بيت الدمية.. تفاصيل حقيقية

 

«عندما كتب هنريك أبسن رائعته «بيت الدمية» في عام 1879.. لم يخطر بباله أن تلك المسرحية ستجعل منه كاتبًا شهيرًا، ويلقب بعدها بأبي المسرح الحديث. لقد ظلت مسرحية «بيت الدمية» لأكثر من مئة عام وهي موضع قراءات ودراسات نقدية، عرضتها فرق مسرحية عالمية. وكما أن مسرحية بيت الدمية لأبسن هي صورة عن حياة المرأة في المجتمع الأوروبي، فإن بيوت الدمى الحقيقية صورة مصغرة عن مظاهر الترف والثراء في القرن السابع عشر والثامن عشر، في أوروبا.
لم تكن بيوت الدمى في تلك الحقبة مخصصة للأطفال، إنما كانت تسلية للكبار، حيث نقلت حرفية تفاصيل البيوت الأوروبية في ذلك الزمن، التي اشترك في تصميمها الفنانون والنجارون وصانعو الدمى، وبقيت على مر الزمن تُحفًا تستحق أن تقتنى. ولعل أشهر صانعي بيت الدمى في ذلك الوقت هي الهولندية سارة روث التي عاشت في القرن السابع عشر، تضم مجموعتها بيوتًا عديدة للدمى: أحدها في متحف فرانس هالس في هارلم الهولندية، وثلاثة في متحف ريجيكس.
من هذه البيوت المصغرة بإمكاننا أن نتعرف على تاريخ التصميم الداخلي وفنه، حيث كانت هذه البيوت المصغرة صورة طبق الأصل عن الحقيقة. ولقد لاقت هذه البيوت الإعجاب والافتتان من قِبَل من يشاهدها، حيث جمعت بين المنمات الصينية القديمة واليونانية. لقد كانت ذات كمال يثير الدهشة، وتفاصيل يصعب تصديقها. !