من مدنها التي تتمتع بسحر خلاب وهدوء عزَ نظيره لوزان وفيفي مونترو.

لا يكاد يذكر اسم سويسرا إلا وتُذكر أشهر صناعاتها وهي صناعة الساعات. ما أن يقال هذه الساعة صناعة سويسرية حتى تحظى بالثقة والرغبة في الاقتناء. إذا كانت الساعة تعني الوقت، فإن السويسريين يعدون من أكثر الشعوب احترامًا للوقت. يتمثل ذلك في مظاهر الحياة في هذا البلد الأوروبي الذي يتميز بالدقة في كل شيء، فالسائح يستطيع أن يضبط ساعته على مواعيد وسائل المواصلات المختلفة فيها.

لوزان: وليد بن صالح العلومي

إن مدينة جنيف كبرى المدن السويسرية تعد المرآة التي تعكس ما تتمتع به هذه البلاد من مقومات جذب سياحي، تتمثل في سحر الطبيعة الخلابة المتنوعة بين سهول خضراء، وجبال شاهقة، وغابات كثيفة، بالإضافة إلى منتجعات يوجد فيها العديد من وسائل الراحة، والاستجمام، والترفيه، في إطار نظام بيئي وصحي متكامل، مثل الفنادق الفاخرة، ومراكز الاستشفاء الشهيرة من مستشفيات متخصصة، ومنتجعات، ومصحات طبية توفر لنزلائها أرقى مستويات الخدمة في مختلف المجالات. كل ذلك ينصهر في منظومة من السلوك الحضاري في التعامل مع الزائرين على اختلاف فئاتهم ومستوياتهم بصورة أقرب إلى المثالية. وتترك في أعماقهم بصمات تظل في أعماق ذاكرتهم إلى الأبد. كما أن الراحة، والمتعة، والهدوء، والاسترخاء في هذا البلد الساحر تكفلها طبيعته الخلابة، وشبكة مواصلات بنيت على أعلى مستوى، بربطها قرى سويسرا ببعضها بالدول الأوروبية المجاورة، محققة ترفًا جميلاً ومتعة لا توازيها متعة.
لوزان.. مقصد الشعراء
إذا كانت الوجهة الأولى إلى مدينة لوزان الشهيرة، تلك المدينة التي أضحت مقصد الشعراء والفنانين، فإن الذي يميزها موقعها الرائع على بحيرة جنيف الشهيرة لتكون منتجعًا سياحيًا من الطراز الأول تعج بالنشاط والحركة والهدوء وطبيعة خيالية خلابة. ومن يرغب في الاستجمام أو الاستشفاء، فإنه سيجد فيها ضالته. بالرغم من صغر مساحة مدينة لوزان، إلا أنها تقع بين المعالم السياحة الشهيرة، والعيش في هذه المدينة متعة لا تضاهيها متعة، فتجد من حولك يغمرك بالألفة والمحبة، حتى إنك لتشعر بأنك وسط أهلك وأسرتك.
رغم أنها المدينة الأصغر من بين المدن السويسرية، إلا أن لوزان قد تفوق شهرتها مدينة جنيف التي تبعد عنها بمسافة 50 كيلومترًا، ويمر بها القطار الفرنسي السريع الذي يربط بين باريس ومدينة ميلانو الإيطالية، ما يجعلها أحد أهم المراكز الرئيسة على شبكة الطرق السريعة في سويسرا كلها. كما أنها الأقرب لأشهر المعالم السياحية مثل: مدينة مونترو، وقلعة شيون، ومنتجعات زرمات وساس في ومدينة لوسيرن، والمنتجع الفرنسي الشهير شامونيز، بالإضافة إلى القرب من مدينة إفيان منبع الماء الطبيعي العالمي في فرنسا، التي لا تبعد سوى ساعة واحدة من بحيرة جنيف، بالإضافة إلى أنها تحتضن مقر اللجنة الأولمبية الدولية منذ عام 1915.
تشتهر لوزان عاصمة مقاطعة «فود» بموقعها المتميز في أحضان الطبيعة الخلابة على مشارف بحيرة جنيف، وتضم العديد من المعالم الثقافية، والفنية، والتاريخية، والسياحية، بالإضافة إلى شهرتها العالمية في مجال الاستشفاء، من خلال الخدمات الطبية والعلاجية المتنوعة المتوافرة فيها. يتمتع الزائرون للمدينة، والذين يدفعون ضريبة الإقامة بالاستخدام المجاني لجميع وسائل المواصلات، من خلال بطاقة لوزان للمواصلات التي يحصل عليها الزائر حال وصوله محل إقامته، بالإضافة إلى الخدمات المتعددة التي يوفرها له مكتب السياحة بالمدينة، ومن بينها دليل مختصر يتضمن معلومات وافية عن المدينة التي تضم مسجدًا أنشئ حديثًا بالقرب من محطة القطار.
تشتهر لوزان بفنادقها العديدة ذات النجوم المتعددة، بالإضافة إلى الأسواق، والمتاجر، والمطاعم، والمقاهي، والبوتيكات، التي تواكب مختلف الأذواق للجنسيات كافة، إلى جانب احتضانها كاتدرائية نوتردام الشهيرة التي شيدت في القرن الثالث عشر الميلادي، وكذلك قلعة أوشي على شاطئ البحيرة. يوجد في لوزان عدد من دور السينما، والمسارح، ودور الأوبرا، والمكتبات العامة والخاصة، وكذلك معهد البولي تكنيك الفيدرالي والمعهد الدولي لإدارة الأعمال ومدرسة، ومركز لوزان للفنادق. كما يتمتع أهلها بإتقان أجمل فنون الضيافة السويسرية الأصيلة التي يمكن أن تشعر بها وأنت بين أحضان هذه المدينة العريقة.

