June2010Banner

 


الخطاط سعود خان:
الحرف العربي
أجمل الأبجديات



سعود شاكر خان فنان تشكيلي، وخطاط يحلق في جماليات الحرف والخط العربي. وفي ذاكرة ريشته يستبطن خزين تجارب ابن مقلة وإنجازاته، وابن البواب، والكوفيين.
تقول مفكرته إنه أحس في نفسه رغبة في المضي في عالمه، وصقل موهبته بالدراسة، وكان ناتج ذلك إنجازه للعديد من اللوحات التي شارك بها في العديد من المناسبات.

نقاط الجذب
يكون عشقه للحرف العربي وجماله وإبداعاته بوصلة الاتجاه في بواكير إلى الخط العربي، ويعلل ذلك «لأن الحرف العربي غني في تصريفاته وتشكيله. فالخطاط المبدع المتمكن وصاحب المهارة الواسعة يستطيع تطويع الحرف وتشكيله كيفما يشاء. كما أنه يراعي عدم فقدان الحرف للقاعدة والميزان. وهو يدرك تمامًا أن الحرف العربي من أكثر الحروف التي تمنح المتعامل معها سعة في التطويع، والتعامل الفني الخلاق من أي حروف في الأبجديات واللغات الأخرى. والدليل على ذلك بحسب مرئياته أنماط الخطوط العربية المعروفة قديمًا والمستحدثة، حيث ما زال الحرف العربي مسرحًا للتعامل الفني بما أضاف كثيرًا إلى الفنون العربية.
وتكون بواعث اتجاهه للخط العربي ومحركاته رغبته في الميل إلى ذلك. فمنذ صغره كان مفتونًا بهذا النوع من الفنون، يحتشد ذهنه بالحوار المربك ما بين الموهبة والدراسة، وتداخل ذلك في دائرة فن الخط العربي وارتكازاته. وبالنسبة له كان الخط العربي هبة وموهبة من الله سبحانه وتعالى منّ بها عليه. ويضيف موضحًا «لم أكتفِ بهذه الموهبة، حيث صقلتها بالدراسة، فوقفت على كثير من التجارب في هذا المجال، و أفادتني كثيرًا في ذلك».

انحياز للديواني والجلي
أنماط الخط العربي عديدة والخيارات مفتوحة بدون أقواس أمام الفنان والخطاط، والانحياز وارد بحسب ميول التشكيلي وتلقياته وثقافته، وخان يجيد جميع أنواع الخطوط تقريبًا، ولكنه يعشق خط الديواني والجلي ديواني، لأن رؤيته توصلت إلى أن هذين النمطين من الخط العربي يتميزان بالسلاسة، ويقدمان له المساحة الواسعة لإبراز قدراته. كما يفتحان له النوافذ للابتكار والتشكيل بصورة كبيرة. إلا أن ذلك تهدده الآن العولمة وتقنيات الفضاء المفتوح، وأحد روافعها الحاسوب، واختطاف دور الخطاط. وهذه لائحة اتهام يرفعها بعضهم ويرى خان أن الاتهام في جزء منه صحيح، خصوصًا بالنسبة للجيل الصاعد، وأصحاب محلات الدعاية، والذين قضى الحاسوب على الخط العربي لديهم، لأنه في إطار ثقافة الاستهلاك وتسويق المنتج بسرعة واعتمادهم عليه بشكل كلي، لكن بالنسبة للخطاط الذي يجيد كتابة الحرف فهو في غنى عن هذه التقنية الحديثة طالما كانت يده معطاءة في كتابة الحرف، لهذا فهو لا يحبذ التعامل مع أي تقنية مساعدة بخلاف الموهبة المصقولة بالدراسة، كما أن الحاسوب ليس بوسعه أن يبتكر جديدًا بخلاف ما هو محفوظ في ذاكرته.

شارك خان في العديد من الملتقيات، وحصد الكثير من الجوائز ومنها المشاركة في جميع فعاليات الأسبوع الثقافي للمملكة العربية السعودية على الصعيدين الخارجي والداخلي، وكذلك المعارض التابعة لجمعية الثقافة والفنون المنضوية تحت وزارة الثقافة والإعلام، وجمعية الفنون الجميلة بالغرفة التجارية بجدة والمهرجانات الصيفية. في هذه المناسبات قدم العديد من اللوحات التي كانت محل حفاوة المتابعين وتقديرهم لهذا الفن الجميل. فالفنان برأيه ليس جزيرة منعزلة، وهو يؤثر ويتأثر، لذا يكثر من الحضور في بيت الفن التشكيلي الذي أتاح له معرفة نخبة كبيرة جدًّا من الفنانين والفنانات الذين كان لهم دور كبير في الفنون بجميع أنواعها، واكتسب من خبراتهم في مجال الفن والعلاقات التي تربط الفنانين بعضهم ببعض.
ما يحزن الفنان خان أن الخط العربي لا يحظى باهتمام من المدارس والجامعات في الوطن العربي, ويصل الأمر إلى «شبه إلغائه في المدارس» دون مراعاة الآثار السلبية الناتجة من عدم الاهتمام بالخط العربي ليس على الخطاط فقط بل على المجتمع بأكمله.