• جدة: خليل القريبي

تحت شعار «اكتشف العلم.. اكتشف المتعة», جاءت واحة جدة للعلوم لتحظى بكونها أحد أهم الأماكن الجاذبة لزوار مدينة جدة, وهي تأتي ضمن منظومة السياحة القائمة في المملكة العربية السعودية. تم تأسيس الواحة بالتصاميم الخلاقة, بالتعاون مع خبراء دوليين من المنظمة الدولية لمراكز العلوم «آستك», وتنفيذ شركة «كنابس» السويدية, وتم اختيار محتوياتها ومعروضاتها العلمية بالتعاون مع كبرى دور الاستشارات العالمية.

معروضات الواحة العلمية تمثل الأحدث والأجدى تعليميًا على مستوى الشرق الأوسط حسب تصنيف مراكز العلوم والتقنية

واحة جدة للعلوم ضمن منظومة السياحة القائمة في المملكة العربية السعودية, وهي رافد ترفيهي مهم في جدة

تعد واحة جدة للعلوم الوحيدة التي تقدم هذا النوع من النشاط التربوي والسياحي الموجه بجدة, وتقع في قلب جدة على مساحة 4 آلاف متر مربع, وتحتوي على 7 صالات علمية, تحكي كل صالة نوعًا مختصًا من العلوم والمعارف.

تستضيف واحة جدة للعلوم الترفيهية زوارها في 7 صالات علمية ثابتة تحتوي على أكثر من 70 معروضة تفاعلية تعمل كلها بنظام التعليم بالترفيه, معرض الديناصورات الثاني بالتعاون مع متحف التاريخ الطبيعي البريطاني, بنماذج لم تعرض من قبل, والعديد من بانوراما شبه حقيقية لكيفية أكل اللحوم من الديناصورات المفترسة, باستخدام آلية متطورة بتقنية الأنيمترونيكس والتحكم بالحاسوب التي طورتهما شركة «كوكورو» اليابانية للتقنيات المتقدمة. كما أن جلود هذه المخلوقات وأعينها وأسنانها أعيد بناؤها وفق أدق الأحافير التي وصل إليها المستكشفون بحيث تصبح هذه المخلوقات وكأنها حقيقية, ما يجعل المعرض رافدًا مهمًا لتغذية معلومات الجمهور والطلاب وإثرائها حول هذه الحقائق العلمية المهمة من تاريخ الأرض التي نعيش عليها.

تنظم واحة جدة للعلوم الترفيهية عددًا من البرامج والأنشطة التعليمية التي تحاكي نشاط التعليم بالترفيه المحبب لدى الأطفال بشكل خاص ولدى الأسرة بشكل عام, وذلك بهدف تقوية جانب الإدراك العلمي لدى الطفل في جو من المتعة والترفيه الجذاب، وتساعد على اكتشاف ميول الطفل للهو الهادف، وتكتشف مكامن الموهبة فيه في سن مبكرة.

مراكز العلوم في المملكة
تقدم واحة جدة للعلوم معلومات إيضاحية عن حقيقة المتعة في العلم، من ضمنها رحلة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان للفضاء الخارجي عام 1986 على متن ديسكفري, وكان من نتائج تلك الرحلة التاريخية, افتتاح سموه أول واحة للعلوم بالرياض في حي السفارات، وما زالت تقدم خدماتها للطلاب وللطالبات حتى الآن. وفي عام 2005, أعلنت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض, توسعتها وإعادة تسميتها باسم «واحة الأمير سلمان للعلوم», هدية من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز لمنطقة الرياض بمناسبة اليوبيل الذهبي لإمارة الرياض. وفي جدة تبرعت مجموعة دلة البركة ببناء مركز جدة للعلوم والتكنولوجيا, على الكورنيش الشمالي, وبعد زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام عام 1995, أعجب بالفكرة. وأمر ببناء مركز مماثل في المنطقة الشرقية على نفقته الخاصة, وافتتح أبوابه للجمهور عام 2005 باسم مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز للعلوم والتكنولوجيا, واختصر إلى اسم «سايتك», وعهد لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالإشراف عليه وإدارته.

