مهرجان الخالدية الدولي للجواد العربي
عاديات الجمال
يواصل في عامه الثالث العمل على إعادة توطين الخيل العربية.
|
بداية استعراض الخيول العربية الأصيلة في مهرجان الخالدية. |
الرياض: نزار الغنانيم
تصوير: هشام شما
في صحراء الجزيرة العربية نشأت أقدم سلالات الخيول العربية، التي أصبحت اليوم من أشهر السلالات في العالم، إذ اتسم الجواد العربي، على مر العصور، بالجمال والجسارة والجلد.
|
أصالة
الأمير خالد بن سلطان يعيد الخيل العربية إلى موطنها الأصلي. |
ورد ذكر الخيل في القرآن الكريم في عدة مواضـع، قال الله تعالى:} والعاديات ضبحًا، فالموريات قدحًا، فالمغيرات صبحًا، فأثرن به نقعًا، فوسطن به جمعًا، إن الإنسان لربه لكنود{ سورة العاديات الآيات: «1 إلى 6». كما ورد في الأحاديث النبوية الشريفة، وأشهرها قول الرسول، عليه الصـلاة والسـلام: «الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة الأجر والمغنم».. صحيح البخاري.
تخصيص مهرجان للجواد العربي، تستعيد فيه الجزيرة العربية، أرض الفروسية ومهد الجواد العربي، تاريخها الطويل مع الخيل العربية الأصيلة، التي نشأت أقدم سلالتها في صحرائها، ويحافظ، في الوقت ذاته، على السلالات النادرة من الجواد العربي الأصيل، حلم طالما راود الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود.
أقيمت منذ أيام، الدورة الثالثة للمهرجان، في صحراء تبراكم، بمشاركة 20 دولة، إلى جانب أبرز المرابط السعودية، للفوز بلقب الخالدية لعام 2010. وتنوعت فعالياته، ما بين سباق دولي للقدرة والتحمل لمسافة 120 كلم، ومزاد للخيول العربية الأصيلة التي تعد من أنقى سلالات الخيل العربي في العالم، وسباقات للسرعة، للخيول العربية، اشتمل على خمسة أشواط، وعروض الجمال للخيل العربية الأصيلة، بمشاركة أكثر الجياد العربية جمالاً ونسبًا وسرعة، في العالم. وقد حظي المهرجان باعتراف دولي من المؤسسات العالمية المهتمة بسلالات الخيل وجماله وسباقاته وسلالاته.
تضمنت الجوائز للمرة الأولى، منح الفائز بجائزة «البطل الذهبي»، في كل من الفئات الأربع: المُهرات والأمهر، والأفراس، والفحول، حق التهجين أو «التلقيح»، بأحد الفحول الأربعة التي تملكها اسطبلات الخالدية، وهي: الحصان «داكارو»، والفحل «اف- شمال»، والفحل «اجا سنقالي»، والفحل «ذي ركوشية». وللفائز بجائزة البطولة الفضية، الخيار بين ثلاثة من الفحول المذكورة. أما الفائز بالبطولة البرونزية، فله أن يختار أحد الفحلين المتبقيين.
ومنح أصحاب الخيول الفائزة في مسابقة «الخيل السعودية»، فرصة «التهجين» مع اثنين من فحول اسطبلات الخالدية، هما «راهي» و«مشهور الثالث». وهما سعوديا الأصل والمنشأ.
أقيم مهرجان الخالدية الثالث بإشراف الاتحاد الدولي، وهو ما منحه طابعًا دوليًا، ليشكل نقلة نوعية في تاريخ الفروسية السعودية، إذ من المنتظر أنه سيمهد الطريق أمام المملكة لاستضافة سباق التحمل العالمي، الذي يقيمه الاتحاد الدولي للفروسية.
|
افتتح المهرجان فعاليته في اليوم الأول، بسباق القدرة والتحمل لمسافة 120كم، بمشاركة 55 فارسًا من داخل السعودية، وخارجها. وتوج الفارس السعودي عبدالله البهيان من إسطبلات المحمدية، بالمركز الأول، الذي كان يمتطي صهوة جواده «زفير»، بعد أن قطع مسافة 120كم، في تسع ساعات و50 ثانية، وجاء الفارس القطري عبدالرحمن السليطين على صهوة فرسه «تنقانا» بالمركز الثاني، قاطعًا المسافة في عشر ساعات وخمس دقائق. بينما حصل الفارس محمد العمير من الأحساء على المركز الثالث، وقد قطع المسافة في عشر ساعات و13 دقيقة.
اليوم الثاني من المهرجان خُصّص لمزاد الخالدية للخيل العربية الأصيلة، بمشاركة الكثيرين من محبي الخيل العربية الأصيلة وحضورهم، للحصول على سلالات وجياد مميزة.
