الخطوط السعودية الناقل الرسمي لسوق عكاظ
![]() |
||||||||
![]()
|
||||||||
سوق عكاظ
التاريـخي..
جغرافية مكان ضد النسيان
جدة: اهلاً وسهلا الخطوط السعودية الناقل الرسمي لسوق عكاظ منذ قديم الزمان ظلت العلاقة بين الإنسان والأرض محكومة، في غالب الأحوال، بالعديد من الوشائج المختلفة، تتصدرها المنفعة التي تحقق للإنسان توفير حياة كريمة إن لم تكن هانئة تمامًا لكنها تغطي الحد الأدنى من المتطلبات الضرورية. وقد تكون مساحة الأرض كجغرافية ذات خيرات وفيرة الخير من مياه وخضرة ومناخ بما يجعل منها جنة في الأرض، وقد تكون بلقعًا وصحراء جرداء لا تملك من مقومات الحياة إلا بعض المظاهر التي هي أقرب للموت منها إلى الحياة. بين هذين النموذجين نماذج أخرى تتدرج وتتفاوت فيها مظاهر العناصر الضرورية لبقاء الإنسان. ولئن تغنّى الإنسان وصدح بالنموذج الأول، وحقّ له ذلك بما يوفره له، فإن النموذج الآخر لا يعدم كذلك مادحًا، وعلى هذا فمن الراجح القول إن علاقة الإنسان بالأرض تتداخل فيها عوامل شتى، تبقى المنفعة أحد هذه العوامل، لكنها ليست كل شيء. والثابت، أيضًا، أن أي بقعة من الأرض يرتفع ذكرها لسببين يعودان في مرجعهما إلى الجغرافية والتاريخ، فربما علا ذكر الأرض بسبب مناخها، أو لسهولة تضاريسها أو وعورتها، أو لأي سبب من أسباب الطبيعة الواصفة لها، وهذا النوع من علو الذكر يبقى رهنًا بمستجدات المناخ والطبيعة في المنطقة، التي قد تبقى على ما هي عليه، أو قد تعروها عوامل الزمن المختلفة فتغيِّر من وجهها الذي عهدت به. وفي المقابل قد يعلو ذكر البقعة من الأرض بسبب حادث تاريخي محدد، وهنا يكون الصيت بقدر موقع هذا الحادث من التاريخ، وعلى هذا فإن السمعة التي تلتصق بأي موقع بسبب العامل التاريخي أكثر وقعًا، وأشد التصاقًا في ذاكرة الناس مقارنة بالصيت الجغرافي. ضد النسيان لئن كانت معظم الأسواق القديمة قد ذهبت واندثرت وصارت نسيًا منسيًا، لكونها لم ترتبط في ذاكرة الناس بغير المنفعة العاجلة، والبيع والشراء المعقود بزمنه، فإن «سوق عكاظ» قد تجاوز الزمان، وخلد في التاريخ بأمر لا علاقة للبيوع به، ولا للبضائع المعروضة فيه نصيب، وإنما لأمر تفرد به عن غيره، فقد كان السوق مسرحًا مفتوحًا للخطابة، ومنبرًا مشرعًا في باحة الأرض للشعر الصدّاح، والمنافحات المفحمة.. وبالجملة كان ناديًا أدبيًا في الفضاء المسرّح بلا حدود. ولا نبعد بهذا القول بعيدًا أو نرمي بتخرص فيه، فاسم هذا السوق له من الاشتقاقات ما يرده إلى المعاكظة، وهي في أصولها عائدة إلى المحاجة طلبًا للغلبة بالمفاخرة والتي كانت إحدى سمات هذا السوق، وكذلك سمي به لأن العرب كانت تجتمع فيه كل سنة، في عكاظ بعضهم بعضًا بالمفاخرة والتناشد والمدح والذم والرثاء. كما كانت تعقد فيه المصالحات بين القبائل المتناحرة، وتحكم فيه أجمل القصائد المرشحة لتعليقها على جدران الكعبة المشرفة بمكة المكرمة. وثمة من يرد الاسم إلى نخل صلبا والأخيضر في واد بينه وبين الطائف ليلة، وبينه وبين مكة ثلاث ليال، وبه كانت تقام سوق العرب بموضع يقال له الأثيداء، ومهما عادت نسبة الاسم إلى أي من هذه المرجعيات فإن موقعه مما لا خلاف عليه، فالراجح أنه يقع في الجهة الشمالية الشرقية من محافظة الطائف، ويبعد عن مدينة الطائف حوالي 