مع أول رحلة للخطوط الجوية العربية السعودية إلى جمهورية الصين في 26 مارس 2011، بدأت «السعودية» مرحلة جديدة في تطوير شبكة رحلاتها الدولية من منظور اقتصادي واستراتيجي، لتفتح آفاقًا جديدة، وتمد جسورًا قوية بين اقتصاد سعودي يتطور بخطى واسعة وعملاق اقتصادي يعزز موقعه في المركز الثاني على مستوى العالم ويطمح إلى المزيد.
ولقد تأكد من خلال فعاليات الاحتفال بتدشين هذا الخط الجديد أن هذه الخطوة الرائدة قد جاءت في وقتها تمامًا، حيث أشار سعادة نائب مدير عام الخطوط السعودية، في كلمته التي ألقاها بالإنابة عن معالي المدير العام، إلى التطلع للتشغيل إلى محطات أخرى في جمهورية الصين. كما عبَّر سعادة سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية الصين والمسؤولون من الجانب الصيني عن سعادتهم البالغة بهذا التواصل بين أعرق الحضارات في الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا، ذلك لأن خدمات النقل الجوي لا تقتصر على الخدمات الاقتصادية الآنية فقط، وإنما تمتد إلى تعزيز العلاقات الثقافية والتعريف بين الشعوب في عالم أصبح بمنزلة قرية صغيرة تلاشت فيها المسافات بدرجة تفوق كل خيال.
ولقد حرصت الخطوط السعودية، بتوجيه من معالي المدير العام، على تحقيق الاستفادة القصوى من طائرات الأسطول الجديد في التطوير المستمر لشبكة الرحلات على القطاعات الداخلية، وزيادة الرحلات بين المدن الرئيسة الثلاث ومختلف مناطق المملكة، وكذلك زيادة الرحلات الدولية على القطاعات التي تشهد كثافة في الحركة مع التشغيل إلى محطات جديدة بناء على نتائج دراسات الجدوى الاقتصادية وبصورة تتواكب مع استلام «السعودية» للمزيد من الطائرات الجديدة.
وختامًا، لم يكن التشغيل إلى جوانزو بجمهورية الصين إنجازًا تشغيليًا وحسب، بل خطوة تنطوي على معان كثيرة ودلالات أكبر تؤكد جميعها أن مؤسستنا الوطنية العالمية، من خلال التخطيط الاستراتيجي، وتعزيز موقعها في التحالف العالمي «سكاي تيم»، تنطلق برؤية واضحة وبثقة لا حدود لها لمواجهة التحديات، وتعزيز مكانتها كشركة طيران عالمية رائدة توفر خدماتها للمسافرين الكرام في أي مكان من العالم.
والله ولي التوفيق،، |