السعودية وذوو الاحتياجات الخاصة
العمل على تخفيف الضغط النفسي لدى ذوي الاحتياجات الخاصة في أثناء السفر.
أكد عبدالعزيز المحيسن، كبير اختصاصيي برامج الخدمات على الطائرة بالخطوط السعودية، أن الخطوط الجوية العربية السعودية تحرص على راحة عملائها، وتقدم لهم أفضل الخدمات التي تجعل رحلاتهم على متنها متعة وتجربة يتوقون إلى تجديدها على الدوام. وتولي، تبعًا لذلك، ذوي الاحتياجات الخاصة من عملائها، رعاية خاصة، من أجل تخفيف معاناتهم، ومساعدة أسرهم على تجاوز بعض المواقف التي قد تنغص عليهم سفرهم، وتحرجهم أمام سائر المسافرين، وتربك عمل المضيفين وموظفي المطار. وتعمل السعودية، في هذا الإطار، على بلورة خطة طموحة تهدف إلى توعية كل من أسر ذوي الاحتياجات الخاصة، والمضيفين العاملين على خطوطها، وكذلك العاملين في مطارات المملكة جميعها، باحتياجات هذه الفئة من المسافرين، وكيفية التعامل معهم، لضمان سلامتهم، وراحة القائمين على خدمتهم، وأهاليهم.
من هو المسافر ذو الاحتياجات الخاصة؟
هو كل فرد لديه قصور في الاستفادة من الخدمات العادية المقدمة للمسافر العادي، ويحتاج بالتالي إلى طرق بديلة للاستفادة من هذه الخدمات. ويشمل القصور النواحي التالية:
• القدرة على التواصل والتعبير عن احتياجاته بنفسه.
• إصابة المسافر بعارض صحي قد يؤثر في بعض وظائفه الحيوية، فيعرض حياته للخطر، أو نفسي يؤدي إلى انعدام في التوازن لديه، وتغير في سلوكياته... ما قد يؤذيه، ويربك العاملين في المطار، والمضيفين على الطائرة.
فئات ذوي الاحتياجات الخاصة
• الصم والبكم.
• المكفوفون.
• المعاقون حركيًا، سواء كانوا ممن يستخدمون الكرسي المتحرك أو العكازين.
• المعاقون ذهنيًا، والمصابون بالتوحد، أو بفرط الحركة وتشتت الانتباه.
• المرضى النفسيون «الانفصام، والذهان...».
ذوو الاحتياجات الخاصة والسفر بالطائرة
يشكل سفر ذوي الاحتياجات الخاصة بالطائرة عبئًا كبيرًا وضغطًا على الفرد ذي الاحتياجات الخاصة وأسرته بوجه عام، وعلى الشركة الناقلة بوجه خاص.
ويمكن استعراض أسباب هذا الضغط في التالي:
• صعوبة التواصل لدى ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث إن معظمهم غير قادرين على التعبير بمفردهم، عن احتياجاتهم، كما أنهم لا يستطيعون فهم التعليمات اللفظية التي تعطى لهم، ما ينتج عنه الكثير من الاضطرابات السلوكية التي تسبب للأسرة إحراجًا، وللعاملين في المطار ومضيفي الطائرة إرباكًا، وكذلك للمسافرين الآخرين.
• صعوبة التنقل بالنسبة للمسافر من ذوي الإعاقة الحركية.
• الخوف من المجهول، ما لم تتم تهيئة المريض نفسيًا لما سيحدث مسبقًا.
ما يمكن أن يحدث
مريض التوحد
قالت عبير فطاني، من جانبها: إن تغير البيئة حول ذي الاحتياجات الخاصة منذ دخوله صالة المطار، يؤدي إلى العديد من السلوكيات التي قد تسبب لأسرته حرجًا كبيرًا، وتربك العاملين في المطار، وكذلك ملاحي الطائرة، ذلك أن هذه الفئة لا تملك من الصبر ما يجعلها قادرة على الانتظار فترات طويلة داخل الصالة، إلى أن يحين موعد الصعود إلى الطائرة. كما يشكل صوت المحرك داخل الطائرة عبئًا نفسيًا عليهم، وضيقًا لا تتحمله أعصابهم. زد على ذلك أنهم لا يستطيعون، بالضرورة، الانتباه إلى التعليمات التي توجه إليهم، وفهم الإرشادات اللفظية التي تشرح لهم ما يدور حولهم.
