June2010Banner


متسلط.. خجول.. مشاكس.. ممثِّل
أصبحت لطفلك شخصية..
فماذا تفعلين؟
مهما كانت شخصية طفلك، فثم إيجابيات ينبغي
تعزيزها، وسلبيات بالإمكان تصحيحها.

بحلول الوقت الذي يبلغ فيه طفلك سنتين أو ثلاثًا، سترين بوضوح أن شخصيته بدأت تتبلور وتشع. وسواء كان الطفل حساسًا ويتوتر إلى حد ما لدى مواجهة الأوضاع الجديدة، أو يتحلى
بالجرأة والجسارة، فإن الخبراء يقولون إن هناك جانبًا مشرقًا في مزاجه،
ومن واجبك مساعدته على تنمية شخصيته الخاصة.

بقلم: سارة جيو Sarah Jio

ملك الدراما
سبب قلقك: طفلك الصغير الذي يجيد ابتكار المواقف الدرامية، ويرهقك إلى أقصى حد، ففي كل مرة تقولين «لا»، فإنه يقوم بتمثيل مسرحية انفعالية، حيث يرفس بيديه وقدميه، ويصرخ ويصفق الأبواب.
الحل: توضح ليفي بولا، المعالجة الأسرية في نوروالك بولاية كونيكتيكت قائلة: «الأطفال الدراميون يعيشون حياتهم بالطول والعرض، ويعني شغفهم بتمثيل المواقف الدرامية أنهم سوف يجابهون العالم بعزم وحماس. فإذا افتعل ابنك نوبة غضب في المرة القادمة بسبب البازلاء في طبقه مثلاً، ففكري في أن الأولاد الذين يظهرون انفعالاتهم عادة ما يكونون أكثر صراحة وصدقًا في مشاعرهم في المجالات الأخرى للحياة».

كيف تخرجين أفضل ما عنده؟: تقول: «الأطفال المشاكسون يرغبون في أن يتم الالتفات إليهم. وفري له وسائل صحية للتعبير عن طاقته وشخصيته. وكمثال يمكنك الاحتفاظ بصندوق من الملابس التنكرية، وشجعيه على تمثيل قصص أو أداء عروض بمصاحبة مؤثرات صوتية. وفي الوقت نفسه، ارسمي له حدودًا واضحة حتى لا يفسد كل لقاء لعب مع طفل آخر بتصرفاته الغريبة». وإذا انفجر في نوبة انفعالية في مكان عام فينبغي عليك الامتناع عن قول: أنت لا تتصرف كولد طيب. هذا ما تنصح به ماري آن لوري، المدربة التربوية في دالاس، وتضيف: «مثل هذا القول يعطي طفلك رسالة مفادها أن هناك شيئًا خاطئًا فيه هو، وليس في سلوكه. والنهج الأفضل هو أن تشيري إلى أن سلوكه العاصف، الصراخ في المتجر مثلاً يلحق الضرر بأذني، ثم شتتي انتباهه بشراء كتاب مصور له».

السيدة المتسلطة
سبب قلقك: لقد أطلقت على ابنتك لقب «المتسلطة» لأنها تصدر أوامرها بصوت عالٍ لدميتها الدب، أو أخيها الكبير، وحتى أنت. إنها لحوحة وكثيرة المطالب، وعندما تكون محبطة، فإنها تلجأ إلى نوبات الغضب. فهل ستتحول إلى «فرد مافيا» في مراتع اللعب؟
الحل: يقول د.تود ب.كاشدان، أستاذ علم النفس بجامعة جورج مايسون في فيرفاكس بولاية فرجينيا: «ينبغي على الوالدين أن يسلما بأن اتخاذ الطفل لموقف الشخص المسؤول هو مؤشر مبكر لإثبات ذاته وقدرته على التعبير عن مشاعره علنًا والدفاع عن نفسه في مختلف الأوضاع الاجتماعية».
كيف تخرجين أفضل ما عنده؟: يقول لك د.كاشدان: شجعي طفلك على طلب ما يريد بطريقة مهذبة، وغير عدائية، وأرسي نموذجًا يمكنه من فعل ذلك بطريقة مناسبة. فإذا أمرك بصوت عالٍ بأن تلعبي معه بمكعبات الليغو، فوجهي إليه السؤال التالي: هل كنت تعني أن تقول: «ماما ممكن أن تقومي ببناء برج معي؟».
تأكدي من أنه يكرر هذا الطلب بنبرة هادئة. وعادة ما يحب الطفل فعل الأشياء على طريقته، لأن ذلك يعطيه إحساسًا بالاستقلال الذاتي، لذا فاسمحي له ببعض السيطرة من خلال تقديم خيارين له. على سبيل المثال، اسأليه: أين تريد الذهاب بعد ظهر هذا اليوم، إلى المكتبة أم إلى الحديقة؟