الاستفادة من التجارب السابقة
تمتاز الواحة بأنها استفادت من جميع التجارب السابقة, وتستضيف 3 معارض دولية كل عام, ما يجعل تجربة الزائر ثرية, وعضويته دائمة وهي عضو في المنظمة الدولية لمراكز العلوم في العالم «آستك»، والتي تضم أكثر من 500 من مراكز العلوم المنتشرة حول العالم، وقد بدأت واحة جدة للعلوم بخبرات «آستك» العالمية, ورؤية الأشخاص الذين أسهموا في مسيرتها, ولها مؤتمرات سنوية تجمع كل العاملين في هذا المجال, وتقدم أحدث الرؤى والأبحاث الجديدة وتبادل الرأي والخبرات مع معرض كبير لكل المنتجات الجديدة في هذا المجال.

نبذة معمارية لواحة جدة للعلوم
تم تأسيس واحة جدة للعلوم بالتصاميم الخلاقة على مساحة بلغت 4 آلاف متر مربع, التي تمت بالتعاون مع خبراء دوليين من «آستك»، وتم تكليف شركة «كنابس» السويدية، مكتب المملكة والشرق الأوسط، بتنفيذها, وتم اختيار محتوياتها ومعروضاتها العلمية, بالتعاون مع كبرى دور الاستشارات العالمية، وتمتاز الواحة الجديدة بأنها موزعة على قسمين, قسم دائم, ويضم الصالات الدائمة طوال العام, وهي عبارة عن 6 صالات علمية, كل منها يتحدث عن موضوع علمي محدد, وصالة خاصة بالعروض العلمية لبرامج اليوم الكامل, وفيها يخوض الزائر تجربة «جرب بنفسك». وقسم آخر متغير, يستضيف المعارض الزائرة العلمية العالمية من جميع أنحاء العالم, ويتبادل المعروضات مع كبرى مراكز العلوم في العالم, بحيث تكون هناك على الأقل 3 معارض زائرة سنويًا, ما يجعل الواحة خلية نحل متحركة لا تهدأ ولا تنام في اكتشاف الجديد كل عام.

الشروط الثلاثة لمعروضات الواحة: الفكرة، التفاعل، التجديد
معروضات الواحة في قسمها الثابت مجموعة مختارة من 70 معروضة موزعة في 7 صالات علمية, وشارك فيها مصممون من الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، وهولندا، والصين، وجنوب أفريقيا لتفوز برضا الجمهور وتفتح ذهن الزائر للفكر والإبداع والتأمل في جو من الراحة والمتعة والتركيز, مراعية في ذلك 3 شروط: الأول أن تكون المعروضة جديدة في فكرتها، تضيف معلومة مهمة إلى الزائر, والثاني أن تكون تفاعلية تستخدم أكثر من حاسة، بحيث يترسخ الموضوع العلمي عن طريق التعليم بالترفيه, والثالث أن تكون متجددة النتائج, حتى لا يمل الزائر منها بحيث يستمتع بشيء جديد كل مرة يزور فيها الواحة.

الصالات العلمية في واحة جدة للعلوم
صالة علماء المستقبل, وتحتوي على عدد من المعروضات العلمية, كل منها تكشف ميول الطفل إلى اللعب الهادف, وتكتشف مكامن الموهبة فيه في سن مبكرة, وتسمى هذه المعروضات «آلة صنع القرار»، و«آل تنظيم الألوان»، و«آلة اكتشاف موهبة سرعة ردة الفعل»، و«آلة أرجل الدب»، و«آلة التروس».

صالة الفضاء والطيران، التي تراعي شغف الطلاب والجمهور بكل ما له علاقة بالطيران, وفيها نموذج طائرة الهارر الحربية والهيلوكوبتر, وتحتوي، أيضًا، على منصة إطلاق الصاروخ, وغيرها من المعروضات المهمة في هذا المجال.