فيفي مونترو.. الريفييرا السويسرية
الوجهة الجديدة مدينة صيفية ريفية، تستحق أن يطلق عليها «مدينة الراحة والاستجمام»، إذا رغبت أن تحظى بأوقات مميزة في حياتك اتجه إلى مدينة فيفي مونتر.
تعد منطقة مونترو فيفي بمنزلة الريفيرا بالنسبة لسويسرا، وهي ملتقى رجال المال والأعمال، وتحتوي على مركز متميز للمؤتمرات، يضم قاعة تبلغ سعتها 1800 شخص، بالإضافة إلى مركز القصر للمؤتمرات، إذ تتمتع المدينة ببنية تحتية تشمل أحدث تقنيات العصر لاستقبال المؤتمرات والمنتديات والمعارض. كما يمكنك أن تسكن لفترة في هذه المدينة الرائعة، وأن تستمتع بالجو والموقع. فهي تحرك برونقها خيال الشعراء، وذلك لهدوئها وخلوها من الضوضاء والصخب. لا يمكنك أن تقوم بعمل مرهق في هذه المدينة الساحرة بهدوئها. دع همومك ومشكلاتك، وعش يومًا من السعادة، واسترخِ، وتخير بين الاستجمام والمناظر الطبيعية.
في قلب مدينة فيفي القديمة، وحول ساحة السوق الشهيرة تنتشر المحال التجارية لبيع أشهر العلامات التجارية العالمية من ساعات، ومجوهرات، وملابس، وهدايا. كما تنتشر الحدائق التي تتوافر بها كل مظاهر الترفيه للعائلات مثل: حديقة «المغامرة» الشهيرة، التي تكثر بها المسارات والمتاهات بين الأشجار، وحديقة البخار للقطارات الصغيرة، وحديقة الماء للمزالق والألعاب المائية المتنوعة، بالإضافة إلى حديقة الحيوانات، وحديقة النباتات، التي تشتمل على الكثير من أنواع الزهور والنباتات الألبية.
يمكن للسائح التنقل من مدينة فيفي إلى قمم الجبال بالقطارات السلكية «التليفريك». كما يمكن الاستمتاع بالرحلات البحرية على متن القوارب الشراعية واليخوت في بحيرة ليمان، بالإضافة إلى الاستمتاع بالمناظر الخلابة في رحلة بالباص الذهبي، وهو أول قطار بانورامي في العالم مزود بعربات حديثة تتيح الرؤية الشاملة في مختلف الاتجاهات. أو بحافلات للنقل الجماعي تمر عبر المزارع والمراعي والغابات.
تتوافر في المنطقة الأنشطة الرياضية المتنوعة التي تمارس في الهواء الطلق أو الصالات المغلقة مثل: الطيران الشراعي، والسباحة، والتزلج على الجليد، والغولف، والكرة الطائرة، وغيرها.

تحتضن فيفي أرقى الفنادق ومنها:
• فندق جراند دي لاك Grand Hotel Du Lac الذي يمتاز بإطلالة على بحيرة جنيف، بالإضافة إلى تصميمه القديم، رغم ما طرأ عليه من تجديدات، ويقع بين منطقتي فيفي ومونترو، ويضم قاعة على الطراز العربي. كما توجد إشارات اتجاه القبلة للنزلاء من المسلمين.

• فندق لومونترو بالاس فيرمونت Fairmont، يعد من أشهر الفنادق وأجملها. ويتميز بالأصالة التي تجمع بين التقاليد والأناقة. لقد تم بناؤه عام 1906، وهو ينتمي إلى مجموعة فنادق ومنتجعات فيرمونت، ويتمتع بعضوية Leading Hotels Of The World. يقع الفندق في شارع جراند على بحيرة جنيف، ويبعد ساعة واحدة عن مطار جنيف الدولي، وعلى بعد دقيقتين فقط من محطة مونترو للقطارات.