رمال النفود تحتضن التحدي
رالي باها حائل 2010
جعل حائل مقصدًا على خارطة الرياضة العالمية.
استطلاع: عبدالعزيز محمد العريفي
هي رياضة الانطلاق عبر الرمال والطرق الوعرة، للتغلب على المصاعب والوصول الأول إلى الفوز بالمركز الأول. إنها رياضة تجلب المتعة من بين الغبار، عندما تعافر السيارات رمل الكثبان، أو تقفز فوق التلال الصغيرة. سباق الرالي سليل الانطلاق والقيادة بفن وتذليل المخاطر التي لا تتأتى إلا مع صبر السائقين، ودقتهم، وسرعتهم.
|
رالي باها حائل احتضنته عروس الشمال للمرة الثانية، بتنظيم من الهيئة العليا لتطوير منطقة حائل، بالتعاون مع الرئاسة العامة لرعاية الشباب، ممثلة في الاتحاد السعودي لرياضة السيارات والدراجات النارية، وبإشراف من الاتحاد الدولي للسيارات. كان لقاءً يجمع بين القوة، والإثارة، والحماس، أبطاله شباب قدموا من دول وأماكن شتى بين محترفين وهواة تجمعهم روح المغامرة، ويحدوهم الأمل بالفوز، والعودة بكأس البطولة.
متنزه المغواة.. نقطة الانطلاق
يعد متنزه المغواة معلمًا سياحيًا طبيعيًا في عروس الشمال، إذ تحيط به الجبال الحمراء التي اكتست بأزهار الأقحوان الربيعة، ومن خلالها يتدفق الماء شلالاً ناثرًا الرذاذ في المكان الذي اختير نقطة لانطلاق رالي حائل 2010.
كان المتنزه قد امتلأ بالحشود التي توافدت من أنحاء شتى، لتشارك في هذا الحدث الذي تجاوز كونه مناسبة رياضية، إلى أن أصبح مناسبة سياحية يصاحبها العديد من الفعاليات، وتزامنت مع عطلة منتصف العام الدراسي، فزاد مكان حاتم طي بهاءً باحتضانه السياح والقاصدين المهرجان الذي بدأ بكلمة أمير منطقة حائل الأمير سعود بن عبدالمحسن، معلنًا انطلاق سباق الرالي، ومتمنيًا للجميع التوفيق، ثم تلا ذلك الهتاف والتصفيق، ابتهاجًا بهذا الحدث الكبير، بعدها أخذت السيارات المشاركة، التي بلغ عددها 37 سيارة تعلو منصة الانطلاق واحدة تلو الأخرى، في استعراض جميل يلهب الحماس ويشد الأنفاس، لتنطلق بعدها إلى سباق مبدئي قصير تبلغ مسافته الإجمالية 6.2 كيلو متر، نظم لتحديد من سيكون صاحب الانطلاقة الأولى في سباق الرالي الكبير من صباح اليوم التالي، لقد حاز يزيد الراجحي في هذه الجولة الاستعراضية المركز الأول بينما عبدالله باخشب الذي فاجأ الجميع بمشاركته هذا العام وعودته بعد توقف دام سبع سنوات، لانشغاله كعضو مجلس إدارة الاتحاد العربي السعودي للسيارات والدراجات النارية، حصل على المركز الثاني بفارق ثانية.
الانطلاقة الكبرى
عند الساعة السابعة صباحًا، والشمس تعلن إطلالتها بأشعة تنير ذهبية الرمل كان تجمعنا يوم الأربعاء في منطقة تسمى «التربية» خارج مدينة حائل، وتابعة تضاريسيًا وجغرافيًا للنفود الكبير، استعدادًا للانطلاقة الكبرى، وأمام عدسات المصوريين وعيون المتفرجين انطلق المتسابقون بسياراتهم واحدًا تلو الآخر، وكأنهم في سباق مع الريح من نقطة مسيجة ببيارق الرالي التي أحاط بها عدد من رجال الأمن وسيارات الإسعاف، تحسبًا لأي طارئ.
