الدبلوماسية
والمراسم الإسلامية
المؤلف: الأمير د.فيصل بن مشعل بن سعود
عدد الصفحات: 253 صفحة
الطبعة الأولى: 1427هـ - 2006م
اختار مؤلف هذا الكتاب، الأمير د.فيصل بن مشعل ابن سعود بن عبدالعزيز آل سعود، نائب أمير منطقة القصيم، أن يخوض مجال المراسم والتشريفات، لما لاحظه من مطبوعات تملأ الساحة، وتطرح الموضوع على ضوء تطبيقاته في الحضارة الغربية، بينما تزخر ثقافتنا العربية الإسلامية بهذه المفاهيم الراقية، التي حددت، منذ عهد الدولة النبوية، سلوك الفرد تجاه نفسه، وآداب التعامل مع الآخر، وتعامل الدول فيما بينها.
وما دام فن «الإتيكيت» متأصلاً فينا، وتاريخ العرب شاهد على ثقافة الضيافة، والقِرى، والترحيب بالضيف وإكرامه، والإجارة، ومعاملة أسرى الحرب، وتفاصيل التعامل اليومي، من بر بالوالدين، إلى مراعاة الجوار، وحتى الرفق بالحيوان، كان إذن، لا بد أن نعود إلى مصادر فكر الأمة، وعلى رأسها الكتاب والسنة، وسيرة السلف الصالح، لنقف على المنهج الأخلاقي القويم، وآدابه المنسجمة مع عقيدته وأحكامه التي أرادها لنا الخالق، عز وجل، ورسوله الكريم، صلى الله عليه وسلم.
أولى المؤلف أهمية كبرى للهوية، في ظل الانصراف الملحوظ عن منابع تراثنا الأصيل، وتبني قشور ما يرد إلينا من ثقافات غريبة عن تعاليم ديننا الحنيف، والتقليد الأعمى للمظاهر، دون الأخذ بالجوانب الإيجابية في تلك الثقافات، ما يمكن أن يدعم سلوكنا ويصلح حياتنا قولاً وفعلاً، مثل احترام الوقت، والنظام، وقواعد النظافة.
يرى المؤلف في هذا الابتعاد عن مناهج السلوك السوي في التعامل اليومي، بداية الطريق نحو الانسلاخ عن أصالتنا، وطمس هويتنا، والاستجابة لمحاولات الغزو الثقافي.
وقد عاد المؤلف إلى عصور الإسلام الأولى التي أرسى فيها نبي الأمة، صلى الله عليه وسلم، قواعد متينة للأخلاق الفاضلة، بما كان عليه هو نفسه، من أدب جم، وسلوك راقٍ أهله ليصفه الحق بقوله: «وإنك لعلى خلق عظيم»، وكذلك بسيرته العطرة التي كرست تعاليم الدين الإسلامي، وأوضحت ما خفي منها عن فهم العامة، فكانت مثالاً للأسوة الحسنة التي يجدر بكل مسلم أن يقتدي بها.
المنهج الأخلاقي والسلوكي الذي أراده الإسلام لأهله، تجاوز السلوك الاجتماعي العام، ومنها السعي في طلب العلم، وحسن اختيار الرفيق، فقد جاء عن الرسول، صلى الله عليه وسلم: «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم مَنْ يخالل»، وبر الوالدين، وعيادة المريض، والمشي في الجنازة، والعدل، والرحمة، بل والرفق بالحيوان، فقد قال الرسول، عليه السلام: «دخلت امرأة النار في هرة ربطتها، فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض». ليعتني بأدق تفاصيل الحياة اليومية: كإفشاء السلام، والرفق، وملاطفة الصغير، وآداب الحديث، ودرجة الصوت الذي نتحدث به: «إن أنكر الأصوات لصوت الحمير»، إلى فحوى الكلام: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت»، وكذلك آداب المائدة: «كل مما يليك...»، والرحمة في جوانب الحياة جميعها، حتى في العبادات التي تخص الخالق.
وخص الكتاب نظرة الإسلام إلى المرأة بفصل كامل، استعرض فيه بعض الممارسات التعسفية التي كانت تتعرض لها المرأة في عصور الظلم والقهر، في ظل الحضارات السابقة للإسلام، كاليونان، وإسبرطة، والرومان، وشريعة حمورابي.
الفصل الأخير من الكتاب يتعرض لآداب السلوك الدبلوماسي في الإسلام، مبتدئًا بأن الرسول، صلى الله عليه وسلم، كان دقيقًا في اختيار سفرائه، يحرص على من كان حسَن الشكل والصورة، ذكيًا، كيسًا، طيب الكلام.
يختتم المؤلف كتابه بعرض بعض العادات والتقاليد السعودية المستمدة من الآداب الإسلامية العريقة.