April_09Banner

معالم متحف


صقر الجزيرة
متحف يحكي عن تاريخ الطيران في السعودية.

الرياض: نزار الغنانيم

يعد متحف صقر الجزيرة للطيران معلمًا حضاريًا في مدينة الرياض، إذ يحتوي على وثائق وصور ونماذج لطائرات وطائرات حقيقية.

وايتي
وهي طائرة استطلاعية، وكانت بداية دخول تاريخ القوات الجوية في عهد الملك عبدالعزيز، تاريخ دخولها الخدمة عام 1350هـ- 1931م، أما تاريخ خروجها من الخدمة كان عام 1371هـ-1952م.13

افتُتِح المتحف في السابع من شوال 1419هـ، بمناسبة احتفالات المملكة بالذكرى المئوية لفتح الرياض، وضم معروضات ومراجع ووثائق تسجل التطور التاريخي للقوات الجوية، والتي قسمت إلى خمس مراحل هي: مرحلة ما قبل التأسيس، ومرحلة التأسيس، ومرحلة التنمية، ومرحلة التطوير، ومرحلة التحديث.

يقول العميد الفني ناصر بن عبدالله الصفار، مدير إدارة متحف صقر الجزيرة: «إن المرحلة الأولى من إنشاء المتحف اشتملت على صالات العرض الداخلية ومحتوياتها من الطائرات، والأسلحة القديمة، والحديثة، إضافة إلى ركن الفضاء الذي يوثق مهمة المكوك «ديسكفري»، التي شارك فيها الأمير سلطان بن سلمان، أول رائد فضاء عربي مسلم، عام 1985، إلى جانب أجهزة حاسب آلي تستخدم من قبل الزوار لزيادة معلوماتهم عن الطائرات، وكذلك مقصورات عرض أفلام وثائقية وتاريخية، أما ساحات العرض المكشوفة فتعرض بها الطائرات بأحجامها الحقيقية».
وفي تجوالنا في المتحف مررنا بجميع المراحل التي وُثقت بالصور والمجسمات للطائرات، كذلك الطائرات الحقيقية.

ما قبل التأسيس
احتوى المتحف وثائق وصورًا امتدت هذه الفترة من 1333 إلى 1344هـ الموافق 1914 إلى 1925م، والتي شهدت بداية ظهور الطائرات في سماء شبه الجزيرة العربية، حيث حلق الملازم، أول طيار عربي عبدالسلام السرحان من أهالي مكة في سماء مدينة جدة لمدة 20 دقيقة، كما نجح الطيار حسن ناظر من أهالي المدينة المنورة بالتحليق في سماء مدينة جدة.

داكوتا دي سي 3
وهي هدية للملك عبدالعزيز من الرئيس الأمريكي روزفلت وبداية تشكيل الخطوط السعودية، تاريخ دخولها الخدمة عام 1371هـ-1952م، أما تاريخ خروجها من الخدمة عام 1387هـ- 1967م، وهي طائرة لنقل الركاب والمعدات.



مرحلة التأسيس
أما في هذه المرحلة التي امتدت من الفترة 1344 إلى 1373هـ الموافق 1925 إلى 1954م، وبمرسوم ملكي تأسست قوة طيران باسم «قوة طيران الحجاز النجدية»، التي امتلكت في ذلك الوقت أربع طائرات بريطانية الصنع من طراز «ويستلاند وابيتي مارك/ 2» ذات الجناحين، وأعد لها مطار في جزيرة «دارين» بالمنطقة الشرقية، وأنشئت أول مدرسة للطيران. ونظرًا لكثرة الحوادث والصعوبات الفنية في الصيانة والحصول على قطع الغيار توقفت أعمال المدرسة. وفي تلك الفترة تأسست جمعية الطيران العربية في مكة المكرمة وبدأت كل مدينة تجمع التبرعات لشراء الطائرات، وتشجيع الشباب على تعلم الطيران، حيث تم إيفاد أول بعثة من عشرة أفراد لتلقي فن الطيران في إيطاليا، فكانوا أول طيارين سعوديين يحصلون على شهادات دولية للطيران.

كما افتتحت في جدة مدرسة لتعليم الطيران بإشراف النقيب الإيطالي شيكو، وأسست إدارة الطيران العربي السعودي لمتابعة أعمال الطيران، وقد كان لديها ست طائرات، وعدد من الضباط الطيارين العسكريين، فطلب الملك عبدالعزيز حينذاك رسميًا من الحكومة البريطانية عرضًا لتطوير أطقم الطيران وتدريبها، وبالفعل تم ابتعاث أول عشرة خريجين سعوديين إلى بريطانيا، بعد أن تم تدريبهم في الطائف، إلى بريطانيا لاستكمال دراستهم، وتخرجوا في عام 1953.
في عام 1952 وبعد أن اكتملت النواة في مجالات الطيران تحول مسمى وكالة الدفاع إلى وزارة الدفاع والطيران والمفتشية العامة.

مرحلة التنمية
من عام 1373 إلى 1382هـ الموافق 1954 إلى 1962م، شهد سلاح الطيران الملكي السعودي دعمًا كبيرًا، حيث شكلت نواة أول مدرسة منظمة وناجحة لتعليم الطيارين والفنيين للعلوم الجوية الحديثة بمدينة جدة، مع استمرار ابتعاث الطلبة لدراسة الطيران في الخارج، إذ افتتحت مدرسة سلاح الطيران، وتقرر تحويل مدرسة أعمال المطارات في مطار الظهران إلى مدرسة عسكرية تعنى بتدريس التخصصات الفنية التي يحتاج إليها سلاح الطيران وأطلق عليها بعد ذلك مدرسة سلاح الطيران الفنية.

