تعد بحيرة دالاي مصدرًا مائيًا ضخمًا، فهي خامس أكبر بحيرات المياه العذبة في الصين، وأهميتها تكمن في الحفاظ على التوازن البيئي في المراعي المنتشرة في مقاطعة هلوونبوير التي تعد من أكثر المناطق خصوبة في الصين وأكثرها ثراء بالأراضي العشبية. في عام 1986، أنشأت منغوليا «محمية بحيرة دالاي الطبيعية» لحماية الطيور النادرة في الموقع، فضلاً عن الأراضي الرطبة والمروج الخضراء حيث يوجد العديد من الحيوانات والطيور. وفي عام 1992، تحولت المنطقة إلى محمية طبيعية وطنية حتى إنها أدرجت عام 2001 على قائمة الأراضي الرطبة ذات الأهمية على الصعيد الدولي. ولكن هذا الاعتراف بأهميتها لم يمنع من انخفاض منسوب مياهها. فبحسب السكان المحليين ينخفض مستوى المياه في البحيرة كل يوم، ما يجعلها عرضة للاختفاء في غضون سبع سنوات إلى ثمان سنوات على أبعد تقدير.
تداعيات بيئية
التداعيات الطبيعية الناجمة عن التدهور في مستوى المياه بدأت تظهر بالفعل، فلوحظ اصفرار بعض المراعي، وبدأت ملامح التصحر بالظهور. فقد ترك انخفاض مستوى المياه نحو 600 متر من الرمال البيضاء مساحة فارغة تفصل بين المروج والبحيرة. ووفقًا لتقارير وسائل الإعلام، وعمليات المسح الجيولوجي، فقد كانت مساحة البحيرة 2370 كيلومترًا مربعًا في نيسان أبريل عام 2000. لكن بحلول حزيران يونيو 2010، تقلصت إلى 1850 كيلومترًا مربعًا، أي بخسارة مقدارها 520 كيلومترًا مربعًا. في الماضي، كانت مياه البحيرة غزيرة للغاية، حتى إن مدينة مانتشول، الواقعة إلى الشمال الغربي من البحيرة، وضعت خطة لجر المياه من البحيرة بغية إنشاء بحيرة اصطناعية خاصة على أراضيها في «جزيرة العشاق»، لكنها عادت واضطرت إلى التخلي عن الفكرة بسبب انخفاض مستويات المياه في بحيرة دالاي.
عوامل متفرقة
يرجع تقلص مستوى المياه في البحيرة إلى عوامل عدة أبرزها العوامل الطبيعية، كالطقس الجاف الذي يضرب المنطقة منذ سنوات على نحو غير عادي، فضلاً عن تقلبات المناخ بحيث تنخفض درجات الحرارة في الشتاء ويصبح البرد القارس غير محتمل حتى بالنسبة للسكان المحليين.
وقد أدى تفاقم انخفاض منسوب المياه إلى تدهور الأراضي العشبية. فهناك صلة مباشرة بين البحيرة وتصحر الأراضي من حولها، علمًا أن مستويات المياه الجوفية تنخفض كذلك بسبب قلة المتساقطات ما يضيف إلى مشكلة التصحر وتراجع الأراضي الخضراء.
في دول الجوار
لا تظهر آثار انخفاض منسوب المياه في الصين فقط، وإنما، أيضًا، في منغوليا وروسيا. ففي عام 1994، أنشأت الدول الثلاث في المنطقة محمية سميت بمحمية منطقة دوريا وضمت محمية بحيرة دالاي الوطنية إلى عضويتها. وفي عام 2005 كانت منغوليا تعتزم وضع خطة للحفاظ على تدفق 10 في المئة من
نهر كيرلين لتطوير صناعة التعدين المحلية. ولكن تم التخلي عن المشروع بعد مناقشة جرت بين الأطراف الثلاثة جراء تراجع منسوب المياه في النهر أيضًا.
وتجدر الإشارة إلى أن بعض شركات النفط والمعادن تسحب كمية كبيرة من المياه من البحيرة سنويًا،الأمر الذي كان أحد العوامل الرئيسة في تقلص مساحتها. فهناك منجم للتعدين واستخراج النحاس في المنطقة، وهو يستولي على قسم مهم من مياه البحيرة. كما أن المخاوف اليوم تتركز على أن التوازن البيئي في محمية بحيرة دالاي الوطنية الطبيعية قد يدمر، وقد تختفي، أيضًا، مساحة الأراضي الرطبة التي تصل مساحتها إلى 3252 كلم مربعًا.