أطفال أشقياء
إلى متى؟

نصائح للتعامل مع الأطفال الأشقياء من سن 3-4 سنوات


 

إذا بدأ طفلك الصغير بالتصرف كملاكم، بدلاً من كونه طفلاً يمر بمرحلة ما قبل المدرسة، فلا تجزعي، لأن سوء التصرف في هذه السن ليس شائعًا فقط، إنما متوقع أيضًا.

تقول الدكتورة جين بيرمن، الحاصلة على دكتوراه في علم النفس ومستشارة تربوية ومؤلفة كتاب «سوبر بيبي، 12 طريقة لتحضير طفلك في السنوات الثلاث الأولى»: يتعلم الأطفال ما بين عمر 3-4 سنوات وذلك بافتعال التصرفات الشقية لمعرفة الحدود المسموحة لهم. من المحتمل جدًا أن يكون طفلك عدوانيًا، وهذه ردة فعل طبيعية جدًا للمواقف التي لا يحبذونها أو لا يملكون السيطرة عليها «فلا تتوتري، ولكن لا يعني ذلك أن تقفي مكتوفة الأيدي وتتقبلين سلوكه السيئ كضربه للأطفال أو المشاجرة معهم أوعض كل من يعترض طريقه. إن طفلك في هذه السن سيكون كالإسفنج في تقبل وامتصاص وتعلم طرق أفضل لحل المشاكل، فبدلاً من أن يرميك بلعبته، يمكنك بسهولة ترويض هذه الحركات الشائعة غير المهذبة، إذا قمت باتباع هذه النصائح:

الكذب
لماذا يكذب الأطفال؟! هناك قصص طويلة تختلقها طفلتك، أو غرائبية يختلقها طفلك. تقول الدكتورة بيرمن: «لا يدرك الأطفال في هذه السن أن قول شيء غير صحيح هو أمر خاطئ».. يختلق أطفال مرحلة ما قبل المدرسة نوعين من الأكاذيب بشكل عام: أكذوبة للمحافظة على الذات وأخرى خيالية. على سبيل المثال، تنكر طفلتك التلوين على الحائط وذلك لتحمي نفسها من العقوبة. ولكنها تتفاخر أمام الأصدقاء بحصولها على هدايا عجيبة وغريبة لم تحصل عليها، لأن الفرق بين الواقع والخيال في هذا العمر ما يزال ضبابيًا، وهذا لم يكن أمرًا مفاجئًا لأنها تقضي معظم يومها في اختلاق القصة.
- كيفية التعامل مع ذلك: واجهي طفلتك بتحديد كذبها دون أن تحكمي عليها أو تغضبي منها. تقول الدكتورة بريمن «تميل الأكذوبة أن تكون تمنيًا لذلك عليك أن تقري بذلك». ربما عليك القول «أدرك بأنك أردت أن يسمح لك والدك بمشاهدة التلفاز قبل الخلود إلى النوم، وأعلم أنه لم يوافق، لذلك علينا أن ننتظر حتى الغد لمشاهدة دورا Dora». ستعلم طفلتك في النهاية أن اختلاق الأكاذيب لن يفيدها. ومهما اختلقت الأكاذيب لا تعاقبيها. فخيال الأطفال في هذه، ربما يجعلهم يصدقون بالفعل بعض أكاذيبهم، لذلك إعطاؤهم درسًا بأهمية قول الحقيقة سيكون أكثر تأثيرًا من معاقبتهم.

البكاء
لماذا يقومون بالبكاء؟! تقول الدكتورة نورمان هوفمان، مؤلفة كتاب «ربما يرزق الآباء الهادئون بأطفال مشاغبين»: «إن البكاء هو تعبير عن الاستياء، سواء كان ذلك ناتجًا عن الملل أو الجوع». إضافة إلى أنه من المحتمل أن يكتشف الأطفال في تلك السن أن صراخهم طريقة فاعلة لجذب انتباهك، لذلك يلجأ إلى رفع صوته عندما يشعر بالاستياء أو يرغب في شيء ما.
- كيفية التعامل مع ذلك: حتى لو اخترق الصراخ العالي سدادات أذنك، من المهم أن تحافظي على رباطة جأشك. اخبري طفلك أنه لا يمكنك فهمه عندما يبكي، لذلك عندما يرغب في الحديث معك عليه أن يخفض نبرة صوته، ومن ثمَّ قومي بتأييده عندما يتكلم بنبرة خالية من الأنين. إن تجاهل صراخه لن يجدي نفعًا ببساطة وربما يزيد الوضع سوءًا. إذا هربت من بكائه الشديد وقت الوجبة الخفيفة، فكري فقط في مقدار النكد الذي سيكون عليه عندما يقترب موعد العشاء. ولا تستبعدي الملل، فغالبًا الطفل المتذمر متعب.