الطفل الخجول

سبب قلقك: من المفترض أن تكون لقاءات اللعب مع الأطفال الآخرين ومواعداته ممتعة ومسلية، ولكن طفلي يجلس وحيدًا بدلاً من الانضمام إلى الأطفال. يبدو أن طفلي يعاني صعوبة في عقد الصداقات.
الحل: تقول ليفي: «غالبًا ما يتمتع الأطفال الخجولون بروح خلاقة وبالقدرة على الاستقراء، وحب الاستطلاع. أود أن أذكر الأبوين بأن لذلك إيجابيات، منها أن طفلهم الحذر ربما لم يفعل أيًّا من الأشياء التي قد تبث الخوف في نفسيهما، كأن يتدلى من أعلى غصن شجرة، أو يمتطي دراجته على المنحدرات الخطرة، أو يقود الاسكوتر بتهور».
كيف تخرجين أفضل ما عنده؟: يقول د.جيم تايلور مؤلف كتاب «الحث الإيجابي.. كيفية تربية طفل ناجح وسعيد»: «الطفل الذي يتردد لدى مواجهة أوضاع جديدة يحتاج فقط إلى مزيد من الوقت للشعور بالارتياح. ولذلك عليك قبل إيجاد رفيق لعب له، أن تهيئيه ببطء حول ما يمكن أن يتوقعه مع تزويده بأكبر قدر ممكن من التفاصيل. ربما تقولين مثلاً: سيأتي تومي بعد الغداء، مع أمه. أعتقد أنك ستلعب معه بالقطارات لفترة من الوقت، وتتناولان وجبة خفيفة. ومع مرور الوقت، يمكنك مساعدة طفلك على التخلص من خجله بلطف من خلال تشجيعه على القيام بمجازفات صغيرة». وفي هذا الصدد يقول د.كاشدان: «عندما يتعرض الأطفال لتجارب جديدة مرارًا، فإنهم يصبحون أقل خوفًا وقلقًا».

الطفل كثير المزاح

مصدر قلقك: إلقاء نكتة ما بين حين وآخر شيء لطيف، ولكن تكرارها تسع مرات على التوالي وبصوت عالٍ وفي أي مكان ليس بالشيء الطيب. طفلك مهذار، ولا يحلو له اللعب بشكل مستقل، ويحرص على أن يسترعي انتباه أي زميل لعب بصوته العالي.
الحل: يقول د.كادشان: «الأطفال الجريئون يظهرون مهارات يمكن أن تساعدهم على أن يصبحوا قادة ورواة قصص».
كيف تخرجين أفضل ما عنده؟: زودي طفلك بميكروفون، ولكن تحكمي في مستوى الصوت، ودعيه يُذِع قائمة العشاء أو يعلن وقت التنظيف. ومع ذلك، لا بد من تعليمه متى ينبغي خفض الصوت لدى ممارسته هوايته هذه. وفي هذا الصدد تقول الخبيرة إيمي جونسون، استشارية الأبوة والأمومة في فيدرال واي، بواشنطن: «ذكريه بأن يتحدث بصوت هادئ كلما علا صوته. وإذا شعرت بأنك بدأت تتبرمين فبإمكانك، تهدئة الأمور من خلال الاسترخاء أو اختيار كتاب للقراءة».