قدِّمي العالم لصغيرك
بوسعك أن تجعلي الأماكن التي تزورينها أنت وطفلك أماكن ماتعة وتعليمية في الوقت نفسه.. كيف؟
ربما أنك لم تصطحبي طفلك حتى الآن سوى إلى البقالة أو منزل جدته، إلا أن تحركات طفلك الجديدة ورغبته في اكتشاف الأشياء تجعلان من الذهاب لهذه الأماكن نزهة ماتعة ومفيدة تساعده على توسيع آفاقه.
تقول د.سوزان غودوين، عالمة النفس ومؤلفة كتاب «عقول الأطفال»، «إن تعريض طفلك لبيئات مختلفة سيعرفه على العديد من الأشكال والأصوات، ما يحفز نموه المعرفي، ويعلمه كيفية تغيير سرعته في المشي للتكيف مع الموقف». وإليك الأماكن التي ينصح الخبراء بأخذ طفلك إليها للتنزه والفائدة.
بقلم: رايتشل رابكن بتشمان
الحديقة
سواء كنت تعيشين بالقرب من متنزه كبير أو حديقة صغيرة، فكلاهما يعد مكانًا رائعًا للتنزه لك ولطفلك سيرًا على الأقدام، لأن طفلك سيصادف أشياء كثيرة طوال النزهة، يراها ويلمسها ويشمها، لكن قبل أن تبدآ رحلتكما الصغيرة، قومي بقص صور مناظر طبيعية ولصقها على بطاقات، ثم احكي لطفلك عنها وأخبريه عن الطبيعة بشكل مبسط لتشويقه لمغامرتكما. تقترح هيذر كيمبسكي، مؤلفة كتاب «الإخوة.. 200 نشاط ماتع للأطفال باختلاف أعمارهم»، أن تخرجي هذه الصور في أثناء تنزهكما وتشيري إلى العصافير والأزهار في الصورة وتربطيها بالحقيقية. لا تبالغي في رسم تفاصيل النزهة، بل دعي لطفلك مجالاً كي يكتشف ما يثير اهتمامه بنفسه، فلو أعجبته شجرة التوت، مثلاً، فتكلمي معه عن أجزائها المختلفة كالأوراق، والفروع، لكي يتعلم كلمات جديدة، ولا تنسي أن تريه كيف يشم زهور براعم الأشجار، وكيف يتحسس لحاءها، لكي تنمي حاستي اللمس والشم لديه.
وتضيف كيمبسكي: «يمكنك تعزيز كل ما تعلمه طفلك طوال النزهة بأخذه شيئًا معه من هناك كزهرة أو هدية تذكارًا من هذا المكان، وبعد بضعة أسابيع قومي بإخراج هذا الشيء الذي وجده طفلك واسأليه: هل هذه هي الزهرة التي أخذناها من الحديقة؟ أو: ألم نرَ زهورًا صفراء هناك في الحديقة؟».
المعارض والمهرجانات
حتى اللوحات الفنية والمعارض التي تستهدف الكبار قد تبهر طفلك لو أشرت إلى الألوان والأشكال الهندسية في أثناء تجولكما في المعرض، أيضًا مهرجانات الرسم والتلوين تساعد الأطفال على اختبار ملكاتهم وصنع أشكال بأنفسهم، فعلى سبيل المثال عندما يقوم طفلك بالتلوين أو صناعة أشكال من الصلصال، فهذا يصقل مهاراته الحركية الصغرى.
تقول د.رحيل بريغز، اختصاصية علم نفس الأطفال في المركز الصحي في نيويورك: «لا ضير إن بدا ما يجذب الطفل معقدًا، فهو يستفيد عندما يتعامل مع أشياء جديدة تفوق مستواه قليلاً. كل ما عليك فعله هو أن توضحي له كيف يعمل هذا الشيء، وهذا سيعرفه على مهارات جديدة يمكنكما التدرب عليها معًا في المنزل. لا تنسي أن تكوني صبورة وهادئة في أثناء استكشافه للمعرض، فقد لا يستطيع القيام بكل شيء بالشكل الصحيح، لكن هذا لا يعني أنه لا يستفيد من التجربة».
حديقة الحيوانات
لا شك في أن الأطفال في هذا العمر مفتونون بالحيوانات، وفي حديقة الحيوانات أو المزارع العامة تجدين حيوانات من جميع الأشكال، والأحجام، والألوان، وحتى الروائح، وجميعها تستثير حواس طفلك. هيئي طفلك لنزهتكما بقراءة قصة أو قصتين عن الحيوانات على أن يحتوي الكتاب على صور للحيوانات التي قد يراها طفلك في النزهة، أو جربي مثلاً أن تدعيه يربت على رأس قطة جيرانكم وتعلميه كيف يقوم بذلك بلطف لكي يشعر براحة في وجوده حول الحيوانات. عندما تصلين إلى حديقة الحيوانات شجعي طفلك على الاقتراب من الحيوانات، لكن إذا بدا خائفًا أو قلقًا فلا تجبريه، بل لاطفي الأرنب أو القرد بنفسك وانتظري طفلك لتري إذا كان يريد أن يجرب ذلك بنفسه أم لا. وما يقترحه د.غودوين يوكان هو: «انتهزي الفرصة في أثناء لمسه الحيوان لتعملي على بناء مهاراته اللغوية والمعرفية بطرح أسئلة مثل: ما لون الغزال؟ أو: هل يمكنك تقليد صوت العصافير؟
المكتبة
لا يعد الوقت مبكرًا لتغرسي في طفلك حب القراءة مهما كان عمره، والمكان الأمثل لمنحه ذلك الشعور هو المكتبة. اتجهي لقسم الأطفال في المكتبة واتركيه يختر مجموعة كتب للأ
في البداية جربي مجموعة متنوعة من القصص، والأفضل أن تجدي موضوعًا يثير اهتمامه ولا يتسنى له استكشافه في المنزل لعدم وجوده كسيارات الإطفاء، أو الحيوانات البحرية. يوفر بعض المكتبات برامج تستهدف الأطفال من جميع الأعمار، وتشتمل على رواية القصص وعرض الدمى. إن استماع طفلك إلى شخص آخر غيرك يروي قصة له يسهم في جعله يصغي بتركيز أكثر، بينما يساعد وجود الأطفال الآخرين حوله خلال هذا النشاط على صقل مهاراته الاجتماعية. وقبل أن تغادري المكتبة لا تنسي أن تدعيه يلقي نظرة على الكتب التي اشتريتها له لكي تشوقيه أكثر للحصول عليها في المنزل، وذلك يسهم في غرس عادة القراءة الحسنة التي ستصاحبه في أيام الدراسة حتى آخر العمر.