يومنا الوطني..
والخطوط السعودية



خالد بن عبدالله الملحم
مدير عام
الخطوط الجوية العربية السعودية

عند إشراقة يومنا الوطني في كل عام، نذكر بالوفاء والاعتزاز بطولات وتضحيات مؤسس هذا الكيان الكبير الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه، الذي استطاع بحكمته وبنظرته الثاقبة التي اخترقت حاجز الزمن أن يضع قواعد الانطلاق لأمةٍ عظيمة بتوحيد أرجاء البلاد ونبذ الفرقة والشتات وقبل ذلك تحكيم شرع الله ثم الأخذ بناصية العِلم والتركيز على العنصر البشري ومواجهة التحديات الهائلة آنذاك برؤية واضحة تمكن من خلالها بعون الله، رغم العواصف والصراعات والتحديات، أن يبحر بسفينة الوطن إلى شاطئ الأمان ليكمل أبناؤه البررة الكرام من بعده مسيرة التقدم والبناء وصولاً إلى هذا العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني أيدهم الله.

ولأن الخطوط السعودية لم تكن في أي يوم من الأيام مجرد شركة طيران ذات مهامٍ محدودة وجزئية فقد واكبت هذه المؤسسة الوطنية العالمية، مسيرة تأسيس الوطن وانطلاقته وكان لها ولا يزال دورها الحيوي في ربط أرجاء قارة مترامية الأطراف بوسيلة نقل جوية حديثةٍ واقتصادية، بالإضافة إلى المساهمة المباشرة في دعم خطط ومشاريع التنمية، وخدمة التواصل والتبادل التجاري بين المملكة والعالم، إلى جانب دورها في استقبال وخدمة ضيوف الرحمن والمعتمرين القادمين إلى الديار المقدسة من جميع أنحاء العالم.

ومع اقتطاف ثمار التنمية السريعة والشاملة في كافة أنحاء المملكة، ووجود الصروح الكبرى للنهضة العلمية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وتحقيق طفرات واسعة في معدلات النشاط التجاري والأعمال سجلت معدلات الإقبال على السفر جوًا مستوياتٍ قياسية وغير مسبوقة أوجبت على الخطوط السعودية العمل على خدمة هذه الزيادة الهائلة والمتواصلة في حركة النقل الجوي في بلادنا من خلال التخطيط الاستراتيجي والأخذ بأحدث التقنيات العالمية، حيث بدأت قبل خمس سنوات في تطوير بنيتها التقنية والتحول إلى النظام التقني الشامل في الأداء والخدمات، إلى جانب تحديث أسطولها بإمكاناتٍ ذاتية بالاستحواذ على (82) طائرة جديدة من طرازي ايرباص وبوينج تسلمت منها حتى الآن (45) طائرة، مع التخطيط لشراء خمسين طائرة أخرى خلال السنوات القليلة القادمة بعون الله وتوفيقه، حيث انعكست عمليات تحديث الأسـطـول إيجابًا على المعدلات التشغيلية للقطاع الداخلي بزيادة السعة المقعدية مع بـدايـة صـيـف هذا الـــعـــام بمعدل مليوني مقعد.
وتشغيل رحلات على رأس الساعة بين الرياض وجدة مع زيادة قياسية في أعداد الرحلات بين المدن الرئيسية الثلاث وكافة مناطق المملكة، وبخاصة مناطق الجذب السياحي خدمةً للسياحة الداخلية التي أصبحت وخلال فترةٍ وجيزة رافدًا اقتصاديًا واعدًا من روافد الاقتصاد الوطني.

وحين نحتفل بيوم الوطن ونتذكر ما توليه قيادتنا الرشيدة رعاها الله من رعاية واهتمام فائق بإعداد وتأهيل المواطن السعودي باعتباره حجر الزاوية في تحقيق أهداف التنمية المباركة في مملكتنا الغالية، فإن الخطوط السعودية تعتز على الدوام بكوادرها الوطنية المتفوقة والتي استوعبت أحدث التقنيات في صناعة النقل الجوي، في الوقت الذي تواصل جهودها في إعداد وتأهيل كوادرنا السعودية لمواكبة تحديات صناعةٍ دائمة التغير والتطور في كل يوم، وذلك من خلال أكاديمية الأمير سلطان لعلوم الطيران ومراكز التدريب المتخصصة، فضلاً عن برامج الابتعاث الخارجي انطلاقًا من يقينٍ راسخ بأن العنصر البشري المتفوق هو الثروة الحقيقية والرصيد المتجدد لمواجهة كل التحديات حاضرًا ومستقبلاً.

نعم إنه يومٌ للوطن.. يومٌ يتجاوز إطاره الزمني إلى صورةٍ دائمة الإشراق نسعد بها عند كل إنجازٍ جديدٍ على هذه الأرض الطيبة.. يومٌ جليل لوطنٍ كريم يبذل الغالي والنفيس خدمةً للإسلام.. يومٌ يتزامن مع إطلاق خادم الحرمين الشريفين.. رجل المحبة والسلام.. إشارة البدء لتنفيذ أكبر توسعةٍ في التاريخ لبيت الله الحرام.. يومٌ هو الصورة التي نراها في عيون أطفالنا.. وقصة الأمجاد التي نرويها لأبنائنا وأحفادنا عن عطاء الرواد وعن مسيرة وطن حبيب ننعم بظلاله الوارفة وخيراته الوفيرة ونعتز بمكانته الرفيعة ودوره الرائد في خدمة التقدم الإنساني والتواصل الحضاري بين مختلف الأمم والشعوب في عالم اليوم.

والله ولي التوفيق،،،