مزاد أفضل السلالات
في الخالدية
دخل المزاد في كل من مسابقات الجمال وجياد السباقات 60 جوادًا من أفضل السلالات التي يملكها أبطال عالميون، وسلالات جياد الخالدية المميزة، التي يسعى القائمون على المهرجان إلى دعم الملاك بها. وقد بيعت الفرس «برزة» من نسل بطل العالم «داكارو»، وتملكها مزرعة الخالدية بـ300 ألف ريال، وبيعت المهرة «أمل الخالدية»، وهي من نسل «معتز البويبية» بالسعر نفسه. أما الفرس «انساتا امبريس» فبيعت بـ360 ألف ريال، حيث شهد الحصول عليها تنافسًا شديدًا بين الملاك، لتميزها وجودة سلالتها. فهي تنحدر من سلالة «انساتا» العريقة، المتصلة بنسل الحصان «انساتا سكر». واختتمت الفرس الرائعة «شوق الخالدية» المزاد، كأغلى فرس في المزاد، بيعت بـ380 ألف ريال.
في اليوم الثالث من المهرجان، انطلقت على ميدان الأمير سلطان بن عبدالعزيز في مزرعة الخالدية، منافسات سباق السرعة المخصصة للخيل العربية الأصيلة. اشتمل السباق على خمسة أشواط، وبلغت قيمة جوائزه 500 ألف ريال، «100 ألف ريال لكل شوط»، وشارك في الأشواط الخمسة 80 جوادًا.
تغيير تصاعدي في البطولة
تواصلت المتعة والجمال والأصالة، في رابع أيام المهرجان، مع انطلاق فعاليات بطولة الخالدية لجمال الخيل العربية التي استمرت ثلاثة أيام، وذلك بمشاركة 308 أحصنة من 20 دولة، وحضور كثيف لملاك الخيل السعوديين، والخليجيين، والعرب والأوروبيين، إضافة إلى بعض المربين من أمريكا والبرازيل.
يحسب لهذه البطولة ويعد مفخرة للفروسية السعودية، هو التغير التصاعدي الذي طرأ على مستواها، وتصنيفها عالميًا حسب معايير منظمة «الإيكاهو»، حيث صنفت البطولة في عامها الأول، ضمن الفئة ج «C» قبل أن تنتقل إلى الفئة ب «B» في عامها الثاني، لترقى في هذه الدورة، إلى الفئة أ «A»، وهي أعلى درجات التصنيف العالمية لمسابقات جمال الخيل العربية الأصيلة.
توج الأمير خالد بن سلطان في اليوم الأخير من المهرجان، ومع نهاية كل فئة من مسابقات جمال الخيل العربية الأصيلة، الملاك الفائزين. وقد حققت المهرة «دبليو أي ماغنا روج» لمزرعة الخالد المركز الأول في فئة المهرات، بينما جاءت المهرة «مرنكا» لمربط عجمان، في المركز الثاني، وكان المركز الثالث من نصيب المهرة «نوران الخالدية».
وحصل المهر «فادي الشقب» لمربط الشقب في دولة قطر، في فئة الأمهر، على المركز الأول، بينما جاء المهر «صيرم عذبة» لمربط عذبة في المركز الثاني، وحل المهر «بندر» الذي يملكه أبناء خادم الحرمين الشريفين، في المرتبة الثالثة. وتُوّجت «أثينا»، من إسطبلات الخالدية الأولى في فئة الأفراس، وحلت «أج أنجيليكا» لمربط عجمان، في المركز الثاني، بينما احتلت «جميلة الزبير» من مزرعة الخالدية، المركز الثالث. وفاز في فئة الفحول، الحصان «باندروس» لإسطبلات الخالدية، بالمركز الأول، فيما جاء الفحل «ماغنم جولد» لمربط الخالد في المركز الثاني، وكان المركز الثالث من نصيب الفحل «سبع الصحراء»، لأبناء خادم الحرمين الشريفين.
في بطولة الخيل السعودية لفئة المهرات أعمار 3 سنوات وأقل، استولت المهرة «هديل الخالدية» لإسطبلات الخالدية، على المركز الأول، في حين جاءت المهرة «حمدانية الصحراء» لمربط العارض، في المركز الثاني. ونال المهر «درع الصحراء» لمربط عذبة، المركز الأول في فئة الأمهار للخيل السعودية أعمار 3 سنوات وأقل، في حين جاء المهر «حبار» لمربط النايفات، في المركز الثاني.
أما في الفئة الثالثة للخيل السعودية، والتي خصصت لفئة الأفراس أعمار 4 سنوات فما فوق، فقد ظفر أبناء خادم الحرمين الشريفين بلقبي الفئة، عن طريق الفرس «وصايف الثالثة» التي أحرزت المركز الأول، ونالت «الدرعية الثانية» المركز الثاني. وفي الفئة الأخيرة لبطولة الخيل السعودية التي خصصت لفئة الفحول أعمار 4 سنوات فما فوق، كان المركز الأول من نصيب الفحل «درع الثاني» لأبناء خادم الحرمين الشريفين، وحل الفحل «نمار» لمربط عذبة، في المركز الثاني.