June2010Banner

 


سريلانكا..جزيرة الأحلام



سريلانكا أو «سيلان»، كما كانت تعرف سابقًا قبل عام 1972، تعني الأرض اللامعة أو المتألقة، تلك الجزيرة التي تقع جنوب شرق الهند، إلى الشمال من المحيط الهندي. عملتها الرسمية الروبية السيريلانكية، ويعادل الدولار الأمريكي 110 روبيات، والريال السعودي 29 روبية سيريلانكية تقريبًا، فيما يتقدم توقيتها ست ساعات عن توقيت جرينتش وساعتين ونصف الساعة عن توقيت مكة المكرمة. يبلغ متوسط درجة الحرارة في المناطق الساحلية المنخفضة من سريلانكا 27°م، وفي المناطق الجبلية تصل درجة الحرارة إلى 16°م، أما متوسط كمية الأمطار السنوية فيراوح بين 130 سم في الشمال الغربي و510 سم في جميع أنحاء الجنوب الغربي.

تنوع وثراء
سخاء الطبيعة في سريلانكا يجعل منها وجهة سياحية غاية في التنوع والثراء، فالجزيرة التي نجحت في اجتذاب قطاع كبير من السياح إليها، تضم أكبر عدد من الشلالات من بين دول العالم، وتجمع بين مختلف البيئات والتضاريس، إذ تتركز في المناطق الجبلية، إضافة إلى الغابات الكثيفة التي تعد بيئة مثالية للحياة البرية التي لا تزال على فطرتها الأولى، فتضم نحو ثلاثة آلاف فصيلة من نبات الخنشار أو السرخس والنباتات الزهرية الأخرى، كما تشتهر الجزيرة بنباتات البوجنفيل والأركيد والبونسيتة وأشجار الفواكه، وتغطي الغابات الاستوائية المطيرة معظم الأجزاء الجنوبية الغربية منها. تنتشر في صحاري سريلانكا وغاباتها الفهود والفيلة الآسيوية والغزلان والكوبرا والتماسيح وغيرها من الحيوانات التي بوسع السائح رؤيتها، بل بوسعه رؤية أدق التفاصيل، مثل مواطن تفقيس بيض السلاحف البحرية على شواطئ «كوسجودا» على سبيل المثال.
يكتمل ثراء الطبيعة وتنوعها في جزيرة الخيال على شواطئها التي تصفو على رمالها الذهبية النفوس والأذهان، حيث تختلط أصوات الأمواج بتحليق طيور النورس البيضاء نحو أشجار جوز الهند الممتدة على مساحات شاسعة من الجزيرة. من أروع هذه الشواطئ التي يحرص السياح على ارتيادها، شاطئ «نيغومبو» المهيأ لممارسة الرياضات البحرية المختلفة، كالسباحة، والتزلج على الماء، وركوب القوارب الشراعية التقليدية. بينما تتميز شواطئ «بيرويلا» و«بينتوتا» برمالها البيضاء ومياهها الصافية الشفافة، حيث يحلو لمحبي رياضة الغوص مزاولة هوايتهم فيها.
وتنتشر في الساحل الغربي للجزيرة منتجعات سياحية متكاملة الخدمات، حيث يجد فيها الزائر الهدوء، والشواطئ التي تحفها أشجار جوز الهند، والتراث الثقافي الغني، والمعالم التي تروي تاريخ الجزيرة العريق والمتنوع.

