نظم الحروف
موسيقا الخط بأنامل الحسان
ألف عشاق الخط العربي أن يغلب على هذا الفن الساحر الرجال، وفي السعودية ثمة أنامل نسائية ترسم المعاني بخط عربي جميل.
|
آية قرآنية «إن الله ربي وربكم فأعبدوه»
لوحة أحد المشاركين في المعرض
سعد مانع الملحم
خط ديواني.
|
|
كلك عطاء
لوحة أحد الفائزين
بكري حسين عبدالسلام
ألوان اللوحة من الإكريللك.
|
شعَّ ضياء الحرف حين تنزَّل وحي الباري على سيِّد الأنام، في رسالة محمدية، تحمل علم القلم، وبمداد لــ«ن» وما يسطرون، بدأت أقلام الكتاب تخط الحرف بهندسة روحانية على ألواح محفوظة، أنارت الكون وبددت ظلام الجهل. ومن أجلاء الكتاتيب صحابة رسول الله، فكفى الكتاتيب فخرًا في كتابة المصحف الشريف. وقد كتب «سليمان بن وهب» في عهد الخليفة «المعتمد» كتابًا إلى ملك الروم، فقال ملك الروم: «ما رأيت للعرب شيئًا أحسن من هذا الشكل، وما أحسدهم على شيء حسدي على جمال حروفهم». تفرد هذا الفن بذاته عن سائر الفنون بطابع الفن الإسلامي، وأصبح من وسائل التقدم والعمران، بما نشاهده على المساجد والعمائر والقصور.
إبداع أنثوي
غالبًا ما ترتبط كتابة الخط بالرجال الذين سعوا في تطوير أساليبه عبر التاريخ، ولكن المميز في هذا الحقل الإبداعي، ظهور سيدات خطاطات، تهادت خطواتهن لهذا العالم، ومن محبرهن سجلن النجاح، وعكست أسماؤهن الإعجاب، في أول مشاركة لهن في معرض الخط العربي لخطاطي وفناني المملكة، والذي يهدف إلى اكتشاف مواهب فنية جديدة لحراك الفعل الفني وتعزيز المشهد الثقافي، فكانت أسماؤهن من بين الفائزين على مستوى المملكة: حواء علي المغيزل، وأزهار سليمان الصادق، وعالية محمد أبو شومي.
سمات الموهبة
ارتبط الخط العربي بكتابة المصحف، كونه وسيلة اتصال بين الشعوب، فتضافرت جهود المسلمين بين مشارق الأرض ومغاربها لتجويد الخط العربي، ولهذا الفن ملكة لا يملكها إلا من أنعم الله عليه دون غيره، فما الدافع لتتشكل هذه الموهبة؟ تقول حواء المغيزل: «يعد الخط العربي فنًا من أنواع الفنون، وهو غني بتفاصيل جميلة، ومن خلال ممارستي للرسم، رغبت في دراسة الخط العربي الأخاذ، وكون هذه الملكة ترتبط بالتعليم وتقوى بالاجتهاد، وحتى أتمكن من تشكيل لوحة خطية بأنامل أنثوية، فحسن الخط كامن في بعض الناس كمون النار في الحجر، وهو أولاً وأخيرًا بتوفيق من الله عز وجل».
|
«والله على كل شيء قدير»
لوحة أحد المشاركين في المعرض
محمد جمعان الدوسري
خط ثلث جلي. |
وفي هذا السياق، تشير أزهار إلى تعلقها بهذا الفن فتقول: «عشقت الخط منذ صغري، ومن خلال الكراس المدرسي للخط، بدأت البحث عن تطوير هذه الملكة، وبالفعل سجلت في عدة دورات تابعة لجمعية الخط العربي في القطيف».
على صفحات الحرف
تبوأ فن الخط العربي مكانة رفيعة من بين فنون العالم، لضبط الأنامل على قواعده في تشكيل الحرف مدًا ووقفًا، فتعددت أقلامه وأنواعه، وهذا ما توضحه عالية أبو شومي قائلة: «نستخدم قلمًا ذا نوع خاص من القصب يسمى «القصبة»، ومن الأقلام المستخدمة حاليًا قلم النسخ، وهو يستخدم لكتابة المصحف الشريف، وقلم الرقعة واستخداماته عامة، وهناك القلم الديواني، والقلم الفارسي، والقلم الكوفي، أما الخطوط فهي عديدة، ولكن المستخدمة والتي تنساب مع طبيعة المرأة ووجدنا فيها طواعية وسلاسة هي: «الديواني، والثلث، والجلي» أيضًا لتميزها تركيب جميع الأشكال: الدائري، والمربع، والبيضاوي. وللخط أسرار يصعب فهمها إلا على الخطاط الماهر الخبير والفنان النابغة، ومن هنا تتجلى نفحات الخطاط المبدع ليقفز بكتابة آيات قرآنية، وترك مسحة جمالية يدركها المرء ببصيرته قبل البصر، وقد ذكر علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، «جوِّدوا كتابتكم، فإنها تزيد الحق سطوع البرهان».
تحدي الصعاب
حققت المرأة نجاحاتها في الميادين كافة، فكان حضورها في عالم الخط نجاحًا يصافح الأفق، ليس على صعيد اكتساب مهارة، بل لأنه تخطى عقبات الموروث الاجتماعي، وهذا ما تعانيه المرأة، سواء كان في هذا المجال أو أي مجال آخر، ولكن الإصرار على إثبات وجودها مع الكم الهائل من الخطاطين، هدف يدفعها إلى المزيد من النجاحات والفخر في كل خطوة تخطوها في سبيل تحقيق الذات.