June2010Banner


رحلة ابن بطوطة
المسماة «تحفة النظّار في غرائب الأمصار»

الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت
عدد الصفحات: 813 صفحة

يعد كتاب «تحفة النظّار في غرائب الأمصار» من أهم كتب أدب الرحلات التي أثرت المكتبة العربية، حُقق الكتاب وشُرح أكثر من مرة بطبعات عدة، منها هذه النسخة التي بشرح طلال حرب. تحتوي هذه النسخة على منهجية ابن بطوطة التي اتبعها عند كتابة مخطوطه، وتتضمن: الأشخاص، الأماكن، اهتماماته، أسلوبه، المنحى العلمي، المنحى الديني. كما قدمت رحلاته معطيات مهمة وهي: دليل بالأماكن المقدسة، ومعجم بالشيوخ القضاة والخطباء، ووصف لمدن ومساجد وبلاطات السلاطين وكيفية رحيلهم وسفرهم، ووصف لعادات الشعوب وتقاليدها، ومعلومات تاريخية فريدة، وصور حية عن القرن الثاني الهجري/ الرابع عشر الميلادي.

يحتوي كتاب رحلة ابن بطوطة على ستة عشر فصلاً، أولها خروجه منفردًا من طنجة مسقط رأسه عام 725 للهجرة قاصدًا بيت الله الحرام في مكة حاجًا وزائرًا للمدينة المنورة، وفي طريقه مر بالإسكندرية فالمحلة الكبرى فالقاهرة، وهناك قابل وجهاء القاهرة، وكان سلطان مصر وقت دخول ابن بطوطة إليها الناصر أبو الفتح محمد بن المنصور سيف الدين قلاوون، ومن القاهرة إلى أسيوط، ومن أسيوط ركب البحر الأحمر. أما الفصل الثاني فيتضمن رحلته إلى بلاد الشام وأولى مدنها غزة فمدينة الخليل التي يقول عنها ابن بطوطة في كتابه: «هي مدينة صغيرة الساحة، كبيرة المقدار، مشرقة الأنوار، حسنة المنظر، عجيبة المخبر، في بطن واد. ومسجدها أنيق الصنعة، محكم العمل، ويقال إن سليمان عليه السلام أمر الجن ببنائه». بعد الخليل زارالقدس فعسقلان، ومن عسقلان إلى حلب، وكتب عن قضاة حلب: «والقضاة بحلب أربعة للمذاهب الأربعة، فمنهم القاضي كمال الدين بن الزملكاني شافعي المذهب، ومنهم قاضي قضاة المالكية لا أذكر اسمه كان من الموثقين بمصر وأخذ الخطة عن غير استحقاق، ومنهم قاضي قضاة الحنابلة لا أذكر اسمه، وهو من أهل صالحية دمشق، ونقيب الأشراف بحلب بدر الدين بن الزهراء». بعد حلب مر على جبلة ثم اللاذقية فدمشق التي تحدث عن جامعها الأموي: «وجامع دمشق المعروف بجامع بني أمية هو أعظم مساجد الدنيا احتفالاً، وأتقنها صناعة، وأبدعها حسنًا وبهجة وكمالاً، ولا يعلم له نظير ولا يوجد له شبيه. وكان الذي تولى بناءه وإتقانه أمير المؤمنين الوليد بن عبدالملك بن مروان، ووجه إلى ملك الروم بقسطنطينية أن يبعث إليه الصناع، فبعث إليه اثني عشر ألف صانع. وكان موضع المسجد كنيسة، فلما افتتح المسلمون دمشق دخل خالد بن الوليد من إحدى جهاتها بالسيف، فانتهى إلى نصف الكنيسة، ودخل أبوعبيدة ابن الجراح من الجهة الغربية صلحًا فانتهى إلى نصف الكنيسة. فصنع المسلمون من نصف الكنيسة الذي دخلوه عنوة مسجدًا، وبقي النصف الذي صالحوا عليه كنيسة. فلما عزم الوليد على زيادة الكنيسة في المسجد، طلب من الروم أن يبيعوا له كنيستهم تلك بما شاؤوا من عوض».

الفصل الثالث يتضمن خروج ابن بطوطة من دمشق مع الركب الحجازي قاصدين الحجاز، ثم وصوله إلى المدينة المنورة التي كانت مقصده وقت خروجه من مسقط رأسه طنجة. ويذكر خدم الحرم النبوي في كتابه: «خدام هذا المسجد الشريف وسدنته فتيان من الأحابيش وسواهم. وهم على هيئات حسان، وصور نظاف، وملابس ظراف، وكبيرهم يعرف بشيخ الخدام، وهو في هيئة الأمراء الكبار، ولهم المرتبات بديار مصر والشام». ومن المدينة المنورة يقصد مكة حاجًا ويذكر مشاعرها المقدسة، ووجهاءها وعادات أهلها. ومن ثم ينطلق ابن بطوطة من الحجاز مستكملاً رحلته إلى العراق وبلاد فارس، ثم يعود إلى سواحل البحرالأحمر إلى أن يصل إلى اليمن، ومن اليمن يواصل رحلته إلى بلاد السواحل وعُمان وظفار، ومن مضيق هرمز إلى البحرين، ومن البحرين إلى جدة ومن جدة إلى اللاذقية مرة أخرى. تتوالى فصول الكتاب حسب الجدول الزمني لرحلاته فيذكر رحلته لآسيا الصغرى، ثم رحلته إلى بلاد الأوزبك وشرق أوروبا، بعدها إلى آسيا الوسطى والهند وسيلان، ومن سيلان إلى الصين، ثم عودته إلى بلاده المغرب ومن المغرب انطلق إلى الأندلس ومالي والسودان.

يحتوي الكتاب في طبعته هذه أو كما يسمى بـ«تُحفة النظّار في غرائب الأمصار» على فهارس الأعلام والأماكن وفهارس متنوعة للأدوات والآلات والوسائل، ومعجم لغوي حضاري.