في اللوفر..
روائع من الآثار السعودية
الخطوط السعودية الناقل الرسمي لآثار نادرة تعرض في اللوفر لأول مرة.
في إطار الدور الرائد الذي تضطلع به في خدمة الوطن والمواطنين، ومن منطلق المشاركة الفاعلة في دعم النشاطات الثقافية، والمساهمات الاجتماعية والرياضية، ورعاية المناسبات التي تقام داخل المملكة وخارجها، والتي تبرز الوجه الحقيقي والحضاري للمملكة العربية السعودية، والتعريف بحضارتها وتاريخها، وما تزخر به من آثار نادرة ظلت شامخة على مر العصور، تعكس رقي أبناء المملكة وتقدمهم في عصور مختلفة، تشارك الخطوط السعودية كناقل رسمي لمعرض آثار المملكة عبر العصور، المقام بمتحف اللوفر بالعاصمة الفرنسية باريس من الثاني عشر من شهر يوليو، ويستمر لمدة شهرين تقريبًا.
شهرة عالمية اللوفر انطلاقة
وتم استهداف متحف اللوفر كانطلاقة لعرض آثار المملكة نظرًا لما يتميز به من شهرة عالمية جعلته محط أنظار الناس والسياح داخليًا وخارجيًا، خصوصًا كبار الشخصيات، وسوف يساعد هذا المتحف على تحقق أهداف المملكة في عرض المزيد عن نهضة المملكة وتاريخها، وأيضًا، تأكيد أواصر الصداقة بين البلدين. ويعد شهر يوليو من كل عام شهر السياحة في العالم، خصوصًا في فرنسا، حيث يفد إليها الزوار والسياح من جميع بقاع العالم لزيارة متحف اللوفر، وقد خصصت أهم القاعات في المتحف للمعرض لتأكيد هذا الغرض.
وتشتمل القطع الأثرية التي تم اختيارها في المعرض على تغطية الفترة التاريخية التي تمتد من فترة العصر الحجري القديم «مليون سنة قبل الميلاد» وحتى عصر النهضة السعودي، وتمر هذه الفترة الطويلة جدًا بالعصور الحجرية، ثم بفترة الرق «بالألف السابع قبل الميلاد»، ففترة الممالك العربية المبكرة «الألف الخامس قبل الميلاد»، ثم الممالك العربية المتأخرة «الألف الثاني قبل الميلاد»، ثم الممالك العربية المتأخرة «الألف الأول قبل الميلاد»، ففترة العهد النبوي، ثم فترة الدولة الأموية، والعباسية، ومن ثم العصر العثماني، وأخيرًا فترة توحيد المملكة، وما تلاها من تطور مزدهر، يتضح في كل مجالات الحياة، خصوصًا في خدمتها للحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة.
وتشارك عدة جهات مختلفة مع الهيئة العامة للسياحة والآثار لإنجاح المعرض وإبراز آثار المملكة بصورة مشرفة، وذلك بتنظيم عدة فعاليات، وتمثلت في محاضرات علمية عن آثار المملكة، يلقيها مختصون من الجانبين السعودي والفرنسي.
ويشرف على معرض الرحالة الفرنسيين للجزيرة العربية دارة الملك عبدالعزيز. كما تتميز المشاركة بعرض الفلكلور الشعبي والأزياء التقليدية والتي تتم بإشراف وزارة الثقافة والإعلام.
معلومات عن متحف اللوفر
يُعدُّ متحف اللوفر واحدًا من أهم المتاحف الفنية في العالم، ويقع على الضفة الشمالية لنهر السين في باريس عاصمة فرنسا، وهو أكبر صالة عرض للفن عالميًا، حيث كان عبارة عن قلعة بناها فيليب أوغوست عام 1190، تحاشيًا للهجمات على المدينة في أثناء فترات غيابه الطويلة في الحملات الصليبية، ثم تحولت لاحقًا إلى قصر ملكي عرف باسم قصر اللوفر، قطنه ملوك فرنسا، وكان آخر من اتخذه مقرًا رسميًا لويس الرابع عشر الذي غادره إلى قصر فرساي في عام 1672، ليكون مقر الحكم الجديد، تاركًا اللوفر ليكون مقرًا يحوي مجموعة من التحف الملكية والمنحوتات على وجه الخصوص.
وفي عام 1692 شغل المبنى أكاديميتين للتمثيل والنحت والرسم وافتتح أول صالوناتها في عام 1699. وظلت تشغل المبنى طوال 100 عام. وخلال الثورة الفرنسية أعلنت الجمعية الوطنية أن اللوفر ينبغي أن يكون متحفًا قوميًا لتعرض فيه روائع الأمة. ليفتتح المتحف في 10 أغسطس 1793.
ويعد اللوفر أكبر متحف وطني في فرنسا، ومن أكثر المتاحف التي يرتادها الزوار في العالم. وخضع في عهد الرئيس الفرنسي الراحل فرنسوا ميتران إلى عمليات إصلاح وتوسعة كبيرة.
والمتحف مقسم إلى أجزاء عدة، حسب نوع الفن وتاريخه، ويبلغ مجموع أطوال قاعاته نحو 13 كيلومترًا، تحوي أكثر من مليون قطعة فنية، سواء كانت لوحة زيتية أو تمثالاً، وبالمتحف مجموعة رائعة من الآثار الإغريقية والرومانية والمصرية ومن حضارة بلاد الرافدين العريقة، ويحتوي على عدد كبير من القطع الأثرية، إضافة إلى لوحات وتماثيل يرجع تاريخها إلى القرن الثامن عشر الميلادي.
مدخل متحف اللوفر على شكل هرم زجاجي ضخم، وتم افتتاحه في عام 1989، وأهم أقسام المتحف: القاعة الكبرى التي شيدها كاترين دي ميديشي، في القرن السابع عشر، تضم العشرات من اللوحات النادرة لعباقرة رسامين، تتصدرها تحفة ليوناردو دا فينشي «الموناليزا» الشهيرة التي رسمها عام 1503، وأيضًا، من روائع لوحات القاعة وجه فرانسيس الأول للرسام تيتان.
وتوجد قاعة ضيقة إلى يمين القاعة الكبرى، يعرض فيها بعض لوحات الرسام الفرنسي تولوتريك الذي اقترن اسمه بمقهى المولان روج، وفي قاعة أخرى من المتحف، يمكن مشاهدة لوحة زيتية شهيرة هي لوحة تتويج نابليون الأول للرسام دافيد، ويحتوي المتحف، أيضًا، على تمثال البيليجورا، وهو الذي استخدم في فيلم «البيليجورا شبح اللوفر»، وكما يحتوي المتحف على العديد من الآثار الشرق أوسطية، حيث يتم عرضها حاليًا في المعرض، وقد كتب عن هذا المتحف العديد من الروايات المشوقة، من أهمها رواية «شيفرة دا فينشي»