مدن لا تنسى
ليس من اليسير على زائر سريلانكا نسيان مدنها التي تحكي كل منها قصة جميلة، تتصدر تلك المدن السريلانكية كولومبو العاصمة، التي شكلت على مدى قرون طويلة ميناء مزدهرًا لتجارة التوابل. من أبرز معالمها: الحصن التاريخي، والواجهة المائية، والمتحف الوطني الذي يروي تاريخ الجزيرة، ويتمتع السائح في منطقة الحصن وشارع «جالي» بغزارة المنتجات اليدوية وأقمشة الباتيك ومعلقات الزينة الجدارية.
من المدن السريلانكية، أيضًا، كاندي، ثاني مدينة من حيث المساحة وعدد السكان، ويطلق عليها عاصمة التل، وهي العاصمة السابقة لسريلانكا. كانت كاندي مملكة تحميها الجبال والغابات والأنهار من الغزاة حتى القرن التاسع عشر حينما استولى الإنجليز عليها، وعلى الرغم من شهرتها بقيمها الثقافية والدينية إلا أنها، أيضًا، غنية بالحياة الفطرية والنباتات المتنوعة، وتشتهر حديقة بيرادينا النباتية بكاندي بالأشجار وأزهار الأوركيد التي تضم أكثر من 300 صنف، كما تحتوي، أيضًا، على التوابل وأشجار النخيل. تبعد دار بيناويلا للفيلة الشهيرة أقل من 40 كيلومترًا عن كاندي، حيث تعتمد صغار الفيلة على الإنسان لرعايتها والاهتمام بها، ويمكن للأطفال هناك التمتع بمشاهدة الفيلة وركوبها.
أما مدينة كندالاما فتقع في الطرف الشمالي من سلسلة جبال نسلز Knucles عند نقطة البداية للمنطقة الوسطى والمنطقة الجافة، ويحيط بها خمسة وخمسون فدانًا من الغابات، حيث تعد الغطاء النباتي لمجموعة متنوعة من الطيور والحياة البرية، ويتجاوز عمر بعض الأشجار في هذه الغابات مئة عام، وتحظى كندالاما بتقدير كبير من زائري سريلانكا لطبيعتها الرائعة والمزج الذي تمثله البيئة هناك في الثقافة المحلية.
وهناك مدينة دمبولا، حيث المنطقة التي تشمل سيجيريا ودمبولا وأنورادهابورا، والتي يطلق عليها المثلث الثقافي، وهي إحدى مناطق التراث العالمي، وتشتهر بوجود صخرة سيجيريا أو «صخرة الأسد» التي بنى عليها أحد ملوك سريلانكا القدماء، الملك كاسيابا، في القرن الخامس عشر الميلادي، قلعته وقصره الذي يحتوي على حدائق غناء ومياه جارية ونوافير متنوعة، إضافة إلى احتواء القصر على مسابح ضخمة، حيث يمكن ملاحظة وجود أبواب سرية بالقصر لدخول الرعاة وخروجهم، كما تمكن من مشاهدة بعض الصخور التي تشبه الفيل والأسد والكوبرا، إضافة إلى قناة مائيةكانت تعج بالتماسيح ويحيط بها الرماة. وقد أمر الملك ببناء هذه المنطقة المحيطة بالصخرة لحماية مملكته من الغزاة والمجرمين، واكتشفت في فترة الاحتلال البريطاني لسريلانكا. تتألف الصخرة من كتلة من الصخور البركانية القديمة، يبلغ ارتفاعها 265 مترًا عن سطح البحر، ويمكن من أعلاها رؤية المنطقة المحيطة كاملة، ويتطلب الصعود إلى قمة هذه الصخرة جهدًا كبيرًا، إذ يتجاوز عدد الدرجات المؤدية إلى قمتها 1250 درجة، ويحتاج الزائر إلى الشجاعة والقوة لبلوغها.
أما نوريليا، جنة سريلانكا، فهي المدينة الجبلية الباردة التي تسمى، أيضًا، مدينة الشاي، ويوجد بها العديد من الأماكن التي تستحق الزيارة، كشلالات لوفرس ليب، وغابة غلوي، وحديقة نوراليا النباتية، وحديقة فيكتوريا، ومزارع إمبوالا العريضة، إضافة إلى بحيرة نوراليا التي لا بد من القيام بجولة بها على القارب لكي تستمتع بسحرها، متأملاً مصانع الشاي العديدة التي تنتشر حول مزارعها الممتدة. يعد الشاي من المنتجات الرئيسة لجزيرة سريلانكا، إذ يحلو لبعضهم تسميته بالبترول الأخضر، فهو يشكل نحو 30% من الدخل القومي للبلاد التي تضم أكثر من 300 مصنع للشاي، تنتج جميعها أجود أنواع الشاي في العالم بمختلف أصنافه ونكهاته. وقد دأبت الفتيات السريلانكيات منذ عدة قرون على قطف أوراق الشاي وفق تقاليد شعبية راسخة. وهناك يمكن مشاهدة الفتيات السريلانكيات يقطفن أوراق الشاي، كما تمكن مشاهدة مراحل إعداده التي لم تتغير على مر السنين بتغير الأدوات المستخدمة. أيضًا على الزائر الحرص على شراء ما يستطيع حمله من أنواع الشاي المختلفة فهي فرصة لا تعوض. يصل طول شجرة الشاي إلى 15 مترًا، غير أنها تقطع في الغالب ليبقى طولها بارتفاع متر واحد، وقد يبلغ عمر شجرة الشاي الواحدة 50 عامًا، وتحصد بطريقة سهلة بين أربع مرات وخمس مرات في العام الواحد.
على بعد 64 كيلومترًا جنوب العاصمة كولومبو، تقع مدينة بنتوتا، على الحزام الساحلي الجنوبي لسريلانكا، وتشتهر بأن لديها واحدًا من أجمل الشواطئ في سريلانكا. تنقسم شواطئ ساحل بنتوتا إلى جزأين، الشاطئ الشمالي الذي يطلق عليه «جزيرة الفردوس»، لوقوعه على حافة بحيرة بنتوتا، والشاطئ الجنوبي الذي يضم مساحات ممتدة من الشواطئ الرملية البيضاء التي تحفها أشجار النخيل، كما يحتوي على بعض الفنادق والمنتجعات، التي يقيم بها عشاق الرياضات المائية التي تجري على النهر المسمى باسمها والذي يصب في المحيط الهندي.