وفي هذه المرحلة تم تشكيل الأسراب الأولى في القوات الجوية: السرب الأول المتنوع، والمجموعة الأولى المتنوعة، حيث تألفت من طائرات نقل ومواصلات من طراز «داكوتا»، و«سكاي ماستر»، وطائرات تدريب متنوعة، وقاذفات من طراز «بي– 26» وطائرات نقل عسكري. وتشكل سرب المواصلات في قاعدة جدة بطائرات من طراز «داكوتا» و«سكاي ماستر– سي 54»، وتم شراء طائرات من نوع «بروفايد– سي 123»، أما سرب القاذفات «بي– 26» فقد شكل نواة التكوين للسرب الثالث في قاعدة سلاح الطيران بجدة الذي عرف بمسمى «سرب القاذفات». واستكمالاً للجهود المبذولة لبناء سلاح الطيران وجعله قوة عصرية، فقد وقع الاختيار على المقاتلة النفاثة «دي هافيلاند فامبابر»، وتم شراء عشرين طائرة منها لتشكيل السرب الخامس الذي عرف باسم سرب المقاتلات. كما وافقت الولايات المتحدة على تزويد المملكة بطائرات من طراز «تي– 33» وبسرب من مقاتلات إلـ«إف– 86». وتوصلت الحكومة السعودية إلى اتفاق مع الولايات المتحدة لإنشاء مرفق تدريبي في مطار الظهران.

ف 15 إس
أحدث مقاتلة عصرية، تاريخ دخولها الخدمة عام 1416هـ- 1995م، ولا زالت في الخدمة حتى الآن وهي طائرة هجومية ودفاعية.


مرحلة التطوير
تزامنت هذه المرحلة «1382 إلى 1402هـ، الموافق 1962 إلى 1982م» مع تعيين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وزيرًا للدفاع والطيران ومفتشًا عامًا، في 3 جمادى الآخرة 1382هـ، حيث وجه بوضع الخطط والبرامج والمقترحات الكفيلة لتطوير القوات المسلحة وتنميتها بجميع فروعها. وبدأ سلاح الطيران، بعد انتقاله إلى الرياض، وتعديل مسماه من مديرية الطيران بجدة إلى سلاح الطيران الملكي السعودي، بعد فصل الطيران المدني عنه، بتقييم المقاتلات النفاثة، حيث تم توقيع عقد مشروع طائرات «اللايتنج» الاعتراضية مع الحكومة البريطانية. وشمل المشروع شراء بعض الطائرات الأخرى مثل الـ«هنتر»، وكذلك بعض الرادارات وصواريخ أرض جو، والتدريب والصيانة، والتموين، وعمل بعض المنشآت الأساسية.

وفي عام 1386هـ دخلت الخدمة طائرة «سي 130» للنقل التكتيكي ودعم العمليات البرية، وتم شراء طائرات من طراز «جيت ستار» لنقل كبار المسؤولين وتدريب أطقم الطيران. وحصل سلاح الطيران على عدد من طائرات «الويت 3» للقيام بمهام البحث والإنقاذ، وكانت هي الانطلاقة لتأسيس الطيران العامودي.

تورنيدو دفاعية
طائرة مقاتلة ومعترضة، كان تاريخ دخولها للخدمة 1406هـ- 1986م ولا زالت في الخدمة حتى الآن.


ومن أجل تطوير منشآت التعليم والتدريب الأكاديمي فقد تأسست كلية الملك فيصل الجوية في عام 1387هـ بطائرات التدريب من طراز «السسنا» وطائرات «الباك 167». وفي عام 1393هـ تم وضع نواة أول مشروع رئيس مشترك بين حكومتي المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، وهو مشروع «صقر السلام» للحصول على طائرات الـ«إف- 5» المتعددة المهام، والذي يهدف أساسًا إلى تطوير قدرات سلاح الطيران القتالية والهجومية، والتدريبية والاستطلاعية. وشهدت هذه المرحلة بداية مشروع «شمس السلام» لطائرات
«إف– 15» الاعتراضية القتالية.

مرحلة التحديث
بدأت مرحلة التحديث في عام 1402هـ الموافق 1982م، حيث كانت القوات الجوية قد استكملت استيعابها لمنظومات السلاح الحديث، وشهدت هذه المرحلة بداية مشروع «درع السلام»، الذي تضمن تأمين رادارات أرضية وشبكات اتصالات ومراكز عمليات وتجهيزها على مستوى المملكة، ومرتبطة مع بعضها بعضًا فيما عرف بنظام القيادة والسيطرة والاتصالات. كما تمكنت المملكة من الحصول على طائرات الإنذار المبكر من طراز «أيواكس»، وطائرات التزود بالوقود جوًا. وتم توقيع عقد «مشروع اليمامة» وتوفرت بموجبه للقوات الجوية أسراب من طائرات «التورنيدو» بنوعيها، الهجومية والدفاعية، وطائرات «هوك ت– 65» للتدريب المتقدم، وطائرات «بيلاتوس بي سي 9».

هذا وتتواصل مسيرة تطور الطيران السعودي، التي سجلها متحف صقر الجزيرة الذي سيتم تطويره وتوسيعه في المرحلة المستقبلية ببناء مسجد، وقاعات للمؤتمرات وصالات عرض، ومركز ثقافي مزود بشاشات عرض ثلاثية الأبعاد، ومكتبة، ومركز تعليمي، إضافة إلى مركز لصيانة الطائرات والمعدات المعروضة في المتحف الذي يعد وبصدق مكانًا يختصر التاريخ ويحلق بنا بمتعة قل نظيرها.