June2010Banner


وتلك الأيام

المؤلف: عبدالفتاح أبومدين
عدد الصفحات: 346 صفحة
قراءة: عبير الفوزان

يعد كتاب «وتلك الأيام» وثيقة تاريخية سجلت بعض مراحل الصحافة وتطورها في المملكة العربية السعودية. كتبها أبومدين بأسلوب سردي استطرادي حر، يحكي للقارئ من خلال فصولها تجربته الصحفية بأمانة، وصدق، وتفصيل. قدم للكتاب الدكتور الناقد عبدالله الغذامي منذ طبعته الأولى، كما قدم الكاتب د.محمد صادق دياب للكتاب في طبعته الثانية، وانتهى الكتاب بتقريظ طلاسمي كتبه الشيخ العلامة أبوتراب الظاهري.

يحتوي الكتاب على أربعة وعشرين موضوعًا تضم بدايات الكاتب، وتجاربه الشخصية والمهنية في صحيفة «المدينة»، و«عكاظ»، و«البلاد»، وممارسته العمل الصحفي من خلال صحيفة «الأضواء»، ومجلة «الرائد»، ويتناول عددًا من الشخصيات الصحفية والأدبية في ذلك الوقت مثل: شاعر الملوك الشيخ أحمد الغزاوي، والقاص الأستاذ أمين الرويحي، وأسرة تحرير صحيفة «الأضواء» التي أسسها هو وثلاثة من زملائه عام 1376هـ، وصدرت في مدينة جدة. كتب أبومدين في «وتلك الأيام» عن الأحداث في تلك الأيام التي أرخها منذ بداياته عام 1369هـ، وعن الصعوبات المالية التي واجهته هو وزملاءه عند إصدار صحيفتهم «الأضواء»، وعن كُتاب عددهم الأول، وسعر النسخة، وسعر الاشتراك السنوي، وعدد الصفحات، وهيئة التحرير، ومطابع دار الأصفهاني، ومغامراتهم الفتية لإخراج العدد الأول إلى النور. كما كتب عن متاعب الصحافة والرقابة التي رُفعت بأمر من الملك فيصل. يقول أبومدين في كتابه: «صحافتنا ظلت إلى 24/7/1379هـ خاضعة للرقابة، فلا يُنشر موضوع فيها إلا إذا أجيز من «الرقيب». ثم منح الملك فيصل ولي العهد يؤمئذ الثقة لأصحاب الصحف قائلاً: «ارفعوا الرقابة عن الصحف، فهؤلاء مواطنون، وهم أعلم بمصلحة بلادهم». تطرق أبومدين في كتابه إلى أحداث عاشتها الصحافة السعودية مثل: مرحلة دمج بعض الصحف ببعض، وذلك بناءً على طلب الملك فيصل، ولي العهد آنذاك. يقول أبومدين: «حينما توسعت صحافتنا، وأخذت تتناول بالكتابة الكثير من الموضوعات رأى ولي الأمر أنه لا بد من دمج الصحف بعضها في بعض، وعلل هذا الرأي بأنه يخدم الصحافة، ويؤدي إلى تقويتها». وخلال مرحلة الدمج انتهت صحيفة «الأضواء». بعد مرحلة الدمج تطرق أبومدين إلى صحافة المؤسسات في السعودية، وكيف بدأت يقول: «أصدرت الدولة أمرها في 24 من شهر شعبان من عام 1383هـ الموافق 13 من يناير من عام1964م بتحويل الصحافة في البلاد إلى مؤسسات». وحول تأسيس هذه الصحف يقول: «كانت أولى المؤسسات الصحفية التي صدرت في الوقت المحدد هي مؤسسة «البلاد» التي تصدر صحيفة «البلاد»، ثم مؤسسة «المدينة للصحافة والنشر»، والتي تصدر صحيفة «المدينة»، وفي المنطقة الوسطى تكونت مؤسسة اليمامة التي يملكها الشيخ حمد الجاسر، ومؤسسة «الجزيرة» التي يملكها عبدالله بن خميس، بينما تأخرت «عكاظ»، بسبب خلافات نشبت بين صاحب الامتياز أحمد عطار وبعض من انضموا إلى تكوين المؤسسة.

يختم عبدالفتاح أبومدين موضوعات كتابه بموضوع «النقد الأدبي»، الذي سرقته وصرفته الصحافة عنه، ومجيبًا عن صديقه الناقد سعيد السريحي عندما سأله: ما الذي صرفه عن النقد الأدبي، وهو صاحب كتاب «أمواج وأثباج» النقدي؟! يقول أبومدين ردًا على السريحي: «العمل في الصحافة لا يتيح لصاحبه التفرغ للتأمل والأناة، ثم أن الصحفي الجاد يفتش عن متطلبات الحياة، ومطالب الناس، ليقدم لهم ما يريدون، ليكون لصحيفته الرواج والنجاح، وأنا قد أدركت ذلك منذ أن عملت في الصحافة، فحولت قلمي من ناقد أدبي إلى كاتب قضايا اجتماعية».