أخذت السيارات في الجولة الأولى بالانطلاق في مسارات قد حددت مسبقًا أولها يبلغ 60.90 كيلومتر هو مرحلة من مراحل الوصول إلى الانطلاقة الفعلية للباها بعد ذلك تبعتها منافسات فعلية لمسافة 304.5 كيلومتر، وكانت الطرق عبارة عن مسارات حصوية سريعة وكثبان رملية، إذا حمى التنافس عند نهاية الجولة بين السعوديين أبطال الراليات السابقة، حيث كان يزيد الراجحي بطل رالي 2009 يسعى إلى الحفاظ على المركز الذي استحقه العام الماضي، عبدالله باخشب الذي كان حضوره لافتًا وتنافسيًا، وماجد الغامدي وزميله سامي الشمري.
في الساعة الواحدة بعد الظهر وصل يزيد الراجحي برفقة ملاحه الفرنسي ماثيو بوميل وسط هتاف المشجعين إلى نقطة نهاية الجولة الأولى في منطقة الروض التابعة لمدينة جبة الأثرية، التي تبعد عن مدينة حائل ما يقارب المئة كيلومتر، وقد أخذ المتسابقون يتوافدون إلى جبة التي زينت طرقاتها بالأعلام, ونصبت الخيام, وذبحت الذبائح احتفاءً بالرالي وضيوفه.
الجولة الثانية والأخيرة
مع شروق شمس اليوم الأخير للرالي انطلق المتسابقون تنهب سياراتهم الأرض نهبًا وتتحدى الوعرة والبعد من قرية قناة القريبة من حائل إلى أن وصلت أولى طلائعم إلى منطقة سعيدان بعد الظهر.
لقد روعي في مسارات هذه الجولة التنوع والمزج بين الكثبان والطرق الممهدة والمسارات الصحراوية الوعرة والمتعرجة، ولقد كانت السيارات المشاركة في هذه الجولة تناسب شروطًا ومعايير محددة عالميًا لكل من سيارات فئة «T1 T2» أي السيارات المصنعة والمعدلة. لقد سجل فيها يزيد الراجحي أسرع توقيت خلال 187.7 كيلومتر.
الفوز الكبير
حسب ما أظهرته نتائج المراحل فقد تمكن يزيد الراجحي من انتزاع الفوز كبطل لرالي حائل 2010 وقبلها 2009، هذا إذا علمنا أنه قد سبق له، أيضًا، الفوز برالي الشرقية قبل ثلاث سنوات، بسيارته المتسوبيشي والمعدلة تصنيعًا في فرنسا مع زميله ومساعده ماثيو بوميل، وبهذا الفوز يجسد الراجحي تطلعات الشباب السعودي وطموحاته للوصول إلى مصاف أبطال راليات الباها العالمية، إلا أن المفاجأة الكبرى في هذا الرالي هي وجود باخشب، وحصوله على المركز الثاني، وهذا يعد، في حد ذاته، إنجازًا لباخشب كون السبع سنوات التي أمضاها بعيدًا عن غمار الراليات لم تؤثر سلبًا في قدراته ومواهبه، وفوز الإماراتي رائد باقر بالمركز الثالث جاء حسب التوقعات، فهذا الشاب المتميز له القدرة على الصمود وتجاوز العقبات، على أن فوز مطير الشمري بالمركز الرابع فاق كل التوقعات، خصوصًا عندما نعلم أن هذا الشاب قد حرص طوال السنين الماضية على المشاركة في رالي حائل.
الخطوط السعودية شريك في النجاحات
ترعى رالي حائل الدولي للسنة الخامسة على التوالي.
حائل: أهلاً وسهلاً
تصوير: نائف السحلوب
أشاد صاحب السمو الملكي الأمير سعود ابن عبدالمحسن، أمير منطقة حائل، بدعم ورعاية الخطوط السعودية لرالي حائل الدولي للسنة الخامسة على التوالي. ووصف سموه «السعودية» بالشريك الرئيس في النجاحات التي حققها الرالي منذ انطلاقته الأولى عام 2006، مشيرًا إلى أن رعاية «السعودية» للرالي للمرة الخامسة تأتي في إطار حرص الإدارة العليا لناقلنا الوطني على دعم جميع المناسبات والأنشطة والفعاليات الوطنية التي تشهدها مناطق المملكة.
