نورة بنت فيصل الشعبان
الناجحون دائمًا يفعلون الأشياء بطريقة صحيحة، فقلبهم النابض بالحماس والطموح والتأمل يجعلهم مدركين أهمية الحياة وأهمية تحديد الأهداف، ومن ثم
الانطلاق. ولا يكون هذا الطريق مميزًا إلا بالعقبات والصعاب.
فكيف يتذوق الناجح طعم الإنجاز إلا بعد الجهد الشاق؟ وكيف يستمتع البحّار برحلة الإبحار من غير روح المغامرة؟ ومع ذلك لابد من العثرات، لابد من السقوط والنهوض فلكل جوادٍ كبوه.. لاحظ الفرس عندما تتأهب فهي ترجع للخلف وتشحن طاقتها ثم تنطلق بكل عزيمة وإصرار.. وكذلك انظر لحركة انطلاقة السهم فنحن نسحبه للخلف ثم نقوم بتوجيهه نحو الهدف ونتركه ينطلق دون تردد.
هذه المرحلة في التراجع ليست فشلاً إنما أطلق عليها مرحلة معرفة الذات ودراستها، من خلالها اكتشف ذاتك وقيمها، وتعرف على سلبياتها وإيجابياتها، والأهم أن تكون صادقًا معها. فالتجارب سواء كانت شخصية عشتها بنفسك، أو غيريّة قام بها غيرك، هي معلّم ناجح ومفيد. والناجحون هم الذين يستفيدون من تجاربهم الفاشلة والناجحة على حد سواء.. ابتعد عن السلبيين قدر المستطاع، فالقائد لا يركز إلا على الصورة الكبيرة ولا يتأثر بتفاهات الأمور وصغائرها.. قـد يـرى الناس الجرح الـذي في رأسـك ولكـنهم لا يشعـرون بالألـم الـذي تعانـيه.
فالتجربة الفاشلة تقوينا، والاستعانة بالله تحفزنا لننهض من فشلنا، وألا نعدّ ما حصل نهاية المطاف، وأن نستمر في المحاولة، فشرف المحاولة إنجاز في حد ذاته. فصاحب المحاولة لا يرضى ولا يرضخ للفشل، ففشل المحاولة لا يعني فشل الأهداف. فالأشياء لا تأتي عادة من تجربة واحدة أو محاولة أولى.. بل ربّما بعد سلسلة تجارب ومحاولات.. المهم ألا تستسلم لشعور الفشل لأنّه يقعدك عن اكتساب المهارات، بل يشلّك عن العمل والمواصلة.. واستبدل بهذا الشعور إيجابية.. واجعل الفشل معلّمًا محترفًا!
فتجاربك إمّا أخطاء تتعلّم منها، وإما نجاحات تحلق في عالمك المميز، وكذلك تجارب الآخرين في قدرتهم على حل المشكلات وتجاوز الصعاب. إنّ قصّة تقرؤها أو تسمعها أو تشاهدها هي تجربة يمكن أن تضيفها إلى رصيد تجاربك.. وعلم يضاف إلى معلوماتك، ابحث عن أصحاب خبرة وتجربة قديمة بالتأكيد أنها ستختصر عليك جهدًا ووقتًا طويلاً، وترشدك إلى أقصر وأأمن الطرق لإكمال مسيرة النجاح والوصول إلى أهدافك باستمتاع.
يقول المُفكّر والفيلسوف جيم رون:
الفلسفة تقود إلى النفسية
النفسية تقود إلى العمل
العمل يقود إلى النتائج
النتائج تقود إلى نمط حياتك
إذا لم يُعجبك نمط حياتك، فراجع نتائجك
إذا لم تُعجبك نتائجك، فراجع أفعالك
إذا لم تعجبك أفعالك، فراجع نفسيتك
إذا لم تعجبك نفسيتك، فراجع فلسفتك الشخصية.