عالم الحلويات البهيج
في حالة احتواء وجبات طفلك على قيمة غذائية عالية،
لا ذريعة في حرمانه من بعض الحلوى.
اعتدت أنا وأحفادي تناول الحلوى في اليوم الذي يقضونه معي. ولا أخفي عليكم أن كبرى الحفيدات، كيسلي، 6 أعوام، تخبرني بأنني أصنع أفضل أنواع السكريات. سيتبادر إلى أذهانكم حتمًا بأنني الجدة التي تفسد أحفادها دلالاً وفوضى. والحقيقة هي: أن كتاب USDA My Pyramid، الكتاب الرائع بالنسبة لاختصاصيي التغذية مثلي، يتيح للأطفال في السنوات بين سنتين إلى 8 سنوات تناول ما مقداره 165 سعرة حرارية يوميًا من السكر الإضافي والدهون.. يعني باختصار الحلوى. لكن الحيلة هي في عدم التهام هذا الكم من السعرات الحرارية قبل القضاء على طبق وجبة العشاء بالكامل. لذلك عندما يرجوك طفلك لبعض اللهو والمتعة فاصنعي الجميل بطيب خاطر. اتبعي هذه السبل البسيطة التالية للولوج إلى عالم الحلويات البهيج.
كتبته: كولين بيري Colin Perry
قطع الكيك الصغيرة
بوساطة السكين، قومي بتقطيع الكيك إلى عشرين قطعة مكعبة. حركي بضع قطرات من سائل التلوين الأحمر الخاص بالأطعمة في كوبين من المادة المجمدة «أو الكريمة المخفوقة». أذيبيها في المايكرويف على درجة حرارة مرتفعة لمدة عشرين ثانية، حركيها، ثم أعيدي تسخينها مرة أخرى لمدة 10 ثوان إلى 15 ثانية. صبيها فوق مكعبات الكيك. أذيبي عددًا من العلك «اللبان» بنكهة الفاكهة المختلفة لمدة عشر ثوان في المايكرويف حتى تلين. لفيها واصنعي منها أشكالاً بقطاعة كعك صغيرة. زيني بها المكعبات. ثم ثلجيها في البراد. القيمة الغذائية في القطعة الواحدة: 102 سعرة حرارية، 1 غرام بروتين، 5 غرامات دهون «1 غرام دهون غير مشبعة»، 14 غرامًا من الكربوهيدرات، صفر ألياف، 10 ملغم كالسيوم، 113 ملغم صوديوم.
تجنبي السعرات الحرارية المهدورة
السكر الخفي
توضح لنا إليزابيث وارد، مؤلفة كتاب The Complete Idiot's Guide to Feeding Your Baby &Toddler، حقيقة مهمة، وهي أن الكثير من أنواع الطعام المختلفة التي لا نتوقع مذاق السكر فيها، مثل صلصة الطماطم، ورقائق البسكويت، والمخبوزات، تحتوي في الواقع على 15 أو أكثر من السعرات الحرارية من السكر المضاف لكل قطعة. من الصعب الاعتماد على المعلومات الغذائية المعلنة على الملصق لأنها تعطي مقدار السكر الطبيعي «مثل الموجودة في الحليب والفاكهة»، إضافة إلى السكر المضاف.
فتخطي جميع السكريات في قائمة المقادير وابحثي عن مواد مثل: العسل، وشراب فركتوز الذرة المحلى، ودبس السكر، والسكر المعلب، والجلوكوز، جميعها مواد سكرية. استبدلي بها قدر استطاعتك، خصوصًا تلك المنتجات التي تستعملينها في أغلب الوصفات، منتجات أخرى غير محلاة. تقــول وارد: «صدقيني، طفلك سيستمتع بطعم السكر في قطعة كعك أكثر من وجود سكر خفي في طبق معكرونة».
فخاخ الفطور
يحتوي طبق من الحبوب المحلاة على60 سعرة حرارية، في حين تحتوي علبة زبادي منكهة على 100 سعرة حرارية. بهذا الخصوص تعلق إليسا زيد، اختصاصية التغذية في نيويورك سيتي ومؤلفة كتاب Nutrition at Your Fingertips، «يمكنك شراء أكثر منتج خال من السكر من هذه الأنواع، ومن ثم إضافة بعض الفاكهة الطازجة إليها عوضًا عن ذلك». اخلطي التوت، إذا كان في ذروة الموسم، مع الزبادي أو مع الحبوب الباردة. إذا كان طفلك يحب طعم الشوفان المحلى، فيمكنك طهيه بعصير فواكه بدلاً من الماء للحصول على الفيتامينات. أما بالنسبة لإعداد البانكيك أو الوافيل، فتجنبي الشراب المحلى أو الشيرة «لأن ملعقة طعام واحدة منه تحتوي على 50 سعرة حرارية» والزبدة «لأن ملعقة شاي واحدة منها تحتوي على 36 سعرة حرارية»، ورشي عليها مسحوق القرفة كبديل. بالنسبة لدهان التوست، فبإمكانك شراء مواد مصنوعة بالكامل من الفاكهة وعصير الفاكهة.
