محمية الجبيل للأحياء الفطرية، واحدة من عناصر المنظومة الوطنية للمناطق المحمية في المملكة العربية السعودية، تقع شمال مدينة الجبيل الصناعية، على امتداد الشاطئ الشرقي للمملكة العربية السعودية، وتقدر مساحتها بأكثر من 2000 كم2.
5 جزر مرجانية وخليجان
تضم المحمية خليجين ضحلين هما «دوحة الدفي» و«دوحة المسلمية»، إضافة إلى شريط ساحلي يمتد بين رأس أبو علي ورأس الزور بطول 400كم. كما تحتوي الجزيرة على خمس جزر مرجانية رئيسة هي: حرقوص وكران وكرين وجانا وجريد. وبعد إجراء الدراسات والمسوحات الحقلية تم اختيار هذه المنطقة من قبل الهيئة السعودية للحياة الفطرية، لاحتوائها على مواطن فطرية تمثل معظم الأنواع الرئيسة الموجودة على الساحل الغربي للخليج العربي.
أول محمية بحرية
تعود قصة إقامة محمية الجبيل إلى عام 1991 حينما تدفقت في مياه الخليج كمية كبيرة من النفط الخام تقارب المليون طن، وقد تضافرت جهود كل من الهيئة السعودية للحياة الفطرية في الرياض والمجموعة الأوروبية في بروكسل لمكافحة هذا التلوث الخطير، ونتج عن هذا التعاون إقامة أول محمية ضمن مشروع منظومة المناطق المحمية البحرية على طول الساحل الغربي للخليج العربي، والذي أدى إلى حماية الأحياء المائية المهددة بالانقراض وسمح بالإدارة المناسبة للمصادر الإحيائية المتجددة في المنطقة.
بيئات برية وبحرية
تحتوي محمية الجبيل على العديد من البيئات البرية والبحرية الحساسة والفريدة من نوعها في الناحية الغربية من الخليج العربي، فبيئات محمية الجبيل متداخلة ومتفاعلة معًا مكونة نظامًا بيئيًا متكاملاً، وتنفرد كل بيئة بأحيائها الفطرية الخاصة بها، وتمتاز كل بيئة بمجموعاتها الحيوانية والنباتية الخاصة بها كذلك. وإجمالاً فإن البيئات السائدة في المحمية تمثل بيئة طبيعية خاصة تشكل محمية الجبيل للأحياء البحرية، وتتمتع المحمية ببيئات ذات خصائص فريدة في تنوعها الإحيائي المتكيف مع الظروف المناخية والطبيعية لبيئة الخليج العربي.
كثبان رملية وغابات القرم
تتكون المحمية من خمس بيئات هي: البيئة البرية الصحراوية التي تغطي المسطحات والكثبان الرملية، وبيئات المناطق الرطبة التي تشمل سبخة الفصل المرشح الطبيعي لمياه الصرف المعالجة لمدينة الجبيل، والبيئات المدجزرية المتمثلة في الشواطئ الصخرية والرملية، وبيئة الشواطئ الرملية الممتدة على طول الشاطئ الشمالي للمحمية، وبيئات الشواطئ الطينية والمستنقعات الملحية وغابات المانجروف «القرم»، والتي توجد في عدد من المواقع مثل جزيرة القرمة التي ربما اشتق اسمها من القرم، فهي مواطن غنية تزخر بالعديد من أنواع الأحياء البحرية، وتوفر البيئات الموطن الآمن للطيور المقيمة أو الطيور المهاجرة التي تأتي من القطب الشمالي ومن دول أوروبا الشرقية وآسيا لقضاء فصل الشتاء في دفء الجزيرة العربية، منها أنواع البط الشهرمان والكيش أو بط الجراف ومنها طائر النحام.
الثعلب الأحمر
تمتاز المحمية باحتوائها على بيئات مختلفة تحتوي على أنواع متباينة من الأحياء الفطرية، ففي البيئة البرية يوجد الثعلب الأحمر, وابن آوى، وعدة أنواع من القوارض، وعدة أنواع من الطيور، منها نوعان من القنابر وعدة أنواع من العضايا والثعابين. وتحتوي البيئات الشاطئية على طيور النحام «البشاروش» وأنواع من الدريجة والنورس وطيور الخرشنة والبط والبلشونات والغاق السوقطري.
سلاحف خضراء
تعد الجزر المرجانية الخمس التي تضمها محمية الجبيل من أهم المناطق لتكاثر الطيور والسلاحف في الخليج العربي، حيث تضم تلك الجزر أكثر من 79.227 طائرًا ونحو 1500 سلحفاة خضراء ومنقارية الصقر في أثناء فترة التكاثر، كما تُعد البيئات الصحراوية مناطق استراحة وممرات للطيور المهاجرة كالصقور والحبارى وتحتوي المحمية على 14 نوعًا من الكائنات الثديية، وتشتمل المحمية كذلك على السبخات، ولعل أهمها سبخة الفصل التي يرتادها قرابة 20.000 طائر خلال موسم الهجرة، وتلعب المحمية دورًا مهمًا في التربية والتثقيف البيئي من خلال مركز الزوار والذي يوجه أنشطته لشرائح الطلاب من مختلف الأعمار وبدوره يحفز على المشاركة الإيجابية التطوعية مع أنشطة الهيئة.
شجيرات المانجروف السوداء
توجد شجيرات المانجروف السوداء في جزيرة قرمة وبين صخور دوحة الدفي، وتمثل هذه الشجيرات الحدود الشمالية لانتشار هذا النوع، وهي أصغر من الشجيرات الموجودة في البحر الأحمر بسبب برودة الشتاء، وتؤمن هذه الشجيرات الغذاء للعديد من الأحياء اللافقارية، وخصوصًا الروبيان ذا الأهمية التجارية، كما أنها تُعد مناطق حضانة للعديد من صغار الأسماك.
وجهة هواة الغوص
محمية الجبيل هي إحدى الوجهات السياحية المقبلة لهواة الغوص وهواة مراقبة الطيور وهواة صيد الأسماك، وهي، أيضًا، منشأة اقتصادية لكونها معملاً طبيعيًا مفتوحًا لكل التخصصات الراغبة في دراسة العلاقة بين البيئة والتنمية المستدامة. لقد وجد طلاب المدارس كذلك فيها مرتعًا لمزاولة الأنشطة الكشفية التي تخدم البيئة مثل مشروعات تشجير الشواطئ وتنظيفها خصوصًا شواطئ الجزر.