April_09Banner

صحة


العناية بالصحة تبدأ منذ الطفولة
صحة الأبدان من صحة الأسنان
الطفل يحتاج إلى العناية المثلى للأسنان منذ ظهورها، وتقديم أفضل سبل الوقاية للمحافظة عليها.
Health1

• الرياض: أهلاً وسهلاً

يعد تسوس الأسنان من أكثر أمراض العصر انتشارًا بين الأطفال، ويرجع ذلك إلى عدم إزالة الترسبات البكتيرية الموجودة في الفم بشكل طبيعي، وثانيًا لتناول بعض الأغذية غير الصحية والإفراط فيها.. من هنا يثار التساؤل: متى تتم العناية بأسنان الطفل؟ وهل يتطلب ذلك زيارة الطبيب؟ هذا ما يوضحه لنا د.إبراهيم عبداللطيف العواد، استشاري طب أسنان الأطفال.

  • أهمية العناية بالأسنان اللبنية منذ الصغر

  • مخاوف الطفل من زيارة الطبيب ترجع إلى المفهوم المقدم من الأبوين

  • الغذاء الصحي المتوازن ضروري لحماية الأسنان

أهمية الأسنان اللبنية
مع ظهور الأسنان الأولى للطفل من بداية الستة أشهر أو يزيد بقليل، ينصح د.إبراهيم الوالدين بإدراك أهمية هذه المرحلة للعناية بالأسنان اللبنية منذ الصغر، فسلامتها تساعد الطفل على مضغ الطعام جيدًا والاستفادة منها بشكل مفيد، كما لها تأثير على النطق السليم والمظهر الحسن، وتساعد كذلك على نمو الفكين بالشكل الصحيح، والمحافظة على أماكن الأسنان الدائمة.
فبعض الآباء يعتقد أن المحافظة على الأسنان اللبنية أمر غير ضروري، لأنها ستتبدل بأسنان دائمة وهذا مفهوم خاطئ، فإهمال الأسنان اللبنية وخلعها في وقت مبكر يؤدي إلى تأخر ظهور الأسنان الدائمة وتزاحمها.

خطوات عند الألم
قد يعاني الطفل ألمًا في السن، أو التهابًا في اللثة، أو ما شابه ذلك، فما الخطوات التي تلزم الآباء لاتباعها عند شعور الطفل بألم في الأسنان؟ يشير د.العواد إلى عدة إرشادات مهمة يقوم بها الوالدان في حالة الألم.. فمن المفيد تنظيف المنطقة حول السن المؤلم بعناية، واستخدام الخيط السني لإزالة بقايا الطعام بين الأسنان، والمضمضة بالماء الدافئ والملح. أما في حال حدوث انتفاخ في الوجه فإن الضمادات الباردة الفورية تفيد في تخفيف حجم الانتفاخ، ومن ثم يجب مراجعة عيادة الأسنان، حتى يتمكن الطبيب من تشخيص طبيعة السن من حيث بروزه أو طريقة تكوينه، ومن ثم وصف العلاج المناسب. كما أن الحاجة إلى مادة الفلورايد تختلف من شخص لآخر، إذ إنه في بعض الحالات يعد الفلورايد عنصرًا مفيدًا جدًا للأسنان. ولكن يجب استخدام الكمية المناسبة منه التي تقوم بالدور المطلوب في تقوية الأسنان ومقاومة التسوس.

زيارة طبيب الأسنان
يتبادر لبعض الأسر أن الأطفال غير المصابين بالتسوس لا يحتاجون إلى زيارة طبيب الأسنان، فهذا الاعتقاد حسب د.العواد خاطئ، فالتسوس ليس السبب الوحيد لزيارة عيادة الأسنان، لأن الطفل يحتاج إلى العناية المثلى للأسنان منذ ظهورها، وتقديم أفضل سبل الوقاية للمحافظة عليها، بالإضافة إلى تطبيق برنامج وقائي يشمل الفلورايد الذي يعمل بدوره على تقوية السن، وعمل الحشوات الوقائية التي تساعد على منع حدوث التسوس. والزيارات الدورية تساعد على اكتشاف الحالات التي تحتاج إلى علاج تقويمي.. من هنا ندرك مدى ضرورة الزيارة الأولى والزيارات الدورية لطبيب الأسنان وأهميتها.Health2

