضة الحج
والدوخلة في لهجة أهل القطيف تعني السلة أو القفة، وهي وعاء من الخوص يستخدمه المزارع ليأكل منه التمر، في مزرعته أو بستانه، حيث يعلقه على جدار الكوخ بوساطة عصا. وتستخدم هذه الدوخلة للزراعة أو أي وعاء آخر كعلبة فارغة من علب الطعام المحفوظ أو سلال الخوص الصغيرة، لكن يراعى أن تكون في حجم يستطيع الطفل أن يحملها معه.
ويقال إن فكرة الدوخلة في الماضي تعود إلى أن المرأة إذا سافر زوجها للحج أو أي شخص عزيز لديها, تزرع النبتة داخل سلة من «الخوص» وترعاها, ويوم العيد تلقي بها في البحر, ومن هنا ندرك تعلم الأطفال زرع دوخلاتهم وإلقائها في البحر خلال المهرجان بنشيد تراثي جماعي، وبكلمات خليجية قديمة وأصيلة.
كما تصاحب المهرجان العديد من الفعاليات المختلفة كالقرية التراثية، ومعرض الأسر المنتجة، ومسرحيات، وعروض، ومسابقات رياضية وثقافية، وألعاب ترفيهية، بالإضافة إلى أركان مخصصة للمعارض الفنية المميزة، أبرزها أول تجربة نحتية على رمال البحر في منطقة الخليج العربي، حيث استقطبت الجمهور حولها، وقد حول الفنانون كومة الرمل إلى منحوتات في غاية الجمال، من حيث الدقة والتعبير والمعالجة النحتية السلسة، وكونها لأول مرة تقام بهذا المستوى، فقد كانت التجربة مثيرة للجميع، للفنانين وللجمهور من مختلف مناطق المملكة ودول الخليج، ويعد النحت على الرمال من أجمل الفعاليات التي استقطبت العديد من الجمهور، ولكونها من الفعاليات المهمة في المهرجان، فقد تم تجهيز مساحه كبيرة من الأرض تقدر بـ20 مترًا × 10 أمتار، تكفي للعديد من الفنانين الطموحين لتنفيذ منحوتاتهم الرائعة.
واستقطبت الخيمة النسائية آلاف الزائرات يوميًا, لما حوته الفعاليات من منتجات ذات أبعاد جمالية مميزة عبر الأهازيج والعروض الشعبية.
يذكر أن المهرجان بدأ تدشينه عام 1426هـ، وظهرت فكرته من خلال مطالبات عدد من الكُتَّاب والمثقفين من أبناء المنطقة.