April_09Banner

تقرير


المليك على رأس المستقبلين
الأفراح تغمر الوطن والمواطنين بعودة سلطان الخير
سمو ولي العهد يعود إلى أرض الوطن بعد الرحلة العلاجية التي توجت بالشفاء، ولله الحمد والمنة.
Report1_Sultan_1

• جدة: أهلاً وسهلاً

كانت القيادة الرشيدة وأبناء الوطن على موعد مع مشاعر البهجة والسرور في مساء يوم الجمعة الرابع والعشرين من شهر ذي الحجة 1430هــ الموافق للحادي عشر من شهر ديسمبر 2009مـ، حيث كان خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حفظه الله، على رأس مستقبلي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام ورئيس مجلس إدارة الخطوط السعودية، بمطار الملك خالد الدولي بالرياض لدى عودة سموه إلى أرض الوطن بعد الرحلة العلاجية التي تكللت بالشفاء، ووصل في معية سموه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، أمير منطقة الرياض.

  • الأمير سلطان: الملك عبدالله من أكثر القادة تأثيرًا محليًا ودوليًا

  • الأمير سلطان: تغمرني البهجة وأنا ألتقي مليكي المفدى وأبناء الشعب الوفي

  • الأمير سلطان: تألمنا للأحداث المأساوية التي تعرضت لها محافظة جدة

Report1_Sultan_2

وبقدر مساحة فضاء الوطن كان حجم الفرحة التي عمت كل شبر فيه بمناسبة عودة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام لأرض الوطن سالمًا معافى بعد الرحلة العلاجية التي توجت بالشفاء ولله الحمد والمنة.

لقد كان سلطان الخير بعيدًا عن وطنه ومواطنيه بجسده، بينما كان قلبه وكل حواسه مع إخوانه وأبنائه وأحبائه في جميع أرجاء الوطن الغالي، كما كانوا جميعًا معه بكل مشاعر الحب والوفاء وهم يرفعون أكف الضراعة للمولى سائلين إياه عز وجل أن يتم لسموه الشفاء العاجل. وقد استجاب سبحانه وتعالى لدعواتهم الصادقة، وها هو سلطان الخير والعطاء يعود إلى أرض الوطن وقد أنعم الله عليه بموفور الصحة والعافية.

بهجة.. وسعادة
ورغم وجود سموه خارج الوطن طوال رحلته العلاجية، إلا أن سموه الكريم لم يكن بمنأى عن كل ما يجري من أحداث محلية وإقليمية ودولية، وهذا ما جسدته الكلمة الضافية التي وجهها سموه لأبناء وطنه، وفيما يلي نصها:
«بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حمد الشاكرين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين خير من ابتلي فصبر، وأكرم من أعطى فشكر، أعود إلى أرض الوطن وقد مَنَّ الله عليّ بالصحة والعافية، وأسبغ عليّ نعمه ظاهرة وباطنه }وإذا مرضت فهو يشفين{، وأحتسب عنده ما أَلَمَّ بي من تعب ومرض. وإني لأشعر بالغبطة والسعادة، وتغمرني البهجة وأنا ألتقي مليكي المفدى، وأبناء الشعب السعودي الوفي.

كما أهنئ بلادنا والمسلمين كافة على نجاح موسم حج هذا العام، الذي تحقق بتوفيق من الله ثم بمتابعة من لدن سيدي خادم الحرمين الشريفين، وسمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز، رئيس لجنة الحج العليا، وجميع الأجهزة التنفيذية التي شاركت في هذا الموسم.

أيها الإخوة والأخوات:
إن هذا المقام يملي عليّ أن أتقدم بأخلص المشاعر وأصدقها إلى سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي غمرني بلطفه، وخفف معاناتي بكريم متابعته، وشرف زيارته، وكان دائم السؤال، عذب الكلمات، صادق الدعوات، فأسأل الله، جلت قدرته، أن يجزيه خير الجزاء، وأن يهبه دوام الصحة.. إنه سميع مجيب الدعاء.

ولقد أحاطني أصحاب السمو الأمراء، وأصحاب الفضيلة العلماء، والمعالي الوزراء، والمواطنون والمواطنات بمشاعرهم الطيبة، ودعواتهم الصادقة، وأمنياتهم المخلصة، ما كان له الأثر الكبير في نفسي.Report1_Sultan_3

كما أن زيارات ومكالمات ورسائل الإخوة قادة دول مجلس التعاون الخليجي والمسؤولين فيها، وكذلك قادة الدول العربية والإسلامية الشقيقة، ومسؤولي الدول الصديقة قد تركت في نفسي أطيب الأثر، فلهم ولمواطنيهم من قلب محب، خالص الشكر وأصدقه.

أيها الإخوة والأخوات:
لقد آلمتنا أشد الألم الأحداث المأساوية التي تعرضت لها محافظة جدة من جراء هطول الأمطار وما واكبها من سيول، وإننا إذ نبتهل إلى المولى عز وجل أن يلهم ذوي الشهداء الصبر والسلوان، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل، لنسأله سبحانه وتعالى أن يسدد خطى خادم الحرمين الشريفين الذي باشر، كما عهدناه أيده الله، بالتصدي الفوري لهذه الأحداث، وإصدار الأمر الملكي بالتعويض الكريم لذوي الشهداء لتخفيف وقع هذه الفاجعة، وبتشكيل لجنة للتحقيق وتقصي الحقائق في أسبابها، وتحديد المسؤولية فيها والمسؤولين عنها. وإنني على يقين أنه لن يهنأ له بال، يحفظه الله، حتى يتم وضع الحلول الجذرية التي تضمن، بحول الله، عدم تكرار مثل هذه الأحداث.

