June2010Banner


فوضى الطفولة
طرق لتعليم طفلك قواعد الترتيب والنظام.

لم تكن تلك اللعبة القديمة التي حصل عليها طفلك في إحدى المسابقات العائلية، والتي علاها الغبار، سوى جاذبة للحشرات بين ركام الفوضى في غرفته، وبين ألعاب وممتلكات طفولية كثيرة جعلت المكان يشيع فوضى.. قد يغريك الحل السهل وهو إبقاء غرفته مغلقة على الدوام، إلا أن هذا الحل لن يزيل ما يعتمل في عقلك حول غرفته..وبما أن الفوضى المادية تقود إلى فوضى عقلية.. لذا وجب عليك إيجاد حلول سريعة لهذه المعضلة.

بقلم: شارلين ك. جونسون Sharlene K. Jonnson

يوضح د.بروس هندرسون، أستاذ طب الأطفال النفسي بجامعة وسترن كارولينا في كالاوهي بكارولينا الشمالية، قائلاً: إذا كان هناك الكثير من الأشياء حول طفلك فإنه قد يواجه صعوبة في التركيز. هذا بالإضافة إلى كل ذلك الوقت والطاقة اللذان يبذلان في البحث عن الأشياء المفقودة، أو خوض معارك مع الطفل حول ترتيب أشيائه. ولكن إليك النبأ السار: الطفل في سن 6 سنوات إلى 8 سنوات لا يكون مستعدًا للمساعدة في ترتيب أشيائه فحسب، بل أيضًا يشعر بشعور طيب وهو يفعل ذلك. وإليك نصائح تساعدك على تحقيق ذلك:

كوني أنت المبادرة
هيئي الساحة من خلال الطلب إلى طفلك بأن يمد يد العون لك. وفي هذا الصدد تقترح عليك ريتا إيميت، مؤلفة كتيب القضاء على الفوضى: اجعلي طفلك مستشارك ومدربك. ابدئي بالتخلص من أحذيتك القديمة وأنت تضعينها بجوار سلة القمامة، ثم تحدثي إلى أي حد أنك تحبين أحذيتك التي ابتعتيها في إجازة الربيع ولم ترتديها منذ ذلك الوقت. وعندما يأتي دور طفلك فإنه سيكون مستعدًا لأن يحذو حذوك.

حددي نظامًا للترتيب
إنك بحاجة إلى المبادرة إلى تخصيص أماكن لكل شيء. استخدمي صناديق صغيرة لتخزين الألعاب الصغيرة، وصناديق كبيرة للألعاب الأكبر حجمًا، مع تخصيص حاوية لوضع الأشياء التي لم تكوني تتوقعينها. وتقول لك سارة بكوولتر، الاختصاصية في الترتيب: احتفظي بلوحة فئات للألعاب مثل الألعاب المتحركة والحيوانات والسيارات، مع تخصيص فئة للألعاب المتنوعة. وإذا رغبت في أن يشاركك طفلك في عملية جمع لعبه وترتيبها فإن لوحة التصنيف ستساعده على ذلك كثيرًا.

ضعي ديباجات على الصناديق
ساعدي طفلك على مواصلة عملية جمع اللُعب وترتيبها من خلال وضع ديباجات على الصناديق والأدراج والأرفف، حتى يرى في لمحة عين أين ينتمي كل غرض من أغراضه. وفي هذا الصدد تقول إيميت: كلما أشركته في هذه العملية أصبح أكثر استعدادًا لوضع الجوارب في المكان المخصص للجوارب. وبإمكان طفلك أن يرسم أو يكتب الديباجات، أو بإمكانك أن تلتقطي صورًا فوتوغرافية له وهو يقوم مثلاً بأخذ ديناصور من صندوق الحيوانات أو قميصًا من درج القمصان. اطبعي الصور والصقيها، كل في الحاوية المناسبة.

