التعامل مع ردود أفعالهم بحذر
لا تغضبوا من غضب أطفالكم
يفاجئك طفلك بكلمة قد تجرح مشاعرك، فالأمر لا يعدو كونه إثبات الذات ولفت الانتباه إليه.
يقول الخبراء إن الرد الصارم، والنداء دون ألقاب، والألفاظ الجارحة، هي أمور طبيعية للأطفال بين الخامسة والسادسة من العمر. حيث تصبح ألسنتهم كالسياط حين يغضبون، أو حين يشعرون بإحباط، أو عند عدم إحاطتهم بالحب، لأنهم لا يعرفون السيطرة على عواطفهم. ويلتقط الأطفال في هذه السن أساليب الردود من المدرسة ثم يبدؤون بتجربتها في البيت لمعرفة ردة فعلك.
وحسب د.جينيفير شو، اختصاصية الأطفال في أتلانتا، مؤلفة كتاب Health Child and Baby «إنهم ببساطة يضعونك تحت الاختبار، فإذا لقي كلامهم استجابة من قبلك، فسوف يواصلون، على الأرجح، النهج نفسه». لذا لا تبتئسي. ويقدم الخبراء فيما يلي بعض النصائح لكيفية التعامل مع طفلك عندما يطلق العنان للسانه.
لا تهم أسباب غضب طفلك، سواء كان الأمر يتعلق بأصدقائه أو بمنعه السهر لمشاهدة مباراة في كرة القدم. ركزي على نبرته في الحديث، فإذا تكلم بهدوء، فاشرحي أسبابك بمنطقية. مثل قولك: «الأطفال يحتاجون إلى ساعات نوم أكثر من الكبار، لكننا سنسجل لك المباراة ويمكنك مشاهدتها في الصباح». في الغالب، لن يستقبل الأمر بسهولة وسيتذمر، لعله يستدر عطفك وقبولك بما يريده. احذري الركون لمنطقه في الجدال حتى لو فكرت في عشرات الأسباب التي تجعل الأمر يبدو غير منطقي، فمن الأفضل أن تبادريه بالقول: «نعم أستطيع أن أرى حين يبدو الأمر غير عادل بالنسبة لك». ثم توقفي. تقول كاثرين فولس، مؤلفة كتاب Behaviors Children Redirecting: «أنت لا ترغبين في إقحام نفسك في جدال مع طفلك. تأكدي أنه يتعاطى مع الأمر من زاوية عاطفية، ولن يهتم بما تقولينه، وعليك بعد أن تهدأ الأمور أن تشرحي له أسباب قرارك لاحقًا».
رأي معاكس
تطلبين من ابنتك أن تغسل يديها قبل تناول الطعام، وترد عليك: «أنا لا أمتثل بأمرك». فإذا اندفعت بقولك: «عليك أن تنفذي ما أقوله لك»، فأنت بذلك تفتحين مجال الرفض، وربما التحدي، ولن تقتربي قيد أنملة من هدفك. بينما يقترح عليك هال رانكيل، اختصاصي العلاج الأسري، مؤلف كتاب: Parenting ScreamFree أن تقولي لابنتك أنت محقة، أنا لا أفرض عليك شيئًا، فأنت مسؤولة عن نفسك، ولديك حق الاختيار: إما أن تغسلي يديك فتتناولي طعامك، وإما أن تبقي يديك متسختين ولن يسمح لك بتناول الطعام. إنه قرارك». هكذا ترمين بالكرة في ملعبها وتعلمينها تحمل المسؤولية.
«أنت حمقاء»
قد يزل لسان طفلك بهذا التعليق بعد قيامك بمعاقبته على دفع أخته، مثلاً، نتيجة لشعوره بالغضب والعجز والإحباط. إذا كانت هذه هي المرة الأولى التي يستعمل فيها هذا التعليق للدفاع، فربما كان يقوم باختبار كلمة جديدة سمعها من صديق له. يقترح عليك د.أودري ريكير، مؤلف Ending to Steps Four: Backtalk Kids Your in Behavior Rude، أن تقولي له: «نحن لا نتكلم بهذه الطريقة في البيت، هل ترغب في قول عبارة أخرى؟». ساعديه بعد ذلك على إيجاد طرق أخرى أفضل في التعبير عن مشاعره، مثل قول: «أنا غاضب منك يا أمي». وتأكدي أن طفلك يدرك الفرق بين اللغة المقبولة والأخرى المرفوضة، وأنه إذا ما كررها ثانية فسوف تمنحيه فرصة أخرى قبل معاقبته.
«مهما يكن»
سواء كانت مجرد تمتمة تحت ضغط مشاعر الإحباط أو استجابة بطريقة فظة عندما تطلبين طلبًا منطقيًا، قد تستخدم طفلتك تعابير ساخرة للإشارة إلى انزعاجها ورفضها. يقترح رانكيل عليك تجاهل هذا التعليق السلبي الذي بدر منها إذا قامت بتنفيذ ما طلبته. وحسب رانكيل: «ربما أصاب الوالدين غضب وانفعال لشعورهما بأن معاملة الأطفال لهما خالية من الاحترام، وبكل بساطة يمكن إجبارهم على ذلك. السبيل الوحيد للحصول على تقديرهم وإكبارهم هو جعلهم يدركون أن محاولاتهم لإغضاب الوالدين لن تأتي بنتيجة، وعلى الأم أن تراعي عدم توجيه اللوم لابنتها وانتقاد تصرفاتها على مسمع منها، فبكل تهذيب ذكريها أن تفعل ما تطلبينه، ودعيها تعرف أنك تتوقعين منها تنفيذ توجيهاتك مباشرة من المرة الأولى.
«أنا أكرهك!»
إذا وصلت هذه العبارة إلى مسامعك فلا تأخذيها على محمل شخصي، فطفلك يعني في الواقع أنه يكره توجيهاتك، وعلى الرغم من أن تلفظ طفلك بهذه العبارة قد يدفعك إلى معاقبته، إلا أن معظم الخبراء ينصحون أن تقولي له: «أستطيع أن أتفهم شعورك، فلا بأس». هذا القول سوف يشعره بخطئه تجاهك. ويسترجع رانكيل ذاكرته حين قالت له ابنته: «أنا أكرهك» عندما كان يغادر المنزل. فجاء جواب رانكيل: «لا بأس»، ثم رفع زجاجة النافذة. فما كان منها إلا أن طرقت النافذة مرة أخرى واعترفت: «لا بأس أبي، أنا أحبك فعلاً».