قطار المشاعر
 خطوة متقدمة في
نقل الحجاج
اكتمال قطار المشاعر 100 % وبدء تشغيل نظام التحكم عن بعد.

 مكة المكرمة: محمد رابع سليمان
 

يعد مشروع القطار السريع «قطار المشاعر» في مكة المكرمة مرحلة مفصلية في تاريخ خدمات النقل في المشاعر المقدسة. فقد شرعت المملكة في تنفيذ «قطار المشاعر» في شهر محرم 1430هـ يناير 2009م في «عرفة ومزدلفة ومنى» ليكون وسيلة فاعلة مرادفة مكملة للنقل الترددي بالحافلات المستفاد منها حاليًا بالمشاعر في مرحلتها الثانية، و قد أنجز 35% من مشروع القطار في حج 1431هـ حسب الخطة التنفيذية للمشروع، وذلك من جنوب شرق عرفات حيث يسكن معظم حجاج الداخل وحجاج البر والخليج.

بدأ تنفيذ مرحلة التطوير لمشروع قطار المشاعر بعد اكتمال الأعمال الميدانية ومحطات التوقف بنسبة 100%. والنظام الجديد الذي يعد ضمن مرحلة التطوير التي ستكون مستمرة على مدار الوقت هو التحكم عن بعد التي سيتم تطبيقها بدءًا من موسم الحج القادم.

بدأ تنفيذ مرحلة التطوير لمشروع قطار المشاعر بعد اكتمال الأعمال الميدانية ومحطات التوقف بنسبة 100%. والنظام الجديد الذي يعد ضمن مرحلة التطوير التي ستكون مستمرة على مدار الوقت هو التحكم عن بعد التي سيتم تطبيقها بدءًا من موسم الحج القادم.

ويعد القطار السريع المرتفع عن الأرض وسيلة فعالة مرادفة أو مكملة للنقل الترددي بالحافلات. ومن خلال المشروع الجاري تنفيذه حاليًا جنوب المشاعر يتأكد أن القطار السريع هو الأجدى، وربما الوسيلة الوحيدة لمواجهة تزايد الحجاج في المستقبل.

تحديد المشكلة

يصعب نقل أكثر من 3 ملايين حاج عبر الوسائل التقليدية «أكثر من 70 ألف حافلة ومركبة» في وقت محدود للغاية، ولم تعد تتسع لها كل الطرق «مع ضيق عرض الممر بين عرفات، مزدلفة، منى»، وضيق الوقت المتاح للنقل ضمن الحدود الزمنية الشرعية وقضية نقل غير مسبوقة. ورغم الجهود المتواصلة لم يعد من الممكن الحل بالوسائل التقليدية مع تزايد الأعداد ومواكبة المشروعات التطويرية في المشاعر والمسجد الحرام والمنطقة المركزية تستدعي استعمال وسيلة نقل غير عادية. ويعطي القطار السريع «المترو» بناءً على تجارب عالمية وعودًا كبيرة في حل مشكلة النقل في المشاعر والمملكة عمومًا وربطها بالدول المجاورة مستقبلاً.

القطار السريع يتفوق على الحافلات 

تبلغ سعة القطار السريع «من60 إلى 80» ألف شخص/ساعة للخط الواحد، بينما للحافلات «10» آلاف شخص/ساعة للخط الواحد. وستكون هناك خمسة خطوط من القطارات من منى إلى عرفات، ومن عرفات إلى مزدلفة ومنى، ومستقبلاً إلى الحرم لحل مشكلة النقل من المشاعر وإليها. وجاء اختيار القطار السريع في المشاعر «كأفضلية» بناء على ثبوت جدواه عالميًا، وعلى قدرته على نقل كتل من البشر في زمن قياسي، إضافة إلى ميزات أخرى تتمثل في قلة المساحة المطلوبة لنقل الشخص الواحد مقارنة بالوسائل الأخرى، ما يساعد على خفض المساحة المطلوبة للقطار، ومن ثم خفض كامل المساحات المطلوبة للنقل بين المشاعر، وتوفير مساحات حرة خالية من التقاطعات باستخدام مسارات مرتفعة أو أنفاق. كما يوفر القطار المرتفع أو داخل النفق الشوارع للمشاة والطوارئ والخدمات.