صالة جسم الإنسان, وفيها معروض لقياس حجم الماء في جسم الإنسان, وهناك جزء كبير من المعروضات يتحدث عن الوراثة، لأن علم الـ(DNA) أصبح من العلوم المهمة للكشف عن هوية الإنسان.

صالة عجائب الماء, التي تبين كيف تؤثر قوة الماء في التيارات البحرية عن طريق معروضة الفورتكس المثيرة, ومسابقة الأجسام في النهر الصغير، لتوضيح كيف تطفو الأجسام المختلفة على سطح الماء, ومعروضة كرة الماء التي تتيح لمن يمارس هواية كرة القدم أن يحول هذه الهواية إلى قوة الدفع بالماء، لتسهم في بعث جو من المتعة بين المتبارين.

صالة الفيزياء والرياضيات, وهما الأساس في كل العلوم الحديثة, ومدينة الروبوت, وفيها يلتقي الزائر بالممثل المشهور «زاسبيان» الذي يتكلم ويتحرك ويحاكي أبطال المسرح والتلفاز, وفيه تقنية معقدة جدًا تحاكي حواس الإنسان، ويرى فيها المستخدم كيف تطوع التقنية لمحاكاة حركة الإنسان. وهناك روبوت يلعب كرة السلة معك, وآخر يحاكي الروبوت الاصطناعي.

مسرح العلم «ساينس شو», وهي صالة اليوم الكامل, وهو معمل علمي مثير ومتواصل في عروضه يقدم تجربة جديدة على رأس كل ساعتين في الواحة بالتعاون مع اكسبرمنت لاب من جنوب أفريقيا، ليتمكن الزائرين من رصد التجارب العلمية. ويوجد في مسرح العلوم 25 تجربة علمية فريدة, تقوم على أساس المفاجأة والمتعة والتشويق, وكلها تستخدم مواد آمنة ومعروفة، ويمكن أن تجرب بعد ذلك في المدرسة، أو في البيت، أو مع الأصدقاء.

العضوية في واحة العلوم
في واحة جدة للعلوم نوعان من العضوية:
عضوية الأفراد, ومنها يستطيع المهتم أن يواصل صلته وتعلقه بالعلوم والمعرفة، ويأتيه كل جديد، ويحصل على خصومات مجزية لكل أنشطة الواحة.
عضوية الشركات, وتحصل الشركة بموجبها على امتيازات لموظفيها وذويهم وأبنائهم, وتستطيع الشركة أن تعلن عن منتجها أو خدماتها داخل الواحة, خصوصًا عندما يتعلق الأمر بالحديث مع جيل المستقبل.

مبنى جديد للواحة
مستقبل كبير ينتظر الطلاب والطالبات في المملكة، مع إشراقة واحة جديدة للعلوم والتقنية في جدة, والعمل على بناء مبنى مستقل مخصص فقط للعلوم والتقنية, والمعروف باسم «جدة ساينس بارك» شمال جدة, ويكون معلمًا من معالم جدة بشكل خاص والمملكة بشكل عام, وتعد واحة العلوم في جدة مركزًا تعليميًا متكاملاً لصناعة القيادات العلمية الوطنية، واكتشاف المواهب المهيأة لأخذ مركز قيادي في العلوم والمعرفة مستقبلاً. كما أن صالاتها السبع مكملة لمناهج التعليم في المملكة, وتسهم هي وشقيقتاها: واحة الأمير سلمان للعلوم في الرياض, وسايتك في المنطقة الشرقية, في تقديم التعليم بطريقة مشوقة, وتعتمد على أسلوب التعليم بالترفيه, واكتشاف متعة التعليم بالممارسة, والمعروضات العلمية المتعددة التي تحتويها صالات واحة العلوم هي الأحدث على مستوى الشرق الأوسط وفق التصنيف الأخير لمراكز العلوم والتقنية الذي أوضح جدواها التأثيرية البالغة في تطبيق نشاط التعليم بالترفيه الجذاب.