تحليق فوق السحاب
نادي الطيران السعودي دشن رياضة الطيران في سماء المملكة.
لا تغيب ملامسة أجنحة الطيران الشراعي للسحاب عن المناخ الإنساني في بعده الرياضي، الذي يعنون هذا الحدث، والرغبة في استضافة الأفق لتوظيفه في الخارطة السياحية في المملكة.
شكَّل ملتقى الطيران السعودي الأول الذي رعاه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان، مؤسس ورئيس مجلس إدارة نادي الطيران السعودي، فرصة فريدة جمعت عشاق رياضة لم تجد بعد حظها الوافر من الاهتمام الجماهيري، إلا أن انتشارها في المملكة بدأ يشهد تطورًا ملحوظًا في الفترة الأخيرة، بعد إنشاء مدرستين للطيران الشراعي في الرياض وجدة، سيليهما إنشاء مدارس أخرى بمناطق مختلفة من المملكة، وتخصيص مواقع إضافية لممارسة تلك الرياضة، تحت مظلة «جمعية الطيران السعودي» التي أعلن الأمير سلطان بن سلمان عن تقديم مقترح بإنشائها سيتم رفعه للجهات المختصة، لتجمع هذه الجمعية تحت مظلتها مدارس الطيران المدني بالمملكة، وتخضع لإشراف الهيئة العامة للطيران المدني.
وكان محبو هذه الرياضة على موعد في نادي الطيران السعودي بمطار الثمامة الذي يبعد 60 كيلو مترًا شمال العاصمة السعودية الرياض، لمشاهدة عروض الطيران بأنواع متعددة من الطائرات في رحلة قصيرة لا تتعدى دقائق معدودة، تستقر بعدها على أرض المطار من جديد بعد إنهاء مهمتها في إمتاع الناظرين.
وتم في الملتقى الإعلان رسميًا عن البدء في أعمال إنشاء الأكاديمية السعودية للطيران التي وضع حجر أساسها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، أمير منطقة الرياض في أبريل 2006، للمساهمة في دفع عجلة تطوير قطاع الطيران في المملكة عبر مركز تعليم بمقاييس امتياز عالمية في مجال التدريب على قيادة الطائرات، باستثمار قدره 300 مليون ريال سعودي، لتبدأ عملها بشكل محدود في ديسمبر 2010 مستقبلة 36 متدربًا دفعة أولى، بينما يتم العمل على الانتهاء من بناء المقر الدائم لها، الذي سيمنحها القدرة على تخريج 200 ملاح جوي على أرفع مستوى مع حلول العام الخامس من بدء العمليات.
وسيدير الأكاديمية التي ستقام مبانيها على مساحة قدرها 55 ألف متر مربع بمساحة أرض إجمالية تبلغ 120 ألف متر مربع، برنامجان متوازيان لتدريب المرشحين الراغبين في قيادة الطائرات كمحترفين أو هواة.
«وليم رو» العضو المنتدب لأكاديمية الطيران السعودي أوضح أن الدراسات الحديثة خلصت إلى أن منطقة الشرق الأوسط ستكون بحاجة إلى 20 ألف طيار خلال الأعوام العشرة القادمة، أي بنسبة 2000 طيار في العام الواحد. ما يعني أن الأكاديمية سيكون لها دور في سد حاجة هذا القطاع من الطيارين.
واختارت الأكاديمية الجيل الجديد من الطائرات ذات التقنية المتقدمة DA40 /42 NG من شركة «دايمونت ايركرافت»، وأدوات التدريب ذات المستوى السادس التي تعمل على تطوير قدرات التحكم اليدوي والإلكتروني، كخيار لتدريب منسوبيها.
وقد شهد نادي الطيران السعودي، أيضًا قبل فترة، انطلاق رحلة مغامرة لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان ابن سلمان، وصاحب السمو الملكي الأمير بندر بن خالد الفيصل عضو مجلس إدارة نادي الطيران السعودي، والعضو المنتدب، يرافقهما الطيار الإنجليزي المخضرم جون بيلي، استغرقت 10 أيام، احتضنت خلالها سماء المملكة العربية السعودية، أطول رحلة للطيران الانزلاقي «الشراعي» انطلقت من الرياض مرورًا بأربعة مدن هي «حائل والوجه وجدة وأبها»، ومنها إلى الرياض مرة أخرى، ليقطع المغامرون مسافة 5000 كيلو متر، بطائرات «ستيم» الألمانية التي يبلغ طولها 27 قدمًا وطول جناحيها 75 قدمًا، ولا تعتمد على محركها سوى في عملية الانطلاق، وفي بعض الأحيان عند الطيران على مسافات منخفضة، بينما يعد الاعتماد الأساسي في عملية الطيران على حركة التيارات الهوائية المتصاعدة.