الخط الجنوبي

بدأ تنفيذ مشروع قطار المشاعر في المحرم 1430هـ يناير 2009م بعد دراسات الإدارة المركزية للمشروعات التطويرية التي أظهرت أن إدخال القطار السريع بالمشاعر يعد بنجاحات كبيرة. ورأى المسؤولون أن يُبدأ بتنفيذ الخط الجنوبي لعدة أسباب من أهمها :أن الخطوط الترددية تعمل في شمال المشاعر، وأن معظم السيارات المشاركة في الحج هي لحجاج الداخل وحجاج البر والخليج ولا تقل عن «35» ألف مركبة.

ومن خلال تقويم عمل الخط الجنوبي وأدائه خلال سنتين أو ثلاث يمكن المضي قدمًا ببناء خط أو أكثر لتتكامل المنظومة مع الحافلات الترددية أو بدونها. ومن فوائد الخط الجنوبي أنه يمكن من تحويل سيارات حجاج الداخل وحجاج البر والخليج إلى مواقف قريبة من محطات القطار. ويستخدم الحجاج القطار في رحلة الحج بكاملها ثم يعودون لأخذ مركباتهم من المواقف قرب المحطات.

ويبدأ الخط التجريبي من جنوب شرق عرفات حيث يسكن معظم حجاج الداخل وحجاج البر والخليج. ويتم نقل الحجاج من عرفات من خلال ثلاث محطات لتقليل مسافة المشي على الحجاج بحيث «لا تزيد على 300 مترًا». ويمر القطار بثلاث محطات في مزدلفة، ثم أول مشعر منى ووسطه، وتكون المحطة الأخيرة عند الدور الرابع «المستوى الخامس» بمنشأة الجمرات الحديثة.

ولقد أخذت الاحتياطات التخطيطية والتصميمية في الحسبان، لذا جاء القطار السريع مرتفعًا عن الأرض ويرتكز مساره على أعمدة أحادية في وسط الشارع، ولا تزيد مسافة المشي من المخيم إلى المحطة على 300م، مع إمكانية استعمال عربات كهربائية في مواقف السيارات للمرضى وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.

ويتفادى المسار أي تأثير في مخيمات منى، ويخدم المسار نقل الحجاج إلى الدور الرابع من منشأة الجمرات الحديثة، ويخفف العبء على الدور الأرضي، ومراعاة عدم تكدس الحجاج في المحطات بالتفويج المنضبط «منطقتا انتظار في كل محطة تتسع كل واحد ة منها لـ3000 حاج»، ومراعاة طوبوغرافية الأرض لتقليل الارتفاعات والانخفاضات على المسار. وتمت مراعاة الناحية الاقتصادية في تكاليف الإنشاء والتشغيل والصيانة، والاستفادة من الخط طوال العام بتحويل السيارات القادمة من الرياض والطائف وجدة إلى مواقف محطات القطار، ويستعمل القطار للوصول إلى الحرم والمنطقة المركزية بترددية بالحافلات وبالقطار مستقبلاً لتخفيف الضغط عن المنطقة المركزية.

انسيابية في التفويج

وروعي في التصميم أن تكون المحطات مرتفعة، أيضًا، عن الأرض، وتخدم بسلالم عادية ومتحركة ومصاعد معدة بشكل يساعد على تفويج الحجاج على دفعات.

ويبلغ عدد العربات في كل قطار 12 عربة، وطول الواحدة 23مترًا، وطول القطار 12 × 23 = 276مترًا، وعرض العربة 3 أمتار، وعدد الأبواب 5 أبواب من كل جانب، وعرض الباب 2م. أما سعة العربة فـ250 راكبًا كحد أدنى، ويمكن زيادتها إلى 300 راكب، والسرعة 120 كم/ساعة، وزمن التقاطر من دقيقتين إلى 3 دقائق، ويمكن أن يقل إلى دقيقة ونصف. ويتوقف ذلك على زمن الإنزال والإركاب وسرعة حركة الركاب.

