April_09Banner


الفنان التشكيلي فهد خليف:
أفرغ عاطفتي على اللوحة
الفن التشكيلي ليس مجرد زخرفة، بل ثقافة مجتمع وحضارة.

يعد الفن التشكيلي هاجسه العذب، من خلاله يتمكن من التعبير عن أحاسيسه وآلامه وآماله، بدأ في المدرسة الواقعية والانطباعية، وانتقل إلى الأسلوب التعبيري الرمزي لمنحه الأفق الأوسع، قدم أعمالاً تحمل قيمة فنية تناولها النقاد داخل المملكة وخارجها، فلوحاته توجد في متاحف عالمية. كل هذا وهو لم يتجاوز العقد الثالث من عمره. من أطياف الفن كان له هذا الحضور.

حاوره: حسين شيخ

وجوه تحاكي الوجدان

اتخذ الطائر بكل مكوناته وأنواعه محورًا لأعماله الفنية، لما يعني له الكثير، ومن أهم معانيه ودلالاته الحرية، وهذا ما يعشقه في الطائر عشق الحرية والاستقلالية في الفكر عمومًا والفن خصوصًا، كما أنه وجد في الطيور جماليات رائعة في تكوينها، وألوانها، وحركاتها، صاغها برؤية الفنان التشكيلي الخاصة.

بالإضافة إلى الطائر هناك الوجوه التي يقول فيها: «الوجه، في تصوري، هو المرآة للحالة النفسية المكنونة في وجدان الإنسان، وتعكس كل أحاسيسه وانفعالاته وعواطفه، وهو مفرد تشكيلي مهم يعكس التعبير الفعلي للحياة في تطوراتها المتسارعة والمضطربة أحيانًا. وهو موضوع خاضه العديد من كبار الفنانين والناشئين، بشكل تجريدي. وجه الإنسان هو التعبير عن الفكرة، أو القضية، أو الحالة الإنسانية والنفسية».

جسد اللون والفكرة
اللون والفكرة والتكوين عناصر مكملة لبعضها بعضًا، ينظر إليها جميعًا كوحدة تتفاعل فيما بينها لتعبر عنه، فكل فكرة تحتاج إلى لون خاص يعملان معًا في مساق متوازن، ويعطي إحساسًا وقيمة وكأنها جسد كامل. يقول عن الألوان: «كل لون له جماله وسحره الخاص ودلالاته ومعانيه التي ينفرد بها عن سواه، في النهاية أجد نفسي أحب جميع الألوان، وأستمتع بتفاعلها، وعلاقاتها، وقيمها الجمالية داخل أعمالي، خصوصًا بين مساحاتي، لدرجة أنني أجد نفسي أعبر بالألوان عن نفسي، فهي أهم أدواتي ووسيلتي في التنفيس والتعبير والتواصل مع متذوق الفن».

انفعالات على البياض
اللوحة هي عالم أحلامه وخياله، والواقع الذي يجسد انطباع البشر. حول انفعالات الفنان يقول: «أمارس في الرسم كل حالاتي الانفعالية، وأفرغ فيها شحناتي العاطفية، وأعبر عن أفكاري، وأنقل بها أحاسيسي، أتحداها حينًا وتتحداني أحيانًا، مساحتها البيضاء، أصنع خطوطي وأشكالي فيها، أسعد ببنائها وهي تنمو أمامي شيئًا فشيئًا حتى أجد نفسي أوقع اسمي عليها، وأضع تاريخ تلك اللحظات الجميلة، فهي جزء مني، تحمل شخصيتي، وفكري، ورؤيتي».

الفنان الخليف يسعى إلى رسم لوحة تحمل الكثير من الإبداع والإحساس العالي، وتكون خالدة تحمل اسم بلده، يقول: «هناك أعمال خالدة نفذها عظماء الفن موجودة في المتاحف العالمية، وأتمنى أن أكون أحد مبدعي الفن، وقد حققت الخطوة الأولى من خلال ثلاث لوحات من أعمالي موجودة الآن في أهم متاحف روسيا».

الفن والثقافة الاجتماعية
يشير فهد إلى تعزيز دور الفنان في المجتمع عن طريق الإعلام وسبل أخرى ترتقي بالذائقة الجمالية يقول: «المجتمع جزء كبير ما زال ينظر إلى الفن التشكيلي على أنه زخرفة أو مكمل زخرفي لا ثقافة وجزء من الحضارة، وما يعزز دور الفنان هو الإعلام بكل وسائله المعروفة، حيث يلعب دورًا مهمًا جدًا في نشر التوعية الفنية والثقافة، وله دور تربوي عظيم للأجيال الحالية والناشئة، أيضًا، من خلال البرامج يمكننا غرس الثقافة الفنية وتنميتها في مجتمعنا، كما تلعب المدرسة بصفة عامة ومادة التربية الفنية بشكل خاص دورًا في ذلك، لا نستطيع أن نغفل دور البيت في تنمية هذه الموهبة». ويعد مشاركة الفنان في المعارض والمحلية والعالمية وسيلة جيدة للتواصل والتعريف بالفن السعودي.

النقد الفني والحراك التشكيلي
من وجهة نظر فهد يرى أن حركة النقد غير مواكبة للحراك التشكيلي في الساحة الفنية، فكما يرى: «النقد هو المرآة التي نقف أمامها نحن الفنانين لنتعرف على جوانب الضعف والقوة في مسيرتنا الفنية، وبكل أسف ما زال كثير من وسائل الإعلام تعطي مساحة ضيقة للفن التشكيلي، ناهيك عن أن أكثرها تفتقد الناقد الفني الدارس لهذا المجال، وأتمنى، قريبًا، أن نرى مساحة أوسع للفن التشكيلي والنقد الفني في وسائل إعلامنا، سواء الحكومي أو الخاص».