حنكة القائد
أيها المواطنون والمواطنات:
لقد مرت بلادنا بتطورات عديدة، وتفاعلنا ولله الحمد بإيجابية مع الظروف المحيطة بهذا العالم الذي ننتمي إليه. ومن الإنصاف التأكيد على أن حنكة خادم الحرمين الشريفين السياسية وإخلاصه لدينه ووطنه وإنسانيته قد جعلت منه واحدًا من أكثر القادة في العالم تأثيرًا في محيطه المحلي والدولي، فقد واصل، حفظه الله، قيادة بلادنا في هذه الأزمة الاقتصادية العالمية، وشارك ضمن مجموعة العشرين في صياغة مخارج حقيقية لاقتصاد العالم من ركوده، وأسهم بشكل مباشر في رأب الصدع في العلاقات العربية العربية، فبادر إلى الدعوة الصادقة لتجاوز خلافات الماضي ومواجهة تحديات المرحلة، وأحدث على الصعيد المحلي تغييرات إدارية على المستويين التنظيمي والتنفيذي هدفها الإصلاح ورفع كفاءة الأجهزة التنفيذية في البلاد.

إن بلادنا تسير والحمد لله وفق ما رسمه وخطط له خادم الحرمين الشريفين في أن يكون الإنسان السعودي محورًا أساسًا في مشروع التنمية والتطوير، وهو طاقة هذه البلاد وثروتها التي لا تنضب، وقد أوجز ذلك يحفظه الله في قوله «من نحن بدون المواطن السعودي»، حيث أصبح ذلك منهج عمل لكل مؤسسات الدولة والمجتمع.

دين السلام والحوار
أيها الشعب السعودي الوفي:
إن دين الإسلام الذي تعتز هذه البلاد بقيامها على أساسه يكرس السلام والحوار والتعايش، ويحث على العلم، ويدعو إلى البناء وعمارة الأرض، ويرفض العنف والتطرف والإرهاب والانكفاء على الذات. ولقد بذلت هذه البلاد جهودًا عظيمة في بناء دولة عصرية لا تحد طموحاتها الحدود، ولم تستسلم للمعوقات، وواجهت الإرهاب الذي هو عدو للاستقرار والبناء والتطور، وكانت سياسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، يحفظه الله، في التصدي للفئة الضالة حكيمة وحازمة في آن واحد ما أسهم بفضل الله وتوفيقه ثم بتعاون المواطن السعودي المخلص في دحر الإرهاب وكشف مخططات التخريب والتدمير، والتي كان آخرها عصابات التسلل التي حاولت الدخول إلى حدودنا الجنوبية، ولكن فضل الله على هذه البلاد ثم قيادة مليكنا القائد الأعلى لجميع القوات العسكرية، وبسالة رجال الأمن والقوات المسلحة في تنفيذ التوجيهات الكريمة حال دون تحقيقهم لأهدافهم الإرهابية }ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين{.Report1_Sultan_4

أيها الإخوة والأخوات:
إن العالم من حولنا يمر بمرحلة حرجة من الاضطرابات السياسية والعسكرية. ولا شك أن حالة عدم الاستقرار في منطقتنا تدعو إلى القلق، ومواصلة التعنت الإسرائيلي وتصديه لكل مقترحات ومبادرات السلام تنذر بخطر داهم يعمق من معاناة الفلسطينيين، ويديم من تأزمات المنطقة، ويضع النظام العالمي من جديد أمام مزيد من التحدي لمواجهة الاستفزاز الإسرائيلي للقرارات الدولية..

عمل جاد ومخلص
ومن جانب آخر، فالأوضاع الداخلية للفلسطينيين تحتاج إلى إخلاص النوايا والمراجعة الصادقة وتجاوز الخلافات، والنظر إلى المستقبل للخروج من المأزق الحالي، والسعي نحو توحيد الصف ووحدة الكلمة لمواجهة تحديات هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ القضية الفلسطينية.

كما أن عدم الاستقرار في العراق وأفغانستان، وما تمر به كل من اليمن والصومال وباكستان يتطلب عملاً عربيًا وإسلاميًا ودوليًا جادًا ومخلصًا، لتجنيب المنطقة العربية والإسلامية المزيد من القتل والدمار، ولتخفيف معاناة الإنسان، وتوظيف الإمكانات والطاقات للتنمية والتطوير في هذه البلدان.

وفي الختام، إذ أشكر كل من سأل، وكل من بادر واتصل، فإني، والله يشهد، ألمس فيض مشاعركم الصادقة، وأقدر لكم هذا الحب الذي أبادلكم بمثله، وسعادتي تتضاعف عندما أسمع أن ما تم رصده لإعلان أو احتفال أو غيره قد أنفق لوجه الله تعالى فيما ينفع المحتاجين والمعوزين، أو ما ينفع الوطن والمواطنين على المدى القريب والبعيد.

كما لا يفوتني أن أخص بالشكر أخي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، أمير منطقة الرياض، الذي لازمني طيلة فترة علاجي خارج المملكة، فله الشكر والعرفان».