April_09banner

افتتاحية

 

    حمدًا لله على السلامة

    بسعادة غامرة، استقبل أبناء الوطن سلطان الخير، بعد أن مَنَّ الله عليه بالسلامة والشفاء، ليواصل مع إخوانه وأبنائه، رحلة البناء والعطاء.

    ومن يشاهد مواكب الأفراح وتلك المشاعر التلقائية المتدفقة، لا بد أن يسترجع ولو جزءًا يسيرًا من منظومة البناء والعطاء الإنساني لسلطان الخير، حتى يدرك جوهر الحب الذي جمع تلك القلوب ودفعها إلى التعبير عن الفرحة الغامرة، بينما تلهج الأفئدة قبل الألسنة بالشكر إلى المولى العلي القدير أن أتم على سموه الكريم نعمة الشفاء وأعاده إلى أحضان الوطن الغالي بطلعته البهية وبسمته المشرقة وعطائه الذي لا يعرف الحدود.

    ولأنه من الصعب أن نرصد جوانب هذه الشخصية العظيمة بكل أبعادها في مقال موجز، فسوف نحاول الإشارة سريعًا إلى بعض المحطات الرئيسة من تلك المسيرة، تاركين التناول العلمي والسرد التفصيلي للمتخصصين في عرض جوانب الشخصيات الجامعة والنماذج الخالدة في الريادة الإنسانية والفكر العبقري على مر العصور.

    ولأنه أحد الأبناء البررة لمؤسس هذا الكيان الكبير الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه، فقد شارك مع إخوانه الكرام في إرساء قواعد البناء الحضاري لهذا الوطن الشامخ في مختلف المجالات، وفي مقدمتها تعزيز دروع الدفاع عن بلادنا الغالية برًا وبحرًا وجوًا، حماية للإنجازات وردعًا للمعتدين.

    وبعد أن أهدى الوالد العظيم، رحمه الله، للخطوط السعودية طائرتها الأولى، تولى سموه الكريم هذه المؤسسة الوطنية بالرعاية والتوجيه منذ خطواتها الأولى حتى أضحت اليوم صرحًا عالميًا يربط بين أرجاء الوطن، وتنطلق رحلاته إلى أنحاء العالم كافة، بينما يتبوأ مكانته الرائدة بين كبرى شركات الطيران في العالم.

    واليوم، تشهد الخطوط السعودية بتوجيه سموه الكريم، مرحلة تطويرية شاملة، من خلال تطوير البنية التقنية، وتحديث الأسطول، والارتقاء بمستوى الخدمات، واستكمال مشروع الخصخصة، ومن ثم الانطلاق إلى عصر جديد تتسارع فيه الخطوات، وعلى الرغم من مشاغله الجسام، فقد كان سموه الكريم، حفظه الله، الحريص، دائمًا، على توجيه دفة هذه المؤسسة والاطلاع بالتفصيل على مراحل التطوير، مؤكدًا، في كل وقت، أهمية الحفاظ على مكتسباتها ومواصلة إعداد كوادرها البشرية من أبناء الوطن وتأهيلهم، بوصفهم الرصيد المتجدد والثروة الحقيقية لهذا الصرح الوطني الكبير.

    أما في مجالات العطاء الإنساني، فلسموه الكريم مواقف لا تحصى وعطاء لا يمكن الإحاطة به تسجيلاً وتوثيقًا، حيث يكفي أن نشير في عجالة إلى ما تقدمه مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز الخيرية في مجالات الخدمات الإنسانية، والإسكان الخيري، والرعاية الصحية، والإسعاف الطبي، والطفولة والأمومة، ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصة وتأهيلهم، إلى جانب جهود الإغاثة المختلفة، بالإضافة إلى دعم سموه الكريم للأعمال الإنسانية والخيرية في مختلف أنحاء العالم حيث اقترن اسمه الكريم بأعمال الخير في كل مكان، يضاف إلى ذلك دعم سموه الكريم للأبحاث والدراسات العلمية في مجالات البيئة والمياه والحياة الفطرية، إلى جانب رعاية التفوق العلمي والمواهب الواعدة من أبناء الوطن الغالي.

    لهذا كله، كانت عودة سموه الكريم مُعافًا إلى أرض الوطن مناسبة تدفقت فيها مشاعر الوفاء وعم الإشراق والنور والضياء، بمقدم سلطان الخير رجل الإنسانية ورمز العطاء.

    نسأل الله العلي القدير أن يحفظ سموه الكريم، وأن يسدد خطاه ليواصل في ظل أخيه خادم الحرمين الشريفين، أيده الله، مسيرة التقدم والنماء على أرضنا الطيبة.

    والله ولي التوفيق.

    خالد بن عبدالله الملحم
    مدير عام الخطوط الجوية العربية السعودية