القاهرة: إيمان عزام
من الخطأ أن يعتمد الكبير على جهل أطفاله بالتقنية، ويضع هذه الأجهزة بين أيديهم ثقة منه بأنه ليس بإمكانهم تجاوز الشاشة الرئيسة والبرامج المحملة على الجهاز.
ما نراه حولنا شيء مذهل: حينما يرى طفل جهاز آيفون مع أحد ما يطلب منه أن يلعب به قليلاً، ثم تجد الطفل وقد انغمس في هذا الجهاز، يتفاعل معه بكل أحاسيسه ومشاعره.
هذا المشهد يؤكد لنا بالفعل أن شركة أبل Apple قد نجحت من جهة بشكل مبهر في صناعة نظام تشغيل سهل جدًا لدرجة أن الأطفال قادرون على التعامل معه بكل سلاسة، ونجحت من جهة أخرى في صناعة بيئة شديدة الجاذبية للأطفال، وهذا الكلام ينطبق على جهاز الآيفون iPhone، والآيبود تتش iPod Touch، والآيباد iPad.
أسمع الكثير من القصص من الناس أن أبناءهم أصبحوا يفضلون اللعب بالآيباد على العديد من أجهزة اللعب الشهيرة مثل البلايستيشن والإكس بوكس والوي حتى جهاز الحاسوب، وكيف أنه لو ترك لهم المجال لهجروا هذه الأجهزة الأخرى تمامًا.
هذه المعلومة أصبح الناس يتناقلونها في الأغلب لحماسهم باكتشاف جهاز جديد ومبهر يمكن أن يقدموه للأطفال، إما بالسماح لهم باللعب بأجهزة الكبار، أو حتى بشرائه لهم هدايا نجاح مثلاً، وأصبح أحيانًا مدعاة للفخر بأن ابن العائلة لديه آيباد يقضي أغلب وقته معه.
ولكن، هل من المناسب أن ندع أطفالنا يلعبون بهذه الأجهزة بمطلق حريتهم؟.. هل الآيباد آمن تمامًا على أطفالنا حتى ندعهم يلعبون به لساعات دون أي رقابة؟ لدي قناعة تامة بأن الآيباد جهاز تعليمي رائع للأطفال، تفاعلي، يساهم كثيرًا في تطوير ذكاء الطفل وقدراته، ولكن ما لا يدركه الكثيرون هو أن هذا الجهاز نافذة مفتوحة على العالم، يضع أمام الطفل ما لا يمكن تخيله من برامج ومواد ترفيهية من أقصى الشرق لأقصى الغرب، من برامج تعليمية وألعاب ومعلومات ومواد عرض، منها ما يمكن للأطفال عرضه، والكثير منها ما هو مخصص للكبار فقط، كما يتيح له الاتصال بملايين المستخدمين المجهولين في العالم، ما قد يجعل الطفل عرضة للتحرش، والكثير من الأهالي، خصوصًا أنهم في عالمنا العربي لا يدركون ذلك.
ومما نلاحظه على مجتمعاتنا أن الأطفال في الأغلب يعيشون مع التقنية أكثر من الكبار، وأن الأطفال يعرفون خبايا الأجهزة وطرق التعامل مع أنظمة التشغيل المختلفة والتغلغل في مكتبات البرامج والمحتوى أكثر من الكبار، وهذا يعني أنه من الخطأ أن يعتمد الكبير على جهل أطفاله بالتقنية ويضع هذه الأجهزة بين أيديهم ثقة منه بأنه ليس بإمكانهم تجاوز الشاشة الرئيسة والبرامج المحملة على الجهاز، فكم سمعنا من أشخاص عن دهشتهم لوجود برامج كثيرة جديدة محملة على أجهزتهم بعد أن أعطوها لأطفال لبعض الوقت، أو صفحات إنترنت مفتوحة، أو لقطات فيديو جديدة تم عرضها على أجهزتهم.
ومن القناعات الخاطئة أن المحتوى السيئ الذي لا نريد لأطفالنا الاطلاع عليه يحتاج إلى أطفال «أشرار» لديهم الرغبة في البحث عن هذا المحتوى غير المقبول ليعثروا عليه، وبالتالي يعتمد بعضهم على براءة أبنائهم وصغر سنهم وعدم إدراكهم، ولكن الذي لا يعرفه هؤلاء أن المحتوى السيئ يظهر أمام الأطفال بشكل تلقائي ودون الحاجة إلى البحث عنه.
ماذا يمكن أن يجد أطفالنا في جهاز الآيباد؟
بمجرد أن يذهب الطفل إلى قسم التطبيقات، أو متجر البرامج، فإن عالمًا كاملاً سيفتح أبوابه له، بخيره وشره، حيث إن تسلسل ظهور البرامج للمتصفح يكون إما بحسب شعبيتها عالميًا، أو حسب تاريخ إنتاجها، أو بالترتيب الأبجدي، وهذا ما يجعل البرامج تتدفق أمامه دون أي قيود أخلاقية.
سنذكر لكم هنا مجموعة من البرامج والألعاب التي ظهرت لنا بالتصفح العادي لمكتبة البرامج، وليست بالبحث المباشر عنها.. وما نورده هنا هو مجرد نماذج بسيطة، حيث إن مكتبة البرامج لدى شركة أبل تحوي كمًا هائلاً من البرامج المخصصة للكبار فقط. والجدير بالذكر هنا أن صفحة كل برنامج تعرض معلومات أساسية عنه مثل الشركة المنتجة وما إلى ذلك، إضافة إلى التصنيف العمري للبرنامج وأسباب ذلك، وهذا ما سنذكره هنا مع كل برنامج لبيان ماهيته.
في الصفحة الرئيسة للبرامج وجدنا برنامجًا يدعى Zynga Poker. بحسب بيانات هذا البرنامج فهو مخصص لمن هو فوق 12 عامًا لاحتواء البرنامج على ذكر للمشروبات الكحولية والتدخين والقمار، كما وجدنا لعبة BackStab والمخصصة لعمر 12 عامًا فأعلى، لاحتواء اللعبة على ذكر للكحول، والتدخين والمخدرات، وللعنف الذي تحتويه.
وحينما ذهبنا إلى الصفحة الرئيسة لقسم الألعاب وجدنا لعبة تدعى Elemental Wars، هذه اللعبة مخصصة لعمر 12 سنة فأعلى لاحتوائها على مواضيع جنسية.
وحينما تصفحنا البرامج وجدنا ما يلي في الصفحات الأولية: لعبة Sex Differences Puzzle، مخصصة لعمر 12 سنة فما فوق لاحتوائها على مشاهد تعري، لعبة Battlefield: Bad Company ، مخصصة لعمر 12 عامًا فما فوق لاحتوائها على مشاهد عنف، برنامج Drunk Driving Detector، مخصص لعمر 12 عامًا فأعلى لاحتوائه على ذكر للكحول والمخدرات، لعبة Dude Test، مخصصة لعمر 17 عامًا فما فوق، لاحتوائها على مشاهد تعري ومحتوى جنسي، برنامج CeleBRAte، مخصص لعمر 12 عامًا فأعلى لاحتوائه على مشاهد تعري ومحتوى جنسي، برنامج «التشات الذهبي المجاني»، برنامج عربي، مخصص لعمر 12 عامًا فأعلى، بسبب قائمة طويلة من المحاذير منها ذكر الكحول والتعري وغيرهما. وهذا مثال على البرامج التي تتيح لأي شخص مجهول على الإنترنت التواصل مع الطفل مهما كانت أغراضه ودوافعه. برنامج Grinder، وهو برنامج للمواعدة بين المثليين، ومخصص لعمر 17 عامًا فأعلى والسبب واضح، برنامج Manga Fox، مخصص لعمر 12 عامًا فأعلى، لاحتوائه على ذكر للكحول والتدخين والتعري والجنس ومواضيع للكبار. ونلاحظ هنا أن صورة البرنامج هي لرسمة يابانية كرتونية، وهذه تجذب الأطفال لاعتقادهم أن فيه شيئًا مخصصًا لهم، برنامج myDate، برنامج للمواعدة، مخصص لعمر 17 سنة فما فوق، للبالغين فقط.
ومما يزيد من حجم المشكلة هو أن أغلب هذه البرامج محاطة بألعاب وبرامج مخصصة للأطفال تدفع الطفل للاستمرار في عرض صفحات أخرى وأخرى من البرامج مما يعرضه لمزيد من المحتوى الذي لا يناسبه.
ماذا يحدث لو بحث أطفالنا في مكتبة
البرامج باللغة العربية؟
من الطبيعي أن يستخدم أطفالنا اللغة العربية حينما يستخدمون خاصية البحث في مكتبة البرامج، فيكتبون مثلاً «ألعاب» أو «لعبة»، أو «أطفال» ليصلوا مباشرة إلى برامج خاصة بهم، ولكن هذا الطريق ملغوم بالمخاطر.
فمن إخفاقات مكتبة البرامج أنها لا تدعم العربية بشكل جيد، ولذلك فحينما يتم البحث عن أي كلمة عربية تقوم مكتبة البرامج بعرض ما لديها من برامج عربية بشكل عشوائي، أي أنها تعرض ما هب ودب.
حينما بحثنا عن كلمة ألعاب، ظهرت لنا قائمة من النتائج من بينها برنامج «عن الجنس- مجاني» في أول صفحة، وبرامج «كيف توقعها في حبك؟»، و«قصص جنسية بالصور»، و«التشات الذهبي» و«مهارتك الجنسية».
وحينما بحثنا عن كلمة «ضحك» ظهر لنا برنامج «وضعيات الجماع»، وعندما بحثنا عن كلمة «السعودية» ظهرت لنا عدة برامج منها «أفلام ممنوعة من العرض»، «قصص جنسية بالفيديو»، «أخطاء ليلة الدخلة»، وحينما جربنا أن نبحث بكلمة «قرآن» ظهر لنا «أفلام ممنوعة من العرض» و«أفلام للكبار فقط».
يمكنكم أن تجربوا بأنفسكم، وتكتبوا أي كلمة عربية في مكان البحث وشاهدوا ما يظهر لكم من نتائج.
هل هناك «مناطق ملغومة» أخرى؟
نعم، هناك مكتبة الكتب والتي تحوي عددًا ضخما من الكتب الموجهة لكل الأعمار وتتكلم عن شتى الموضوعات، ولكن بما أن اللغة الإنجليزية طاغية عليها فإلى الآن لا تشكل مكتبة الكتب خطرًا حقيقيًا، وهناك أيضًا متصفح النت والذي يفتح الإنترنت بكل ما فيها أمام الأطفال وتنطبق عليها محاذير الإنترنت نفسها عندما نتيح لأبنائنا تصفح الإنترنت على الحاسوب في المنزل.
ولكن أخطر هذه المناطق الملغومة هو اليوتيوب YouTube، حيث إنه يتيح للأطفال تصفح مكتبة ضخمة من المحتوى المرئي. واليوتيوب له القدرة على جذب الأطفال بشكل واضح، لأنه يعتمد على الفيديو الذي يعد جاذبًا قويًا للأطفال. المشكلة في اليوتيوب أصلاً أنه لا يعتمد تصنيفًا واضحًا لمناسبة المحتوى للمراحل العمرية المختلفة، كما أنه يعتمد طريقة تشد الزائر لعرض مقطع تلو الآخر بلا توقف، والخطر هنا أنه يمكن للطفل وبسهولة فائقة عرض محتوى للكبار ومشاهدته بالكامل، والاستمرار في مشاهدة مقاطع مماثلة لفترة طويلة من الوقت. وهناك على اليوتيوب، أيضًا، مكتبة كبيرة من أفلام الكرتون الموجهة للكبار فقط والتي قد يستعرضها الطفل ظنًا منه أنها أفلام كرتون للأطفال.
علينا أن نضع في بالنا دومًا أن الأطفال ينزعون عادة إلى مشاهدة المحتوى المخصص للمراهقين، وأن المراهقين يميلون لمشاهدة ما هو مخصص للكبار.
إذاً ، هل نمنع أطفالنا من استخدام الآيباد؟
كلا، فالمنع أثبت دائمًا أنه غير مجد، فكم من أهالي منعوا أطفالهم من مشاهدة التلفاز مثلاً ليكتشفوا فيما بعد أنهم يشاهدونه عند الجيران أو عند أعمامهم أو أخوالهم، أو يمنعونهم من البلاي ستيشن ليكتشفوا أنهم يلعبون به عند معارفهم، واستخدام الأطفال «المسروق» هذا خارج المنزل لأشياء منعوا منها في المنزل يكون بنهم شديد وغالبًا دون رقابة، ما يجعل الأطفال يقعون في مضار هذه الممنوعات أكثر من استفادتهم منها، في حين أنه لو توافرت هذه الأجهزة في المنزل وسمح للأطفال باستخدامها تحت رقابة الأهل ومتابعتهم، وتم تعليمهم بالتدريج طرق التعامل المثلى معها، عندها سنأمن عليهم أكثر، خصوصًا عندما يكونون خارج المنزل وبعيدًا عن أعين الأهالي.
كما أن الآيباد جهاز تعليمي رائع للأطفال، ويكفي ما يقدمه من إبهار ليجعله وسيلة ممتازة لتنمية مهاراتهم وقدراتهم وجعله وسيطًا لإيصال ما نريده من أفكار وقيم للجيل الجديد، وعلينا أن نستحضر دائمًا أن هدفنا الأسمى في تربية أطفالنا هو الطفل نفسه، بفكره وعقله صحته وأخلاقه، وهو ما يجب أن نركز عليه.
الحل يكمن في «القيود»
يبدو أن شركة أبل Apple قد أدركت منذ البداية أن انفتاح هذا الجهاز على العالم سيخالف الكثير من قوانين التعامل مع الأطفال، ولذلك وفرت خدمة «القيود» أو (Restrictions) في أجهزتها، ليتمكن ال
أهالي من التحكم في الآيباد كما يريدون، ووفقًا لثقافة كل مجتمع وأخلاقياته، خصوصًا أن قوانين التعامل مع الأطفال تختلف من دولة لأخرى، بل إنها تختلف حتى بين الولايات الأمريكية نفسها.
ومن المهم استخدام القيود مع الأطفال إن كان جهاز الآيباد مخصصًا لهم، أو كانوا يقضون معه وقتًا طويلاً بعيدًا عن رقابة الأهل، ولكن إن كان الآيباد أو الأيفون في يد الكبار ويعطونه أبناءهم أحيانًا للعب به لفترات قصيرة بجانبهم ففي هذه الحالة ليست هناك ضرورة لاستخدام القيود ما دام استخدام الطفل للآيباد هنا سيكون تحت نظر ولي أمره.
الاستخدام الأمثل للقيود
يمكننا الوصول للقيود بالدخول على «الإعدادات، Settings»، ثم «عام، General»، لنجد بند «القيود، Restrictions»، والتي نجدها في الأصل معطلة.
حينما ندخل على القيود سنجد صفحة بها الكثير من الأوامر ولكنها معطلة، عدا أول أمر في الأعلى والمتعلق بتفعيل القيود، مكتوب عليه «تمكين القيود، Enable Restrictions». نقوم باختيار تمكين القيود لتظهر لنا نافذة سريعة تطلب منا إدخال كلمة سر للقيود، وعلينا أن ندخلها مرة أخرى للتأكيد. «ملاحظة: كلمة السر هذه تختلف عن كلمة السر الخاصة بفتح الآيباد نفسه لمن يستخدمها».
بعد إتمام عملية إدخال كلمة السر سنجد أن كل خيارات القيود أصبحت متاحة أمامنا.
القيود هنا مكونة عادة من أربع مجموعات بها العديد من البنود، بعض هذه البنود لا يشكل خطرًا حقيقيًا مثل معرفة «الموقع» وتغيير «حسابات» البريد الإلكتروني و«حذف التطبيقات»، وهذه غالبًا لها علاقة برغبة الأهل.
البنود المهمة في صفحة القيود
متصفح الإنترنت Safari:
الإنترنت عالم مفتوح، به الكثير من الخير والشر، واستخدام الأطفال للإنترنت لا بد أن يتم تحت رقابة الأهل، ولذلك يقول المختصون إنه حينما يسمح للطفل باستخدام الإنترنت على جهاز الحاسوب في المنزل فلا بد أن يكون الحاسوب في مكان تكون شاشته ظاهرة للكل، كالصالة مثلاً، بحيث يكون الأهل على اطلاع دائم باستخدام ابنهم للإنترنت. ويحذر المختصون كثيرًا من تخصيص جهاز لابتوب للطفل متصل بالإنترنت، لأن هذا سيفتح له عالم الإنترنت بشكل كامل من غير رقابة.
واستخدام الإنترنت على الآيباد يخضع لنظرية اللابتوب نفسها، فمن الصعب أن يكون الطفل تحت الرقابة الدائمة في أثناء استخدامه للإنترنت على الآيباد. إذًا، فالخيار الأمثل هنا هو تعطيل متصفح الإنترنت.
نلاحظ هنا أنه عند تعطيل متصفح الإنترنت فستختفي أيقونة المتصفح من قائمة البرامج الموجودة على الآيباد، وكأنه قد تم حذف البرنامج، وحين العودة للقيود وتمكين المتصفح سنجد أن أيقونة البرنامج ظهرت مجددًا.
اليوتيوب YouTube:
تكلمنا عن مخاطر اليوتيوب، وكيف أنه يعرض مقاطع الفيديو من غير مراعاة للتصنيف العمري للمستخدم، كما أن جاذبيته الشديدة وطريقة عرضه لمقاطع الفيديو المشابهة قد تجعل الطفل يشاهد مقاطع غير مرغوب فيها، ويستمر في مشاهدة مقاطع مماثلة لساعات دون أن ينتبه الأهل لذلك.. الاستخدام الأمثل هنا قطعًا هو تعطيل اليوتيوب تمامًا.
الكاميرا Camera:
الكاميرا بحد ذاتها لا تشكل خطرًا تربويًا على الأطفال، ولكن الخطر يأتي من استخدام الكاميرا في برامج الاتصال المرئي، الأصل هنا ألا يكون على الآيباد أي برامج للاتصال المرئي، وبالتالي فلا مانع من أن تكون الكاميرا متاحة للأطفال. أما إن كان بعض الأهالي يرغبون في وجود هذه البرامج، لأن الكبار يستخدمون الجهاز أحيانًا.. فالأفضل هنا تعطيل خاصية الكاميرا.
الآيتونز iTunes:
القرار هنا متعلق بنوعية الحساب المستخدم للآيتونز، أغلب المستخدمين في السعودية يستخدمون الواجهة السعودية للآيتونز، وهنا لا أعتقد أن هناك خطرًا يذكر من ترك الآيتونز على حاله، ولكن إن كان الجهاز مربوطًا بالمتجر الأمريكي أو البريطاني، وهو ما يفضله بعضنا لاحتوائه على مزايا أكثر، فإن هذا قد يعرض الطفل لبعض المحتوى غير المرغوب فيه، خصوصًا من البودكاست Podcast.. فالأفضل هنا إغلاق هذه الخاصية.
تثبيت التطبيقات Installing Apps:
هذه الخاصية هي التي ترتبط مباشرة بمتجر البرامج، وهي الخاصية الأكثر استخدامًا عادة، وأيضًا الأكثر خطورة. الخيار هنا بلا شك هو تعطيل هذه الخاصية ليختفي متجر البرامج تمامًا.
كلمة السر للشراء لا يعرفها الطفل: لماذا لا أدع المتجر مفتوحًا لهم؟
بالفعل يرى بعض الأهالي أن يتركوا المتجر مفتوحًا للأطفال، ليتصفحوه كما يشاؤون، ويختار الأطفال البرامج التي يريدونها ثم يطلبون من والدهم أو والدتهم شراءها لهم.
قد يبدو هذا التصرف سليمًا من أول نظرة، ولكن الواقع عكس ذلك، حيث إن ما يحويه المتجر من كلمات ونماذج صور للمحتوى تشكل بحد ذاتها خطورة على الأطفال، ويمكنكم مراجعة المقال السابق لمشاهدة نماذج من المتجر.
يضاف إلى ذلك أن بعض برامج الأطفال العربية منتجة من قبل شركات لها برامج أخرى للكبار، وبالتالي فإن البرامج الأخرى تظهر في صفحة برنامج الأطفال الخاص بهم، فمثلاً عندما نفتح صفحة برنامج «لعبة مغامرات السندباد» للأطفال، نجد في أسفل العمود على اليسار قائمة برامج صغيرة منها برنامج «نكت جنسية»، وحينما فتحنا برنامج «أغاني الأطفال» وجدنا في الصفحة نفسها رابطًا لبرنامج «وضعيات الجماع».
هناك خاصية تحديد عمر المستخدم:
لماذا لا أخصخص المتجر على عمر طفلي وأدع المتجر مفتوحًا؟
حينما يرى بعض الأهالي وجود خاصية تحديد عمر المستخدم في صفحة القيود يشعرون بالارتياح إليها كونها تتيح لهم، نظريًا، فتح المتجر لأطفالهم دون الخوف عليهم.
وأنا شخصيًا أخالفهم الرأي، لسببين.
السبب الأول: هو أن من وضع هذا التصنيف وضعه بناء على القيم الأمريكية، «يوجد مكان لتغيير القيم التي تريد حساب العمر عليها ولكنها كلها غربية ومتقاربة». وقيمنا نحن في مجتمعاتنا العربية تختلف في عدة جوانب عن القيم الأمريكية. فمن الصعب أن نتيح لأطفالنا من هم في عمر 12 عامًا بعض المواد التي لها دلائل جنسية مثلاً.
السبب الآخر وهو الأهم: التصنيف العمري المتبع في مكتبة البرامج غير دقيقة.. بل تحوي مصائب كارثية.
حينما تصفحنا مكتبة البرامج وجدنا العديد من البرامج المخصصة للكبار وقد تم وضع إعداداتها على أنها للصغار، فوجدنا مثلاً برنامج Blow Work، مكتوبًا في وصف البرنامج أنه للكبار فقط، وأنه يحوي صورًا لبنات مثيرات، ومثله برنامج Women Lines، ووجدنا كذلك برامج مواعدة مثل Dating for Facebook، وSpeed Flirt، وبرنامج WebCamXXX وهو برنامج جنسي، يتيح للمستخدم مشاهدة بنات في أوضاع جنسية، وبرنامج «وضعيات الجماع»، وكل هذه البرامج متاحة بشكل رسمي للأطفال.
ألا يكفي أن أعطل شبكة الواي فاي؟
تلاحظون أن جميع البنود التي تشكل خطرًا على الطفل مرتبطة بالإنترنت، مثل متصفح الإنترنت، واليوتيوب، والشراء من المتجر، وغيرها. وبالتالي فإن غياب الإنترنت سيوقف عمل كل هذه البرامج من دون اللجوء للقيود، ولذلك فإن بعض الأهالي يلجؤون إلى فك ارتباط الآيباد بشبكة الإنترنت في منزلهم لحماية أطفالهم من هذه المخاطر.
ولكن هذا الحل لا يشكل حلاً متكاملاً، فبإمكان كلمة السر الخاصة بشبكة المنزل أن تتسرب إليه عن طريق أحد إخوته، وباستطاعته بالتالي تمكين الاتصال بالشبكة وفتح الإنترنت بكل سهولة، وأيضًا يمكنه الاتصال بشبكات الإنترنت المنزلية عندما يذهب إلى أقاربه أو معارفه.
أما خاصية القيود فإنها فعالة في أي مكان، ومن الصعب تسرب كلمة السر الخاصة بها، لأنها لا تتجاوز عادة الأب أو الأم أو كليهما.
التقنية لن تنتظر أحدًا.. ولا يمكن لأحد أن يقف في وجهها..
قد أصبحت التقنية جزءًا أساسيًا من حياتنا.. نرتكز عليها في حاجاتنا الأساسية.. ونستمتع بها في كمالياتنا..
ومن الصعب التنبؤ لأي درجة ستتغلغل التقنية في حياتنا وحياة أبنائنا في المستقبل.. ولكن من الواضح أنها ستكون بعمق شديد.. وبانتشار لا يمكن لأحد حصره والتحكم فيه.
والأفضل بلا شك.. أن يتعلم أبناؤنا استخدام التقنية في أعلى مستوياتها.. ليجنوا ما فيها من خير ومنفعة.. وأن يدركوا في الوقت نفسه كيف يتجنبون أذاها ومخاطرها.. حتى ونحن بعيدون عنهم.
وهذا ما نريد لأطفالنا أن يبرعوا به.. أن يميزوا بأنفسهم بين الخير والشر.. لكي نضمن لهم مستقبلاً أفضل.. وعالمًا أجمل.. وأروع..