يرى العلماء أن الشيخوخة ليست خريف العمر، بل يمكن أن تكون ربيع العمر وذروة النضج والعطاء الإنساني إذا أمكن «للمسن» أن يبطئ من ظهور أعراضها من خلال النمط الحياتي الذي يراعي فيه التغذية السليمة وممارسة الرياضة، وتجنب العادات الصحية الخاطئة. بيد أن هنالك عاملاً آخر ليس بوسع المسن السيطرة عليه، وهو «الساعة البيولوجية» الموجودة داخل جينات الجسم.. فتغيرات مثل البلوغ وسن اليأس هي عمليات مبرمجة في الجينات ولا يمكن السيطرة عليها حتى الآن.

تأجيل التشيخ
لقد أجرى العلماء الأمريكيون العديد من البحوث الطبية بهدف تأجيل «التشيخ»، وأسفرت تلك الأبحاث عن إمكانية تحقيق هذا الهدف بمساعدة بعض العقاقير الطبية. ويقول هؤلاء العلماء إن استخدام زراعات الخلايا يمكن أن يؤدي إلى تجدد واضح في الخلايا البشرية، أو على الأقل منع تغير الخلايا أو تلفها مع الزمن.
وينصح علماء الشيخوخة في جامعة كنتاكي الأمريكية، بعد أن أجروا العديد من البحوث في هذا المجال، باتباع العديد من النصائح لتجنب أمراض الشيخوخة:

التدخين عدوك
يكون الإقلاع عن التدخين، بحسب رأي العلماء، أحد أركان تجنب الشيخوخة والحفاظ على شباب دائم. وتوصلوا إلى أن دخان السيجارة يحتوي على سموم تدمر بطريقة مباشرة الحامض النووي في الخلية، ما يؤدي إلى الإصابة بالسرطان.
وأضافوا أن السجائر هي أكبر مصدر مباشر لمادة النيتروزامين يمكن أن يتعرض لها الإنسان. وهذه المادة، مع مكونات الدخان الأخرى، هي مادة مؤكسدة قوية وأيضًا مسببة للسرطان، وهي تقود إلى الإسراع في عملية الشيخوخة، والأمراض المرتبطة بها.

طهي الطعام حتى التفحم.. خطر
وما يلفت الانتباه في الدراسات التي أجراها العلماء الأمريكيون أن الشواء يمكن أن يحول البروتين والأحماض الأمينية إلى مواد كيماوية قوية، وبالتالي يمكن أن تؤدي إلى تلف الحامض النووي لخلايا جسم الإنسان، ما يؤدي إلى الإصابة بالسرطان. وينصحون المسنين بعدم أكل الشواء «المتفحم».

كن صديقا للخضراوات والفواكه
هناك تحذيرات أطلقها العلماء عبر دراساتهم تشير إلى أن تناول طعام غني بالدهون والبروتينات، مع إهمال الخضراوات والفواكه يرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بسرطان الثدي، والرحم، والبروستاتا، والقولون، والبنكرياس، والكلى. ويرجعون ذلك إلى أن هذه الأطعمة قد تحتوي على مصادر غير كافية من الطاقة، وقد تسبب تكوُّن كثير من الأكسجين النشط. وبالطبع، فإن الدهون المشبعة تؤدي إلى الإصابة بالسمنة وما يرتبط بها من مخاطر. ويشيرون إلى أن تناول الخضراوات والفاكهة مرتبط بانخفاض نسب الإصابة بأمراض القلب المختلفة، ويؤدى إلى تحسين نوعية الحياة.

استنشق الهواء النقي
ينصح اختصاصيو التغذية والأطباء «المسنين» باستنشاق الهواء النقي، لأن الملوثات العديدة للجو تعد من الأسباب القوية للإصابة بالسرطان لاحتوائها على مواد مؤكسدة تتسبب في تسر يع عملية الشيخوخة. ويؤكدون أن تناول القهوة بإسراف قد يكون دلالة على زيادة ضغوط الحياة. وتؤدى هذه الضغوط إلى اضطراب في التوازن الهرموني الذي قد يقود بدوره إلى إصابة العديد من أعضاء الجسم بالشيخوخة، إضافة إلى أن القهوة تمهد لإصابة المعدة بالالتهاب المزمن ،ويطالبون «الشيوخ» بتناول الشاي الأخضر لأن له تأثيرات مضادة للأكسدة، لذا فتناوله مفيد للصحة.

الإمساك عدوك الأول
يقول العلماء إن تفريغ الأمعاء يوميًا يقلل من نسب الإصابة بسرطان القولون، ويرجعون ذلك إلى تقليل فترة التلامس بين الغشاء المبطن للأمعاء، والمواد التي يحتمل أن تتسبب في الإصابة بالسرطان، والموجودة في فضلات الطعام التي يتخلص منها الجسم. هذه المواد تؤدي إلى التأثير في معدل الشيخوخة أيضًا.

الوزن الخفيف.. نعمة
يحرض العلماء على تخفيف الوزن، لأن أصحاب الأوزان «الثقيلة» معرضون لزيادة إنتاج شوارد الأكسجين الحرة داخل الخلايا، وهي بدورها تؤدي إلى زيادة مخاطر الإصابة بالسرطانات المختلفة، وأمراض القلب، وبالتالي الإسراع في عملية الشيخوخة.

.