المتاحف.. عبق الماضي بين ثنايا الحاضر

 

لا يقتصر دور المتاحف على كونها صالات لعرض القطع الفنية والأثرية فحسب، بل إنها أماكن تعليمية وتثقيفية قائمة بذاتها. وفي بدايات القرن المنصرم كان يُنظر إلى المدينة التي لا تضم متحفًا على أنها من المدن المتأخرة ثقافيًا. فالمتاحف تعكس ثقافات الشعوب على اختلافها، وحارسة لذاكرتها على مر العصور.

أوميد عبدالكريم الإبراهيم

 

 

المتحف الوطني في السعودية

أنشئ المتحف الوطني في الرياض، ليكون معلمًا وطنيًا على مستوى المملكة العربية السعودية، ويساهم في إثراء مسيرة التعليم، والتوعية الثقافية. يحتل المتحف سبعة عشر ألف متر مربع من الجانب الشرقي لمركز الملك عبدالعزيز التاريخي، في حين تصل المساحة الإجمالية لمبناه المكون من طابقين، إلى ثمانية وعشرين ألف متر مربع. ويوفر المتحف بيئة تعليمية حديثة لشرائح مختلفة من المجتمع، ولمستويات متعددة. فقد تنوعت المعروضات، لتشمل القطع الأثرية، والوثائق، والمخطوطات، ولوحات العرض، بالإضافة إلى استخدام وسائل العصر المتعددة، فضلاً عن الأفلام الوثائقية.

متحف اللوفر

يقع المتحف على ضفاف نهر السين في العاصمة الفرنسية باريس، ويقسم إلى أجزاء عدة بحسب نوع الفن وتاريخه، كما يبلغ مجموع أطوال قاعاته حوالي 13 كيلومترًا، تحتوي على أكثر من مليون قطعة فنية، سواء كانت لوحات زيتية أو تماثيل، أو غيرها. وفيه مجموعة رائعة من الآثار الإغريقية والرومانية والمصرية التي يبلغ عددها 5664 قطعة أثرية، بالإضافة إلى لوحات وتماثيل يرجع تاريخها إلى القرن الثامن عشر الميلادي. ويدخل الزائر إلى متحف اللوفر من خلال هرم زجاجي ضخم تم افتتاحه في عام 1989. كما يحتوي المتحف على العديد من الآثار الشرق أوسطية التي قام الأوروبيون بالاستيلاء عليها خلال حملاتهم العسكرية.

 

المتحف الألماني

يقع في مدينة ميونخ الألمانية، وهو متحف مخصص للعلوم الطبيعية والتقنيات والهندسة، تم البدء بتأسيسه في صيف 1903 من قبل اتحاد المهندسين الألمان في عهد القيصر ويلهلم الثاني، وتم افتتاحه في شهر نوفمبر 1906، ولا يعد أول المتاحف التقنية في وقته فحسب، بل ومن أكثرها جذبًا للسياح الآن، وأكبرها مساحة، حيث يقع على مساحة أكثر من 50000 متر مربع، وفيه تعرض النماذج بحجمها الطبيعي، سفن، مولدات ذرية، مضخات صناعية ومحركات عملاقة وغيرها. وقد تمت إعادة ترميم المتحف بعد نهاية الحرب العالمية الثانية حتى فترة الستينيات. ويقع المتحف على أحد أكبر معالم مدينة ميونخ، ويستطيع المرء الحصول على منظر جميل لمدينة ميونخ من خلال برج المتحف.

 

متحف مدام توسو

يعد من أشهر متاحف الشمع في العالم، ومقره الرئيس في لندن، وله فروع في دول أخرى، سمي المتحف بهذا الاسم نسبةً إلى مؤسسته «مدام توسو» التي ولدت عــام 1761 في ستراسبورغ، وقد توفي والدها قبل أن تولد، فرعاها طبيب يدعى كورتيس، حيث كانت والدتها تعمل لديه، وكان عملها في فن التعامل بـالشمع! وتعلّمت هذا الفن الجميل، وبعد ذلك استمرت لديها هذه الهواية حتى أنشأت معارض خاصة بها، وفي النهاية أنشأت هذا المتحف الذي يحتوي على تماثيل للشخصيات العالمية البارزة في جميع المجالات: الفن، والسياسة، من أمثال ونستون تشرشل، وأدولف هتلر، وشكسبير، وغيرهم. كما يحتوي على غُرفة الرعب التي تصور أشكال الإجرام في أثناء الثورة الفرنسية. وللمتحف فروع في أمستردام، ولاس فيجاس، ونيويورك، بالإضافة إلى هونج كونج، وشانغهاي، وواشنطن.

متحف الإرميتاج

يقع في مدينة سان بترسبورغ الروسية، ويعد واحدًا من أكبر المتاحف في العالم، حيث يحتوي على ملايين التحف الفنية، إلى جانب كونه واحدًا من أقدم المتاحف والمعارض الفنية والبشرية، والتاريخة والثقافية في العالم، وله فروع في أمستردام، ولندن، ولاس فيغاس وإيطاليا. كما يحمل متحف الإرميتاج سجل غينيس لأكبر مجموعة من اللوحات في العالم، وتكمن نقاط التميز فيه في جمع الفن الغربي، الذي يشمل أعمال أباطرة الفن والأدب حول العالم، من أمثال مايكل آنجلو، وليوناردو دافينشي، وفان دايك، ورمبرانت، إلى جانب جيوفاني أنطونيو كانال، ومونييه، وفان كوخ وغيرهم الكثير. كما يحتوي على مجموعات متنوعة من المقتنيات التي تعود إلى زمن روسيا القيصرية، وأكبر مجموعات الذهب القديمة من التراث الشرقي.

المتحف الوطني

تأسس المتحف عام 1824 في مدينة لندن «جاليري لندن»، ويجمع أكثر من 2300 لوحة يعود تاريخها إلى منتصف القرن الثالث عشر، ويعد جاليري لندن واحدًا من أبرز الجاليرهات في العالم، كونه يضم أعمالاً لمشاهير الفنانين، من أمثال ليوناردو دا فينشي، ودالي، وبيكاسو وغيرهم.

 

متحف المتروبوليتان

يوجد بمدينة نيويورك، ويعد من أشهر متاحف العالم وأضخمها، يحتوي على آثار من جميع الحضارات، وهو يفوق اللوفر بمراحل من حيث الضخامة.
أخذ المتحف بطرازه المعماري القوطي بالاتساع شيئًا فشيئًا حتى أصبح واحدًا من أكبر متاحف الفن في العالم. ويوصف المتحف بأنه دائرة معارف نيويورك، ويمكن أن تشاهد فيه ما يعكس ثقافات شعوب عدة، ابتداءً من الفن الآشوري والمصري، ومرورًا بفنون فلورنسا، بل ما يعكس ثقافات غينيا بيساو الجديدة وهضبة التيبت الصينية. تبلغ مساحة المتحف أكثر من مليوني قدم مربعة، ويضم أكثر من ثلاثة ملايين قطعة من الفن الحديث والقديم من مختلف دول العالم، يضاف إلى ذلك أن هذا الصرح يضم، أيضًا، قطعًا من الآلات الموسيقية والعسكرية المتنوعة التي تعود إلى فترات زمنية متنوعة من تاريخ البشرية.