August2010Banner

 


مجسمات تحاكي روعة البناء
فنان يحفظ
تراث جدة المعماري
عاشق جدة يحاكي طبيعتها القديمة، ويجسد معمارها الذي شيد في زمن جميل،
كان يصاغ كل شيء فيه بإتقان وإبداع وتفان.



جدة: إسماعيل غريب

الفنان عدنان أمريكي بدأ حياته الفنية مصورًا يحاكي اللوحات العالمية بالألوان الزيتية، ينسخ أعمال المشاهير مثل «ليوناردو دافنشي»، «جان ليون»، وغيرهما الكثير. ثم انتقل ليستقي مواضيعه من تراث المنطقة الغربية بما فيها من عادات وتقاليد غنية. فبعد أن تأثر بالغربيين في مهارات الصنعة أيقن قيمة ما حوله، فعمل على إحياء هذا التراث وتجديده، والذي يملك قيمة كبيرة في نفوس أهل جدة.

ذاكرة خالدة
أتقن أمريكي عمل المهندس والفنان معًا ليبدع بعض بيوت جدة القديمة بما تحتويه من معالم فنية بارزة جسدها كما هي في الحقيقة، لتبقى راسخة في أذهان الأجيال القادمة التي لم تعاصر هذه البيوت. وحين سألت الفنان عدنان أمريكي عن إمكانية بيع هذه الأعمال الفريدة قال: «إنه لا يتمنى أن يبيع أعماله لأشخاص، بل يفضل أن تكون متاحة أمام كثير من المتذوقين لتؤثر فيهم ويتأثروا بها».
الفنان عدنان أمريكي تعامل مع الخامة التي تكاد تكون أشبه بالأصلية، وهي خشب الماهجوني، المستخدم في عمل الرواشين آنذاك. كما أبدع مجسمات حقيقية «بيت نصيف، وبيت البغدادي، وبيت نور ولي، وبيت الجخدار» من رموز مدينة جدة القديمة في البلد، والتي ما زالت شاهدًا على إبداع كل من ساهم في خلودها ورمزيتها لهذه المدينة المعشوقة من أهلها.

حضور فاعل
استخدم أمريكي نظرية خاصة استعان بها لعمل مقياس رسم دقيق، ونجح من خلاله في تحقيق نتائج رائعة بشهادة العديد من المهندسين المعماريين. ولم يكتف فقط بالبناء والعمارة، ولكنه، أيضًا، أبدع «باب مكة»، «باب جديد»، وكذلك بعض مجسمات الشخوص «كالمسحراتي»، «ومعلم الكتاب»، «والسقا»، وهي أعمال مقتناة من قبل «متحف عبدالرؤوف خليل».
شارك عدنان في معارض المنطقة الغربية التي كانت تقيمها الخطوط السعودية. كما كانت مشاركته في جناح «نايل آرت» بمعرض فيرنيدكس الدولي الخاص بالديكور تهدف كما يقول: «إلى تجديد المناداة بأهمية المحافظة على تراثنا العريق من قبل جميع الجهات المسؤولة، فإن لم يوثق هذا التاريخ للأجيال القادمة بما يتناسب ومكانته، فسنصبح كمن لا ماضي له، وبذلك لا نستحق أن نعيش على أرض هذا الوطن الغالي».

حماية التراث
يقول الفنان عدنان أمريكي: أحلم بأن أحقق مجسمًا متكاملاً لمدينة جدة، كيف كانت قبل مئة عام بكل ما كانت تحويه من كنوز وآثار، بيوتها الرائعة، رواشينها، مشربياتها، حواريها، أسواقها، سورها، أبوابها، والكثير من المعالم والعادات التي اندثرت ولم يعد لها ذكر في حاضرنا.. حتى إن أبناءنا لا يعرفون عنها شيئًا، فنحن أكثر من يتكلم عن جدة، لكن لا نفعل لها ما يتماشى مع مكانتها التاريخية.