مخاوف الأطفال
دومًا ينتاب الطفل الشعور بالخوف عند زيارة طبيب الأسنان، ويرجع هذا السلوك إلى المفهوم أو الصورة المقدمة من الأبوين. وللتغلب على هذا الشعور يقول د.العواد: «إن الطفل بطبيعته يخاف من المجهول ومن الأشياء الغريبة، ولذلك يفضل دومًا أن يقوم الأبوان بالتحضير المسبق لزيارة الطفل لطبيب الأسنان، وذلك لتشجيع الطفل، والإسهام في تشكيل سلوك إيجابي له في عيادة الأسنان، بحيث يمكن للطبيب تقديم معالجة جيدة، وسريعة، ومريحة للطفل. فطبيب الأسنان مؤهل بشكل كاف لتحديد نفسية الطفل والتعامل معه بشكل مناسب، ولذلك يُنصح الأبوان بأن يترك الطفل يعبر للطبيب بطريقته الخاصة دون تدخلهما، وترك العلاقة مباشرة بينهما، وعدم ذكر بعض الكلمات في أثناء معالجة الطفل كالإبرة أو خلع السن أو الألم. وعند مغادرة العيادة يخبر الأبوان الطفل بأنه قام بعمل رائع، وأنهما فخوران به.

التغذية السليمة
لا خلاف على أن الغذاء الصحي المتوازن ضروري لصحة الأسنان، ولكي يلبي جميع الاحتياجات الطبيعية لنمو الطفل بشكل سليم يذكر د.العواد المكونات الأساسية منها: الفواكه، الحبوب، الخضراوات، الحليب، منتجات اللحوم، الأسماك، البيض. أما الغذاء المحتوي على نسب عالية من السكر والكربوهيدرات فينصح بالابتعاد عنه، حيث يشكلان عاملاً خطرًا في تسوس الأسنان. ولا بد للأبوين من تنويع الأغذية المفيدة، واختصار عدد الوجبات الخفيفة «التي تكون بين الوجبات»، وخصوصًا التي تحتوي على السكريات. ومن المستحيل أن نمنع الطفل من الحلوى والسكريات، ولكن على الأقل تقتصر لوقت محدد من أوقات النهار، والامتناع عنها قرب موعد النوم، مع تنبيهه إلى ضرورة تنظيف أسنانه بالفرشاة مباشرة بعد تناولها، وكذلك عند شرب المشروبات الغازية والعصائر. وإذا كان خارج المنزل فيفضل مضغ اللبان للتقليل من حدة الأحماض المنتجة من قبل البكتيريا عند تناول الطعام، أو المضمضة بالماء لتخفيف آثار السكر في الفم، وعند إعطاء الطفل وجبات خفيفة تتخلل الوجبات الرئيسة من المفضل أن يكون اختيارًا سليمًا مثل شرب اللبن، أو أكل الجبن والخضراوات والفواكه، وذلك لصحة أسنان الطفل، وإذا كان لابد من إعطائه بعض الأطعمة التي تحتوي على السكر، فيفضل أن يكون هذا ضمن الوجبات الرئيسة، حيث تكون كمية اللعاب في الفم كبيرة نتيجة لعملية المضغ. أما الطريقة المثلى لمنع حدوث التسوس فهي تتمثل في تفريش الأسنان كل يوم وبعد كل وجبة، حيث إن تفريش الأسنان بانتظام يمنع تراكم الأغذية، ومن ثم تراكم الطبقة الرقيقة المعروفة بـ«البلاك» الذي يؤدي إلى حدوث النخر في الأسنان والتهاب اللثة.

الوقاية من التسوس
بعد تقييم صحة أسنان الطفل يلزم طبيب الأسنان إعداد برنامج للعناية المنزلية، ويشمل بعض التعليمات المهمة كما يشير إليها د.العواد، بداية من استخدام فرشاة الأسنان، ونوع الأغذية الجيدة. وهناك حشوات وقائية تمنع التسوس مصنوعة من مادة خاصة بلاستيكية تكون بيضاء أو شفافة، ويتم وضع هذه الحشوات على أسطح الأسنان الخلفية التي تحتوي بطبيعتها على تشققات لمنع تجمع بقايا الطعام والجراثيم.. وسوف يقوم الطبيب بالفحص الدوري على الحشوات الوقائية عند كل زيارة.