واشترط في العقد أن تكون الأجزاء المهمة والحرجة في القطارات مثل المحرك والقير (Gear box)والكوابح والإشارات صناعة أمريكية أو أوروبية أو كندية الصنع لضمان جودتها وديمومتها. وتبلغ الطاقة الاستيعابية والطاقة الاستيعابية الدنيا المتوقعة عندما يكون زمن التقاطر ثلاث دقائق والزمن المتاح «6» ساعات= «20 قطارًا في الساعة × 12عربة ×250حاجًا × 6ساعات = 360 ألف حاج». وتبلغ الطاقة الاستيعابية القصوى المتوقعة عندما يكون زمن التقاطر دقيقتين والزمن المتاح «6» ساعات =«30قطارًا في الساعة × 12عربة × 250حاجًا × 6ساعات = 540 ألف حاج».

والطاقة الاستيعابية القصوى المتوقعة عندما يكون زمن التقاطر دقيقتين والزمن المتاح «8» ساعات = «30قطارًا في الساعة ×12عربة × 250حاجًا × 8 ساعات = 720 ألف حاج». وكلما تسارعت حركة الحجاج في الصعود والنزول وضبط التفويج أمكن نقل ما يقرب من مليون حاج في الخط الواحد في عشر ساعات. وفي الخطوط الخمسة يمكن نقل «5» ملايين حاج إن شاء الله.

وباستعمال قطارات ذات مستويين في بعض الخطوط كما اقترحتها بعض الشركات الاستشارية العالمية وغيرها مع محطات ذات مستوين وزيادة نسبة المشاة وعددهم عن طريق توفير مزيد من الراحة والسلامة لهم يمكن أن نصل إلى العدد المتوقع للحجاج «7» ملايين إلى «10» ملايين حاج في نهاية هذا القرن إن شاء الله. ومن المتوقع أن يكون الخط المستقبلي الثاني بعد الخط الجنوبي هو الخط الذي يخدم وسط منى «حجاج الدول العربية وإفريقيا» على وجه الخصوص، والذي لم يخدم بترددية حتى الآن. ومن ثم يتم الانتقال إلى الخط الشمالي «3» الذي تخدمه الترددية الأولى. ويكون خط القطار الأخير هو مكان الترددية الثالثة بعد أن تكون قد عادت عوائدها وأدت خدماتها بإذن الله.

الجدوى الاقتصادية

عندما يتم ربط قطار المشاعر بالحرم الشريف ومحطة النقل الرئيسة التي تربط الحرم بقطار مكة جدة المدينة المنورة السريع ومطار جدة، ويصبح في الإمكان مستقبلاً ربطه بشبكة الخطوط الحديدية المزمع إنشاؤها لربط أرجاء مكة المكرمة والمملكة تصبح جدوى هذا الخط «اقتصاديًا وخدماتيًا» واضحة. وتجرى دراسة جدوى لامتداد القطار من الجمرات إلى الحرم والمحطة الرئيسة لقطار الحرمين بمكة المكرمة. كما تجرى دراسة أخرى لامتداد المشروع إلى محطة قريبة بالحرم ومنها إلى محطة القطار السريع إلى جدة والمدينة المنورة.

ويحل مشروع القطار مشكلة تأخر وصول الحجاج إلى المشاعر في الأوقات المحددة شرعًا، ويغنيهم عن البقاء في الحافلات ساعات طويلة قد تصل في بعض المواسم إلى عشرين ساعة. وتشير التوقعات إلى أن إنشاء 5 خطوط مستقبلية للقطارات السريعة ستكون بإذن الله هي وسيلة النقل المستقبلية الواعدة لهذا القرن وربما القرون القادمة، وتؤمن للحجاج بإذن الله حجًا سهلاً ميسرًا. ومن الحسابات والافتراضات الأولية هناك جدوى اقتصادية للقطارات السريعة، وخصوصًا إذا أدخلنا في الحساب نظافة البيئة والراحة والسلامة، وإحلال القطارات محل الحافلات لنقل كل الحجاج.

.