40 كلم. كما تحده من الشرق: العبل الأبيض والحلا ووقير الأسفل، ومن الشمال وقير الأعلى وجبل الخلص، ومن الغرب الحريرة وجبل الصالح، ومن الجنوب ملتقى وادي شرب بوادي الأخيضر وقصر مروان. وتقدر مساحته بحوالي 10.572.800م2. تسكن منطقة عكاظ العديد من القبائل العربية المشهورة في جزيرة العرب. أقدم مركز ثقافي في الجزيرة العربية لقد كان سوق عكاظ أعظم أسواق العرب وأقدم المراكز الثقافية في جزيرة العرب، وكان يقوم في سهل منبسط بين مكة والطائف. ويعد أحد الروافد التجارية والاجتماعية والثقافية والأدبية والمهنية في العهد القديم. وكان مكانًا لتجمع فطاحلة العرب في الشعر والأدب وأمراء القبائل وسادة القوم والتجار، وكانت تعرض فيه المساجلات الشعرية والمحاورة، ما أثرى الساحة الثقافية آنذاك علاوة على اجتماع أهل المهن والحرف التي اشتهر بها العرب، فكان السوق مكانًا للتبادل التجاري والثقافي وساحة للمعرفة خلال العهد الإسلامي والأموي إلى نهاية عام 129 من الهجرة. إحياء وتطوير لقد مضى على هذا السوق زمن غلب فيه النسيان على الذكر، ولم يعد للسوق ذكر إلا في القصائد العابرات والمقالات التي تستدعي التاريخ، حتى كان عام 1408هـ حيث أعيد إحياء سوق عكاظ بإقامة ندوة عن سوق عكاظ على شرف سمو نائب أمير منطقة مكة المكرمة، وبحضور محافظ الطائف، بعد ألف وثلاث مئة سنة من التوقف، وتم افتتاحه عام 1428هـ برعاية خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، الذي أناب عنه سمو أمير منطقة مكة المكرمة، صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، وبحضور محافظ الطائف فهد بن عبدالعزيز بن معمر. وقد وضعت محافظة الطائف خطة عامة لافتتاح سوق عكاظ في دورتيه الثانية والثالثة لصيف عام 1430هـ وركزت بموجبها على الفعاليات الثقافية والأدبية والفنية بموروثاتها الشعبية والمهنية، ونفذت جادة سوق عكاظ بطول كيلو متر وعرض مئة متر، ومعارض ومنشآت أخرى للخدمات العامة. وقد أعد السوق بحيث يمكن الوصول إليه مباشرة من طرق عدة، منها طريق الرياض الطائف، كوبري الدفاع الجوي طريق قرى عدوان فسوق عكاظ، وطريق مكة الطائف عن طريق السيل فسوق عكاظ، وطريق مكة الطائف عن طريق عقبة الهدا فسوق عكاظ، وطريق الباحة الطائف عن طريق الحوية فسوق عكاظ، وجوًّا عن طريق مطار الطائف فسوق عكاظ. فعاليات العام الحالي تبدأ فعاليات سوق عكاظ في 22 شوال 1432هـ وتستمر لمدة أسبوعين ومن المنتظر أن تتنوع نشاطات المهرجان، إذ يحتضن 14 معرضًا في «الجادة» بمشاركة 230 من الحرفيين والحرفيات والأسر المنتجة والمزارعين، ويأتي هذا التطور في سياق الرؤية الكلية للأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، والتي تتمثل في ألا يكون سوق عكاظ مهرجانًا تراثيًا وشعريًا وإبداعيًا فقط، بل ليتحول إلى لبنة أساسية في تنفيذ الخطة العشرية الاستراتيجية لتطوير مكة المكرمة وإنسانها في زمانه ومكانه ومجتمعه. السعودية ودورها في خدمة المجتمع في إطار دورها المتنامي في رعاية المناسبات والفعاليات الثقافية والاجتماعية والرياضية والاقتصادية وغيرها، قامت الخطوط السعودية برعاية هذه الفعاليات الثقافية الهامة باعتبارها الناقل الرسمي لضبوف المهرجان.
|
||||||||
|
||||||||
![]() |
![]() |
![]() |