جاء ذلك خلال زيارة الأمير سعود بن عبدالمحسن لجناح الخطوط السعودية في المعرض الذي أقيم على هامش الدورة الخامسة لرالي حائل الدولي الذي انطلقت فعالياته خلال الفترة من 2 إلى 4 ربيع الأول1431هـ الموافق 16 إلى 18 فبراير 2010م. وقد كان في استقبال سموه مدير الخطوط السعودية بحائل عبدالناصر العلي، ومدير العلاقات العامة للإنتاج الإعلامي وليد بن صالح العلومي، ومدير الدعاية وتنمية برامج المبيعات محمد مروة، اللذين قدما شرحًا موجزًا لأمير منطقه حائل عن محتويات الجناح، والخدمات المتميزة التي تقدمها «السعودية» لعملائها. وقد أبدى الأمير إعجابه بما شاهده من معروضات شملت نماذج من المطبوعات التي تصدر عن المؤسسة، ومن بينها مجلتا «أهلاً وسهلاً» و«عالم السعودية»، محتسبًا «السعودية» من أوائل الجهات والشركات والمؤسسات الداعمة للرالي. كما أعرب عن شكره لجميع القائمين على العمل بفرع «السعودية» بحائل.
إقبال كبير
حظي جناح الخطوط السعودية في المعرض بإقبال كبير من قبل زواره منذ اليوم الأول من الافتتاح، حيث اطلعوا على ما يقدمه الناقل الوطني من خدمات مميزة للعملاء، والعروض الجديدة لآخر التطورات في الخدمات التقنية التي أحدثتها «السعودية»، بالإضافة إلى برامجها الخاصة بالاهتمام بالعميل، وذلك من خلال ما وفرته من كتيبات، ومطبوعات، وهدايا دعائية، وصور في الجناح الذي لاقى استحسان الجميع.
وتأتي مشاركة «السعودية» كناقل رسمي لرالي حائل 2010 في إطار رعايتها ومشاركتها الفعالة للمهرجانات السياحية التي تقام في مختلف مدن المملكة، امتدادًا لدورها الرائد في خدمة السياحة الداخلية والأنشطة المختلفة ودعمها منذ انطلاقتها الأولى قبل أكثر من ستين عامًا، حتى أصبحت رافدًا من روافد اقتصادنا الوطني، ومصدر فخر لكل مواطن.
وتحرص الخطوط السعودية على تأكيد حضورها الفاعل في رالي حائل كل عام من منطلق دورها الرائد ومسؤوليتها الاجتماعية، واستمرارًا لدعمها المتواصل لجميع الأنشطة الرياضية في المملكة، وامتدادًا لما تقدمه من خدمات متميزة للشباب السعودي الذين درجوا على رفع اسمها عاليًا في كل المحافل الدولية والإقليمية. ومشاركة «السعودية» شملت تقديم جوائز للمتسابقين عبارة عن تذاكر مجانية على شبكة رحلاتها.
«السعودية» في حائل
جندت الخطوط السعودية في حائل إمكانياتها الفنية والبشرية كافة لخدمة حركة السفر المتنامية في المنطقة خلال إجازة الربيع، وبخاصة زوار رالي حائل، حيث استقبل مطار حائل خلال فترة الإجازة أكثر من ثلاثة آلاف مسافر، بزيادة تقدر بألف مسافر خلال الفترة نفسها من العام الماضي، وذلك على متن 41 رحلة منها: 16 رحلة قادمة من الرياض، و17 رحلة من جدة، ورحلتان من القيصومة، ورحلتان من الجوف، ورحلتان من عرعر، ورحلتان من المدينة المنورة. كما كثف موظفو «السعودية» في حائل جهودهم من أجل خدمة المسافرين من أهالي المنطقة، بالإضافة إلى الزوار والمشاركين في الرالي، وتقديم أفضل الخدمات لهم.
فوائد اقتصادية وسياحية
أكد سمو الأمير سعود بن عبدالمحسن أن نجاح رالي حائل لا يقف على حدث رياضي فقط، بل يتخطاه إلى جني فوائد اقتصادية وسياحية، وبخاصة الاقتصاديات التي تمس احتياجات المواطن، سواء كان في البادية أو داخل المدينة.
وأوضح سموه أن الهيئة العليا لتطوير المنطقة تسعى دائمًا لاستثمار القدرات الوطنية الشابة التي أثبتت قدرتها على إدارة هذه المناسبات الدولية، مشيرًا إلى أن الرالي هذا العام قفز في سعودة اللجان العاملة بنسبة تصل إلى 94%، محتسبًا سموه ذلك منجزًا وطنيًا.
وثمن سمو الأمير سعود بن عبدالمحسن الدعم الذي حظي به الرالي من لدن خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني.. واهتمام الأمير سلطان بن فهد، الرئيس العام لرعاية الشباب، والأمير سلطان بن سلمان، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار.