لمعت أسماء ثلاثة مبدعين من ولاية كاليفورنيا الجنوبية في الولايات المتحدة، هم «مات هوتش»، رولاند ساندز»، و«بول يانغ» في مجال تصميم دراجات نارية، هي أشبه ما تكون بالتحف الفنية التي يمكنك قيادتها بسرعة، ولكنك على الأرجح قد تؤثِر وضعها في غرفة من الزجاج لعرضها وتمتيع
ناظريك بها، خوفًا من أن تصاب ولو بخدش صغير.

لكل من هؤلاء المصممين محرفه الخاص الذي يترجم فيه إبداعاته على أرض الواقع، ويطوّر فيه مهاراته في عالم تصميم الدراجات وتنفيذها.نلقي فيما يلي الضوء على هؤلاء المبدعين ونمط حياتهم: يجذب عالم الدراجات النارية الكثير من الشبان الجامحين الذين يكرّسون طاقاتهم ومواهبهم لابتكار أفضل أنواع الدراجات وأكثرها سرعة، ومن هؤلاء الذين أمضوا وقتًا طويلاً وبذلوا جهدًا كبيرًا لإنتاج دراجات نارية على شكل تحف قيّمة نبدأ مع «مات هوتش».

مات هوتش
إلى الجنوب من لوس أنجلوس، اتخذ «مات هوتش» محرفًا يتميز بكونه مدرجًا على لائحة الأماكن الأثرية في الولايات المتحدة، بعدما كان في السابق معملاً لتوضيب البرتقال.
المكان هادئ جدًا وعابق برائحة الزهور، بدلاً من الزيوت والشحوم على عكس كل الأماكن المخصصة لتصميم الدراجات النارية وإنتاجها، ورغم كل هذه السكينة، إلا أن المصمم الشاب «36 عامًا» يحتاج على الأقل إلى 18 شهرًا لبناء دراجة نارية واحدة، لأنه يرسمها قطعة بقطعة وينفذها بدقة متناهية، علمًا بأنه فاز مرتين على التوالي في برنامج لبناء الدراجات على قناة الديسكوفري، بحيث يتنافس المشاركون على بناء أفضل دراجة. يتصرف «هوتش» بكثير من التواضع، رغم أنه أصبح في خانة المشاهير، إثر ظهوره على الشاشة الفضية، وبات بمنزلة نجم النجوم بالنسبة لمحبي الدراجات، ورغم أنه يمتلك ثروة طائلة إذ إن الدراجة الواحدة التي يصممها قد يراوح سعرها بين 110 آلاف دولار و350 ألف دولار، إلا أنه يصر على أنه مجرد رجل حالم.

وكان المصمم اللامع قد بدأ مسيرته المهنية بتصليح سيارات الفولكس فاغن القديمة وتزويدها بإضافات جذابة، ولكنه سرعان ما تحول إلى خبير في التصاميم ولا سيما بعد ظهوره في برنامج الديسكوفري وعرضه لدراجة الـ«فيني» التي كلفته ما يوازي 325 ألف دولار، بحيث إن العلامة الخاصة بها الموضوعة عليها ثمنها 5 آلاف دولار. وليس هناك من داع للقول إن معظم زبائنه من الأثرياء جدًا، وإن بعضهم يبعث له بطائرة خاصة في حال أصاب دراجته أي عطل لكي يأتي إليه ويصلحها. مع ذلك، فهو يفضل العيش في منزل أثري جميل، بعيدًا عن الضوضاء والحفلات والضجيج.

رولاند ساندز
في حين يعمل «هوتش» بمفرده، يجمع المصمم الثاني «رولاند ساندز» حوله فريقًا من الميكانيكيين المتخصصين لمساعدته على بناء الدراجات التي يصممها، وهو أسّس في عام 2005 محرفًا باسمه لتصميم الدراجات في «لا بالما» التي تبعد نحو 15 ميلاً من الجنوب الغربي للوس أنجلوس. ومن الدراجات التي صممها تبرز الـ«غلوري ستومبر» التي يصفها «ساندز» بأنها «ثمرة الحب بين دراجات الـ«إم.في أوغوستا» والـ«سوفت تايل 2003» الجميلة، هذا فضلاً عن دراجة الـ«KRV5 تراكر» المزوّدة بمحرك بقوة 200 حصان، والتي تبدو تمامًا كسيارات السباق في بداية القرن العشرين، ولعل ذلك يعود إلى شغف المصمم بسباق الدراجات، لكونه كان بطلاً للسباقات المحلية لعام 1998، وتخلى عن هوسه بعدما أصيب بكسور مختلفة كادت تقعده نهائيًا.
صمّم «ساندز» سلسلة دراجات وباع العديد منها بأسعار خيالية، لكنه قرر أخيرًا عدم بيع «تحفاته الفنية»، كما يصفها، لأنه لم يعد بحاجة إلى المال. وهو يفكر في افتتاح متحف خاص لها، وربما يسمح للناس بزيارته.

بول يانغ
ومن «ساندز» ننتقل إلى المصمم «بول يانغ»، الذي لا يبدو شديد التعلق بدراجاته التي اعتاد بيعها بمبالغ تراوح بين 50 ألف دولار و250 ألف دولار منذ سنوات. وربما يعود السبب في ذلك إلى أنه يصمم السيارات وينفذها بدعم مالي من مليونير فيتنامي يهوى الدراجات.ومن أبرز الدراجات التي صممها: «ساغا آند رابتشور» و«غاتسبي»، وهو يقول إن دراجاته مصممة أصلاً للعرض, «ولكنك إذا ما أردت قيادتها فحتمًا علينا إعادة تثبيت العديد من القطع والبراغي»! يشار إلى أن «يانغ» وعلى عكس «ساندز» و«هوتش» يملك شهادة جامعية في التصميم ولكنه لا يزال متخلفًا عنهما ربما لأنه لا يملك أموالاً طائلة إلى الآن.