April_09Banner

رحلة غافارني


غافارني..
متعة الهدوء الآسر

متعة الطبيعة
النزهة من قرية غافاراني إلى الشلال الكبير تستغرق ساعة من المشي الماتع.

إعداد وتصوير: غراهام لوبلي

تغفو قرية غافارني في موقع ساحر في أعالي جبال البيرينيه الخلابة جنوب غرب فرنسا، زيارتها لمدة ثلاثة أيام تتيح للمرء رؤية مناظر بديعة تزيد في جمالها المنحدرات الكبيرة وأعلى شلال مائي في أوروبا.

الأزهار البرية التي تصادفها في رحلتك تأسر الأنظار.

تشكل كتلة البيرينيه سلسلة جبلية تفصل فرنسا عن إسبانيا. ويمكن التمتع برؤية بانورامية من الجزء الأعلى لوادي غافارني، حيث يمكن رؤية القمم المغطاة بالثلوج، والتي تشكل قمة ماربوريه أعلى قمة فيها، إذ يبلغ ارتفاعها 3248 مترًا، أي ما يعادل نحو 10660 قدمًا. وبما أن الطقس يتقلب كثيرًا في الربيع، لذا ينصح بأن يخطط المرء لقضاء أيام عدة في المنطقة، لتصبح لديه إمكانية أكبر، وتتسنى له رؤية واضحة للوادي الذي لم تمتد له يد العمران، مع خلفيته الرائعة المشكلة من جبال عدة.

اخترنا أن نقيم في نزل تديره عائلة في القرية الصغيرة والساحرة «غافارني»، ما أتاح لنا فرصة التمتع بإطلالة رائعة ورؤية واضحة على الشلالات المميزة من الشرفة الواقعة في الطابق الأول من النزل.

وعلى الرغم من أن الإطلالة من الغرفة كانت رائعة، لكن سرعان ما أحسست بفضول كبير، لكي أخرج وأحاول اكتشاف المنظر عن كثب، والوقوف على تفاصيله الدقيقة.

النزهة من القرية إلى مسقط الشلال يمكن أن تأخذ نحو ساعة من السير المريح، ولكن من الأفضل المشي ببطء، لرؤية تقلبات الجو ومدى اختلاف الإضاءة حسب تواتر الغيوم.

من الصعب وصف هذه المناظر الخلابة بالكلمات، فقد وصلنا متأخرين يوم الجمعة، وتمتعنا مباشرة بإطلالة خلابة على المنحدرات الكبيرة وعلى الشلال الرائع من شرفتنا في الفندق العائلي الصغير.

النزهة نحو المنحدرات والشلال
في اليوم التالي تساقطت الأمطار بغزارة، ولكن لحسن الحظ شهدت فترة ما بعد الظهر انحساراً تدريجيًا للأمطار، وبدأت مسيرتي، وكانت هناك غيوم كثيرة تغطي قمم الجبال، وتوقفت قليلاً لأستمتع برؤية نباتات السحلبيات في أحد الحقول على أطراف الممر. واكتشفت حينها أنه كان بالإمكان استخدام وسيلة أخرى للوصول إلى القمة والمنحدرات، بامتطاء صهوة الجياد التي يمكن استئجارها في قرية غافارني. لقد أدى ذوبان الثلوج وتساقط الأمطار الغزيرة إلى ازدياد قوة الشلالات وتدفقها. انتظرت فرصة انقشاع الغيوم لكي أحصل على صور واضحة، إلا أن ذلك لم يحدث إلا بعد وصولي إلى قاعدة المنحدرات والمدرجات، فبدت السماء زرقاء تزينها بعض الغيوم البيضاء، حينها شاهدت جداول كثيرة متدفقة وشلالات خلابة، وكانت مناظر الأزهار البرية والأشجار جميلة جدًا. ولكن اختطف منظر تغير الإضاءة، بسبب تقلب الطقس حلاوة المنظر. وفي وقت العصر تحسن الطقس، واستطعت أن أحصل على زاوية رؤية من مكان كنت قد رصدته في أثناء صعودي إلى قمة المنحدرات. وأخيرًا استطعت أن أحصل على اللقطات التي كنت أريدها مباشرة قبل أن تودعنا الشمس وتغطس خلف الجبال الشاهقة.

يمكن استئجار الجياد في غافارني للوصول إلى القمم والمنحدرات.


قوارض المرموط
خلال تجولي في هذه الجبال رأيت الكثير من الأنواع النباتية والحيوانية. وغالبًا ما صادفت قوارض المرموط على أطراف طريق التزلج من جيدر إلى غافارني، فضلاً عن أنواع كثيرة من الطيور الجبلية الجميلة، ولكن سرعان ما أسرتنا رؤية الأزهار البرية لجبال الألب التي تشكل جوهرة تاجها أزهار بوقيات الجانط «وهي علامة مميزة لأنواع النبات في جبال الألب».

وعلى الرغم من كون تلك الأزهار غير شائعة إلا أن أنها تستحق البحث عنها، واستطعنا أن نحدد أمكنة عدة توجد فيها نباتات مزهرة في أراضٍ موحلة تقع على جانب الطريق المؤدي إلى بحيرة غلورييت.

وكذلك كان منظر الفراشات الخلابة بألوانها المختلفة، وطيور السنونو في الحقول الخضراء المليئة بالأزهار فوق منطقة جيدر. وقد أحببت هذا المكان أكثر من منطقة يوسميت في كاليفورنيا؛ لأن هذه الوديان الخلابة تخلو من أي نوع من السيارات، وتتساوى في جمالها مع وديان كاليفورنيا.

ويمكن للزائر القادم من أوروبا القيام برحلته، والتمتع بالمناظر الخلابة في فترة الربيع، حيث إن معظم شركات الطيران الأوروبية تؤمن بكل راحة رحلات إلى مناطق قريبة من المكان جنوب فرنسا، كما أن القيادة في المنطقة سهلة جدًا، والتمتع بقيادة السيارة بمفردك تكمن في أنك تستطيع الوقوف أينما شئت في هذه الوديان الرائعة الجمال.

لقد أفضت رحلتنا إلى استكشاف الطبيعة وكائنات حية نادرة ومراقبتها، وكان من أهمها: الفراشات الجميلة، وقوارض المرموط الخاصة بجبال الألب، بالإضافة إلى الأزهار البرية المتعددة الأشكال والألوان، بما فيها أزهار الألب التي تشكل بصمة خاصة في هذه الأراضي الموحلة.