منظومة تشغيلية جديدة
لمواكبة الزيادة المتوالية في حركة النقل الجوي بين المملكة والعالم، والإقبال الهائل على السفر بين مختلف مناطق المملكة، كان على الخطوط السعودية أن تواكب هذه التحولات الجديدة بالتخطيط المسبق، والاستغلال الأمثل لجميع الإمكانات المتاحة. وحيث إنه لم تعد هناك مواسم تشغيلية أو أوقات للذروة بالمعنى الذي كان متعارفًا عليه قبل سنوات قليلة، حيث أصبحت حركة السفر على الخطوط السعودية بمنزلة مواسم متلاحقة ومتداخلة على مدار العام، فموسم الصيف يتزامن مع موسم العمرة وكلاهما يبلغان الذروة خلال شهر رمضان الفضيل، ليتبع ذلك إجازة العيد وبداية العام الدراسي الجديد فالاستعدادات لموسم الحج.. وهكذا تتواصل المواسم في حلقة مترابطة أوجبت على الخطوط السعودية العمل بمنظور علمي للوفاء بثقة المسافرين الكرام، وتقدير حرصهم على استخدام رحلات الخطوط السعودية الداخلية والدولية.
وقد تمثلت الخطوة الأولى في هذه المنظومة التشغيلية الجديدة في توفير السعة المقعدية على الرحلات المجدولة والإضافية، وساعد على ذلك تتابع وصول طائرات الأسطول الجديد التي بلغت حتى كتابة هذه السطور «32» طائرة تصل إلى «39» طائرة مع نهاية هذا العام بمشيئة الله، الأمر الذي يدعم بقوة الجهود المستمرة لتوفير المقاعد في أي وقت ولأي جهة، وذلك بأقصى قدر مستطاع.
وقد تضمنت الخطة في مراحلها المختلفة تشغيل الرحلات المباشرة بين المملكة وأوربا دون نقاط للتوقف، وذلك لمواجهة المنافسة مع الشركات الأخرى العاملة على هذا القطاع، إلى جانب زيادة أعداد الرحلات إلى جميع المحطات الدولية التي تشهد إقبالاً على السفر خلال المواسم وعلى مدار العام مثل: دبي، بيروت، القاهرة، دمشق، وكذلك المحطات الدولية في الهند، والباكستان، وجنوب شرق آسيا.
أما جوهر الخطة فيتمثل في زيادة أعداد الرحلات بين المدن الرئيسة الثلاث في الرياض، وجدة، والدمام، وبينها وبين جميع المناطق الداخلية وبخاصة أبها، والمدينة المنورة، وتبوك، والقصيم، وحائل، وجازان، وغيرها مع تقليل الفترة الزمنية بين كل رحلة وأخرى إلى أدنى حد ممكن، مع زيادة الرحلات بين جميع المحطات الداخلية خدمةً للسياحة الداخلية وحركة السفر بين أرجاء بلادنا الحبيبة.
وسوف يلمس المسافرون الكرام في القريب العاجل مدى التحسن الجوهري في السعة المقعدية وتوفر الرحلات، إلى جانب التطوير المستمر لمنظومة الخدمات الذاتية الإلكترونية التي تتضمن باقةً متكاملة من الخدمات عبر الإنترنت، وتشمل إجراء الحجز، وشراء التذاكر، وإصدار بطاقات الصعود للطائرة مع اختيار المقاعد المفضلة، ثم التوجه مباشرةً إلى المطار، ما يوفر كثيرًا من الوقت والجهد، بالإضافة إلى تخفيف ضغط المكالمات على المركز الموحد للحجز، يضاف إلى ذلك منظومة الخدمات عبر الهاتف الجوال التي تشمل استعراض جداول الرحلات ومواعيدها، وتأكيد الحجز أو إلغاءه، وغيرها من الخدمات التي تعكس تواصلاً على مدار الساعة بين الخطوط السعودية والمسافرين الكرام.
هذه المرحلة من التطوير لشبكة الرحلات والخدمات الإلكترونية تُمهد لمراحل جديدة في المستقبل القريب، بإذن الله، لتتكامل جميعها مع وصول المزيد من الطائرات الجديدة، وبالتالي تحقيق نقلة نوعية كبيرة في مستوى الأداء والخدمات.
والله ولي التوفيق. |