وجهتك
فضلًا عن الاستمتاع بثراء طبيعة سريلانكا، بوسع هذه الجزيرة، أيضًا، أن تكون وجهة السائح الشغوف بالتسوق في مراكز التسوق والأسواق الشعبية التي تشتهر بها الجزيرة، إضافة إلى تنوع المنتجات الوطنية التي يمكن شراؤها بأسعار زهيدة، حيث يمكنك الحصول على منتجات الدانتيل، والعاج المحفور، والأحجار الكريمة المصقولة من «بنتو تاوجالي»، وعلى السلال اليدوية من سوق «كالوتارا»، إضافة إلى الفضيات، والمنتجات النحاسية والشاي، والمنتجات الجلدية، والتوابل، إذ التسوق متعة بحد ذاته في الجزيرة.
ليس ثمة معاناة على الإطلاق قد تواجه السائح في سريلانكا التي تتميز بوجود العديد من الفنادق والمنتجعات فئة خمسة نجوم وأربعة نجوم، ومن أهم فنادق كولومبو: سينامون، وهيلتون، ورمادا، وهناك، أيضًا، فندق هيرتنس كندالاما، وفندق أمايا هيلز في مدينة كاندي، ومنتجع وفندق تاج في مدينة بنتوتا.
تقوم الخطوط الجوية العربية السعودية، حاليًا، بخدمة عملائها المسافرين من سريلانكا وإليها بتشغيل أربع رحلات أسبوعيًا إلى كولومبو، من كل من مطاري الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، والملك خالد الدولي بالرياض، على متون طائرات الجامبو من طراز بوينج (B-747). ويستغرق زمن الرحلة من مطار الملك خالد الدولي بالرياض إلى مطار كولومبو خمس ساعات وخمسًا وثلاثين دقيقة، ويقع مكتب الخطوط السعودية في كولومبو في «466, Galle Road, Colombo 3».