ضعي جدولاً دوريًا للتنظيف
لا تنتظري حتى تخرج الفوضى في غرفة طفلك عن حدود السيطرة. وبدلاً عن ذلك خصصي يومًا في التقويم الخاص بعائلتك للترتيب والتنظيم والتخلص من القديم.. مثلاً عند تغير الفصول أو قبل الاحتفالات بالأعياد، أو المناسبات الأخرى التي يتم فيها تبادل الهدايا. فالطفل الذي يتوقع تلقي هدايا جديدة سيكون أكثر ميلاً إلى تقبل فكرة التخلص من القديمة. وبجانب ذلك فأنت بحاجة، أيضًا، إلى جلسة ترتيب سريعة مرة في الأسبوع ولتكن مدتها ربع ساعة مثلاً. اجعلي أطفالك يتنافسون حول من سيكون الأكثر تخلصًا من أشيائه غير الضرورية، أو من سيكون الأكثر ترتيبًا لمكان لُعبه. وإذا شاركت في المنافسة فإن كل الأشياء سوف تصبح أكثر تنظيمًا وترتيبًا.

اشتركا معًا في تقديمها للغير
تقول بكوولتر: الأطفال عادة تروق لهم فكرة أن تذهب أشياؤهم إلى أطفال آخرين هم بحاجة إليها. إذًا، ساعدي طفلك على أن يقيم صلة بمركز خيري محلي، كدار لرعاية الأيتام مثلاً، واستغلي هذه المناسبة كفرصة سانحة لفرز الأشياء التي وافق طفلك على التنازل عنها وتنظيفها، واصطحبيه معك عند تسليمها، وحدثيه عن الفرحة الغامرة التي ستعتمل في نفوس الأطفال المحرومين عندما يتلقون ألعابه الجميلة النظيفة.

التخزين بالتناوب
إذا كان لدى طفلك ألعاب لا تتوافر لها مساحة تخزين كافية في غرفته، فبإمكانك تخزين دفعة منها خارجها، في قبو المنزل أو مرآب السيارة مثلاً. استبدلي بالألعاب الموجودة بالغرفة تلك التي قمت بتخزينها خارج غرفة طفلك بشكل دوري مرة كل بضعة أسابيع، وعندئذ ستبدو كل لعبة جديدة ومثيرة مرة أخرى. وبهذه الطريقة فإن الأطفال سيقدرون ممتلكاتهم أكثر، ويعتنون بها بصورة أفضل على حد قول د.هندرسون.

حددي وقتًا لكل شيء
يقول د.هندرسون: الأطفال بحاجة إلى وقت للفوضى قدر حاجتهم لتحديد وقت لينظفوا مكان لعبهم وترتيب لُعبهم وتخزينها في أماكنها. تفادي الصراع على السلطة وضعي قواعد منزلية لطفلك واكتبيها بوضوح باستخدام أقلام الرسم على لوحة وثبتيها في مكان بارز بالغرفة. وكمثال ضعي قاعدة تنص على أنه ينبغي جمع الألعاب ووضعها في الصناديق المخصصة لها قبل حلول وقت الاستحمام، وقاعدة أخرى لترتيب الكتب ووضعها في حقيبة الظهر قبل الذهاب إلى النوم. وهناك فائدة إضافية لهذه العملية وهي أن تفقدك لحقيبة طفلك مرة في الأسبوع تحول دون تكدسها بما لا يفيد، بجانب أنها تعطيك فكرة عن حياته المدرسية. وبعد مضي قليل من الوقت فإن طفلك سيصبح من أكبر أنصار منع الفوضى.

امنعي التراكم
بدلاً من أن توعدي طفلك بشراء أشياء جديدة كحافز له على سلوكه الحميد أو علاماته المدرسية الجيدة، اعرضي عليه شيئًا مغايرًا مثل القيام بنزهة معك أو مع زوجك. وبإمكانك في أثناء ذلك أن ترسلي له رسالة مفادها أن أعياد الميلاد مناسبات للاحتفال والمرح وليس للهدايا. أقيمي حفلاً مصحوبًا بنشاط.. مباراة في كرة القدم، أو استعراض بالدراجات، أو تزيين التورتات، واطلبي من الضيوف أن يحضروا هدايا للتبرع بها لجهة خيرية وليس لتقديمها لطفلك. وعلى الرغم من الحفل الخالي من الهدايا قد لا يجد قبولاً لدى طفل في سن سبع سنوات فلا شك في أنه سوف يتلقى شيئًا من أفراد الأسرة بجانب أنه سيشعر بالرضا تجاه فكرة جمع تبرعات لصالح الجهات الخيرية.