وجبــات خفيفة
أظهرت دراسة أجرتها جامعة نورث كارولينا في Chapel Hill أن الأطفال يستهلكون قرابة 600 سعرة حرارية في اليوم من الوجبات الخفيفة. تتداخل معظم هذه الوجبات مع المقدار اليومي المسموح به من الدهون الإضافية وسعرات السكر. قد تكون سعرات واضحة «مثل خليط منتشر بحلوى المارشمالو ورقائق الشوكولاته» أو قد تكون قيمة «كالمتوفرة في أصبع جرانولا يحتوي على 60 سعرة حرارية من السكر». لتفادي ذلك، امنحي طفلك عدة خيارات طبيعية في أغلب الوقت، مثل الجبن، والتوت، أو خبز التورتيلا المحشو. علاوة على ذلك، ضعي حدًا نهائيًا للأكلات الخاطفة طوال اليوم. تقول د.جينيفير أرليت فيشير، باحثة في مجال تغذية الأطفال في جامعة تيمبيل: «وجبتان صغيرتان يوميًا هما في العادة مشبعتان وكافيتان».
المشروبـات الحلــوة
أفضل خيارات متاحة للأطفال هي شرب الماء، أو حليب سادة خال من الدسم، وعصير الفواكه الطازج، لأن جميعها لا يضيف دهونًا أو سكرًا زائدًا لنظام طفلك الغذائي. «حددي كمية العصير للأطفال تحت الست سنوات بين 4 أونصات إلى 6 أونصات، وبين 8 أونصات إلى 12 أونصة للأطفال الأكبر سنًا». جدير بالذكر أن كأسًا من عصير الليمون أو شراب الفاكهة أو الصودا تحتوي على 100 سعرة حرارية من السكر، لذا يستحسن الاحتفاظ بها للمناسبات الخاصة بين الحين والآخر. وحتى حليب الشوكولاته يعوض عن تناول الحلوى بمقدار 66 سعرة حرارية فارق. إذا كنت تعلمين أن طفلك لن يشرب الحليب الخالي من الدسم، فأضيفي إليه بعض الحلى بوساطة الفاكهة مثلاً، اخلطي ربع كأس من التوت أو المانجو لكل كأس من الحليب. لا تذهبي بعيدًا! اصنعيه بنفسك مع ملعقة كبيرة من شراب الشوكولاته، الذي يعادل 38 سعرة حرارية سكرية فقط.
النهايات السعيدة
يعتمد ما ترغب طفلتك في تناوله من الحلوى على الفائض من السعرات الحرارية سواء من السكر أو الدهون. ولكن هنالك بشرى سارة: الحلويات ليست فقط دهونًا وسكرًا، بل هي أيضًا حليب وفاكهة وحبوب. على سبيل المثال، حزمتان من كعك رقائق الشوكولاته المتعارف عليها تحتويان على 50 سعرة حرارية، ولكن 32 فقط منها قادمة من الدهون والسكر. أما المتبقي فهو من الحبوب. تقول زيد: «إن تناول كعكة صغيرة لا تعد خطوة سيئة للطفل الذي تناول واحدة أو اثنتين من أطعمة أخرى محلاة خلال اليوم. لمزيد من خيارات المرح والحلوى: قدمي لها شرائح الفراولة المغطاة بملعقة صغيرة من منثور الشوكولاته، أو شرائح الخوخ والمارشمالو.
إذا كان لدى طفلتك فائض من السعرات الحرارية، بمعنى أنها لم تستهلك جميع مستحقاتها من السعرات اليومية، فيمكنها تناول مهلبية أو بودينع «77 سعرة حرارية من السكر والدهون لكل نصف كوب»، أو براوني «81 سعرة حرارية لكل ملغم مربع»، أو كب كيك «102 سعرة حرارية»، أو آيس كريم «105 سعرات حرارية لكل نصف كوب». يعــــــلق د.براين وانسينك، مؤلف كتاب Mindless Eating: Why We Eat More Than We Think قائلاً: «إن مقياس قطعة فردية من الحلوى هي مقياس مثالي، لأن حجم القسمة مستوفٍ بداخله المقدار المعقول للسعرات الحرارية، ومن ثم ستنخفض رغبة طفلتك في طلب المزيد».
لا يهم ما ستنتهين إليه من نوعية الأطعمة المقدمة، الأهم هو أن تقاومي إدمان تقديم طبق حلوى بعد كل عشاء أو بعد قضمتين من الخضراوات. بهذا الخصوص يقول د.أليسون فينشورا، طبيب زميل في مركز مونيل، فيلاديلفيا: «إن أسلوب مساومة طفلك تشعره بأن الحلوى هي الجائزة الأفضل». «ستظن طفلتك أن تناول الطعام الصحي هو بمنزلة عقوبة، وستستميت للحصول على الجائزة «الحلوة» أكثر وأكثر، علاوة على أن ميلها للخضراوات سيصبح أقل على الأرجح عندما تكبر وتمتلك حق الاختيار».
بعد سماحك لطفلك بتناول الحلوى بصورة يومية لبعض الوقت، سوف يقل نهمه تلقائيًا. تقول وارد: «طريقتك في معالجة الأمر ستصبح جزءًا آخر من روتينها اليومي».