على الأسرة إذًا، حرصًا على مساعدة فردها ذي الاحتياجات الخاصة، وتفاديًا للإحراج، أن تعلم الشركة الناقلة منذ قيامها بالحجز للسفر، عن هذا المسافر، وأن تمدها بالمعلومات الكافية عن حالته، والإرشادات الكفيلة بمساعدته «مثل نوعية الأفلام الكرتونية التي يحب مشاهدتها...، وكيفية التواصل معه. كما يفترض أن تكون الأسرة، دائمًا، مستعدة، بحيث تجلب معها بعض الألعاب والقصص المصورة التي يفضلها. كما يمكن الاستفادة من الخدمات التي تقدمها الشركة الناقلة، ومساعدة ذي الاحتياجات الخاصة على استخدام السماعة الملحقة بالنظام الصوتي داخل الطائرة، لسماع تسجيلات القرآن الكريم.
فرط الحركة والنشاط الزائد
على الأسرة، إذا كان أحد أفرادها من هذه الفئة، أن تبادر باستشارة الطبيب، حتى يمكنها استباق الأمور، وإعطاء المريض جرعات الدواء اللازمة في أثناء الرحلة، وكذلك إخطار موظفي الحجز بالحالة المرضية للمسافر، كما يتم إعلام المضيفين على متن الطائرة بالحالة، لكي يتسنى لهم اختيار المقعد المناسب للمصاب، بحيث لا يسبب إزعاجًا لغيره، ولا يعكر صفو المسافرين حوله، مع الحرص على سلامته، وذلك بإبقائه بعيدًا عن الأماكن الخطرة، والانتباه عند تقديم السوائل الساخنة.
المريض النفسي
تؤكد سعاد قنديل، اختصاصية الإرشاد السلوكي والنفسي وإدارة الحالات، على ضرورة اتخاذ الاحتياطات اللازمة مع الـمريض النفسي والذهني، والمواظبة على إعطائه جرعات الدواء، وإرشاده سلوكيًا.
رهاب الأماكن المغلقة
ورهاب الارتفاع
هذه الفئة بحاجة إلى دعم نفسي مكثف، قبل الرحلة وفي أثنائها، وقد يحتاج الأمر إلى الاستعانة بالطبيب المعالج قبل السفر، لإمكانية احتياج المريض إلى جرعة بسيطة من العقاقير المهدئة خلال الرحلة. أما في حالة إصابة مريض الرهاب بنوبة هلع، فيمكن مساعدة العاملين على احتوائها، عن طريق إرشاد المريض إلى التنفس داخل كيس صغير، بهدف تقليل كمية الأكسجين في الجسم. وتعد السماعة الملحقة بالنظام الصوتي داخل الطائرة من الأدوات الفعالة التي تساعد على تبديد حالات الرهاب والهلع، ذلك أن استماع المريض إلى آيات من الذكر الحكيم، خصوصًا إذا كانت من المألوفة لديه، يستدرجه إلى التركيز فيما يسمعه، فيلهيه عن مخاوفه. قال تعالى:
}ألا بذكر الله تطمئن القلوب{.
إدارة هذه الحالات
تعمل «السعودية» على تدريب القائمين على خدمة المسافرين من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتأهيلهم لإدارة هذه الحالات، لكي يتمكنوا من مساعدة هذه الفئة، بتفهم احتياجاتهم، وتقييم الخدمات التي يحتاجون إليها في أثناء السفر، والاستعداد لأي طارئ قد يفاجئونهم به، بحيث يصبح مدير الحالة قادرًا على اتخاذ جميع التدابير التي من شأنها أن تحقق لهؤلاء المسافرين الدعم النفسي، والراحة لهم ولذويهم، وتحفز لديهم قدرًا من الاستقلالية، يجنبهم الاضطرابات السلوكية، وما تسببه من حرج وإرباك، مع ضمان أمنهم وسلامتهم، ابتداءً من الحجز، وحتى انتهاء الرحلة عند نقطة الوصول.
كلمة أخيرة
أسر ذوي الاحتياجات الخاصة شركاء في هذه المهمة، إذ يلعبون دورًا كبيرًا في تخفيف الضغط النفسي على أفرادهم المصابين في أثناء السفر، وتقليص حدة التوتر لديهم، والسيطرة على السلوكيات التي تسبب لهم الحرج، وتربك العاملين في المطار، وكذلك طاقم الرحلة... لذا يجب على هذه الأسر أن تبادر إلى إخطار القائمين على الحجز بطبيعة الإعاقة، وأن تمدهم بالتفاصيل الكافية عن كيفية التعامل مع المعني بالأمر، ونوعية الاضطرابات والمخاوف التي قد تصيبه، والعلاج الموصوف له.