قذف الأشياء
لماذا يقذفون بألعابهم؟! من الممكن أن طفلتك تريد بصدق معرفة ما سيحدث عندما ترمي دمية الباربي الخاصة بأختها في لعبة jungle gym ولكن غالبًا يرمي الأطفال، في هذه السن، الأشياء نتيجة الغضب أو خيبة الأمل أو عندما يريدون لفت الانتباه.
- كيفية التعامل مع ذلك: غالبًا لا يدرك الطفل مقدار قوته، فعندما يرمي لعبة الصحن الطائر وهو يلعب في الفناء الخلفي لا تحدث ضررًا حقيقيًا كما يحدث عندما يلقيها على غرفة الطعام. لذا ضعي بعض القوانين الواضحة حول الأشياء التي يمكن أن يتقاذفونها مثل: الكرات اللينة والمخدات، أما الأماكن المناسبة لها فهي: الفناء والسرير. ولكن إذا قامت طفلتك بقذف الكتب تعبيرًا عن الغضب، صارحيها بما تشعر به، قولي «أعلم أنك غاضبة، ولكن من الممكن أن تتلفي كتبك عندما تقذفين بها, وعندما تتلف كتبك لن نستطيع أن نقرأها. بمجرد ما أن أنهي مكالمتي، سنقرأ معًا كتاب القرد الفضولي جورج Curious George».

ضرب زملاء اللعب
لماذا يضرب طفلك الطفل الآخر؟! إنها سن محبطة للأطفال، فليس لديهم المفردات التي يستطيعون التعبير بها، وعندما يغيظهم شيء لا يستطيعون أن يعبروا بالسرعة الكافية أو بتفاصيل واضحة. لذلك فعندما لا يريد طفلك مشاركة أحد بلعبته، ولا يستطيع توضيح ذلك، فقبل أن تنتزع منه ربما يلجأ للضرب.
- كيفية التعامل مع ذلك: حينما ينتزع صديق طفلك سيارته المفضلة، دعيه يعلم أن الضرب غير مجد وأن استخدام الكلام أفضل لحل المشكلة. تقول الدكتورة بيرمن: «من الضروري أن يتعلم الطفل كيفية التفاوض بنفسه. قولي له: يبدو أنك لم تنته بعد من السباق، ماذا لو طلبت من صديقك أن يعيد إليك سيارتك ؟»، بعض الأطفال في هذه السن يلجؤون إلى العض عندما لا يستطيعون المواجهة لفظيًا. إذا كان لديك شيء سميك امنحيه له ليعضه، استخدمي هذه الاستراتيجية لمساعدته حتى يهدئ من غضبه.

أن يكون متحكمًا
لماذا يحبون أن يتحكموا بك؟! يريد الأطفال في هذه السن أن يكونوا مسؤولين ويملكوا حاسة قوية حول الأمور التي يريدونها. في بعض الأحيان تطلب طفلتك بعض الأمور لترى ماذا ستجني من وراء مطالبها.
- كيفية التعامل مع ذلك: هنالك خط رفيع حينما يتعلق الأمر بالمسؤولية. فهل تريدين احترام رغبات طفلتك واحتياجاتها دون أن تكوني دمية لها؟! إذا قالت إن والدها هو من يستطيع فقط أن يسكب الطعام في صحنها وكان زوجك قريبًا منك، فهذا لن يؤذي أحدًا أن يحدث ما تريد. ولكن إذ أمرتك أن تعطيها بسكويتًا آخر، لا تستسلمي لمطالبها. أوقفي الإلحاح بتوضيح أنها ستحصل على قطعة بسكويت أخرى إذا طلبتها منك بأدب. وإذا أصرت على التذمر اتركيها. في نهاية المطاف ستتعلم من دروسك.